أكد وزير الموارد المائية العراقى، حسن الجنابى، أن هناك تعاونا بين القاهرة، وبغداد، فيما يتعلق بالاستراتيجية طويلة الأمد الخاصة بالمياه، موضحا أن مصر تتمتع برصيد كبير من الخبرات والإمكانيات التى يمكن من خلالها تطوير قطاع المياه العراقى.
وقال الجنابى - فى تصريحات له، اليوم الجمعة، عقب مشاركته فى مؤتمر التغيرات المناخية الذى اختتم أعماله، أمس، فى لبنان - إن مصر، والعراق، تربطهما علاقات سياسية وشعبية واقتصادية مهمة، وأضاف "لدينا أفكار ومشاريع سنبدأ العمل بها بشكل مشترك قريبا"، لافتا إلى أنه اتفق مع الدكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والرى المصرى، على عقد ورش عمل مصرية عراقية مشركة لتبادل المعلومات فيما يخص الاستراتيجية طويلة الأمد للمياه فى كل من مصر والعراق".
وتوقع الجنابى، أن يكون هناك المزيد من التعاون المشترك بين البلدين، خاصة فى ظل ظروف العراق، وحربها ضد تنظيم داعش الإرهابى، معتبرا أن مزيدا من التعاون بين البلدين سيعمل على تحقيق الكثير من الإنجازات.
وفيما يتعلق بمشكلة ندرة المياه التى باتت تؤرق كثيرا من دول العالم، أعرب الوزير العراقى، عن أمله فى أن يكون المسار المائى منفصلا عن الأحداث السياسية الكبرى التى تسود منطقة الشرق الأوسط، لأن من حقوق الإنسان أن يكون لكافة الشركاء فى المياه نفس القدرة فى الحصول على ما يحتاجونه منها مهما كان الحوض المائى صغيرا أو كبيرا.
وحول مشاركته فى مؤتمر التغيرات المناخية المنعقد بلبنان، قال الوزير العراقى، إن التغييرات المناخية سبب مهم فى ندرة المياه فى الدول العربية، لكن هناك أسبابا أخرى مثل استخدام المياه كسلاح سياسى خاصة فى منطقة الشرق الأوسط فى الفترة الماضية، محذرا من مغبة استخدام المياه كسلاح سياسى بين الدول.
وأضاف أن التغييرات المناخية أثرت سلبا بدرجة واضحة على المنطقة العربية، لافتا إلى أن تلك التغييرات أدت إلى ارتفاع معدلات درجات الحرارة على الأرض وانخفاض منسوب تساقط الأمطار بالمناطق الجبلية والساحلية، ما ساهم فى قلة إنتاج الأرض، وبالتالى المزيد من الفقر وهجرة السكان من الريف إلى المدن وقلة الإيرادات، مما ولد مشكلات كثيرة خاصة وأن معظم الموارد المائية فى المنطقة مشتركة بين بعض الدول العربية وأخرى غير عربية.
وشدد على ضرورة دخول قاعدة معلومات علمية يمكن استخدامها فى عملية المفاوضات للمشاركة فى تقليل وتخفيف الأضرار، وتحقيق عدالة توزيع المياه على البلدان المشتركة، مشيرًا إلى أن مؤتمر "تنفيذ المبادرة الإقليمية لتقييم أثر تغير المناخ على الموارد المائية وقابلية تأثر القطاعات الاجتماعية والاقتصادية فى المنطقة العربية" "ريكار"، والذى اختتم أعماله أمس، بالعاصمة اللبنانية بيروت، يعتبر نتيجة جهد وعمل سنوات من العمل العلمى لـ11 منظمة شريكة تحت رعاية الأسكوا.
وزير الرى يعقد عدة لقاءات فى ختام مؤتمر "تقييم آثر المناخ فى المنطقة العربية"
وفى سياق أخر، عقد وزير الموارد المائية، الدكتور محمد عبد العاطى، عدة لقاءات فى ختام المؤتمر الإقليمى حول تقييم أثر المناخ فى المنطقة العربية، الذى عقد فى بيروت.
والتقى الوزير، بأبناء الجالية المصرية فى لبنان، حيث عرض جهود الدولة المصرية فى مواجهة التحديات المائية وتأثير الندرة المائية على زيادة معدلات الهجرة الشرعية وغير الشرعية، مما يؤثر على الدول المحيطة بأكملها.
كما التقى عبد العاطى، بوزيرى المياه العراقى، ووزير المياه والفلاحة التونسى، حيث تمت مناقشة كيفية تكوين تحالفات إقليمية عربية بين الدول المتشابهة فى الظروف المائية لوضع مقترحات لمشروعات إقليمية تمول من جهات التمويل الخاص بالمناخ الأخضر.
والتقى الوزير - كذلك - بأمين عام المجلس الوزارى العربى للمياه ومدير اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربى آسيا التابعة للأمم المتحدة (اسكوا) لمناقشة خطة التعاون المستقبلى فى مجال التأقلم مع التغيرات المناخية، واختتمت أمس فعاليات المؤتمر، الذى عقد على مدى ثلاثة أيام، تحت رعاية رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريري، ونظمته منظمة (إسكوا).
وأوضح أن الدول العربية والجامعة العربية لديها استراتيجية واضحة فيما يخص الأمن المائى العربى وتحقيق هذا المشروع، مضيفا أن التغيرات المناخية أثرت على نهرى دجلة والفرات لأنهما من الأنظمة المائية الحساسة ويعتمدان على تساقط الثلوج فى أعالى النهرين فى إيران وتركيا والعراق، مشيرا إلى أنه مع تناقص هطول الأمطار والثلوج تأثرت إيرادات العراق من المياه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة