أسماء مندور تكتب يكتب: الحج المبرور هل يغفر كل الذنوب؟

الجمعة، 29 سبتمبر 2017 09:00 ص
أسماء مندور تكتب يكتب: الحج المبرور هل يغفر كل الذنوب؟ حجاج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انقضى موسم الحج الأعظم وعاد الحجيج إلى ديارهم، مجبورين وقد غُفر لهم بإذن الله، ما من مسلم إلا ويتمنى أن يحج ويزور الأماكن المقدسة فى مكة والمدينة . 
 
الحج مشقة وجهد وإنفاق للأموال، وقد جعله الله عز وجل لمن استطاع إليه سبيلا. الصلاة فى المسجد الحرام والبكاء خشوعا وخشية من الله، والتضرع إليه بالدعاء، والرجاء بأن يقبل التوبة لهو من أجمل ما يمكن أن نعيشه فى حياتنا . 
 
فى الحج مساواة بين البشر، وطاعة لله وعبوديته متعة لا تقارن، رحلة الحج تطهر النفس وتنقى الروح وتشفى النفوس من الجراح، ما أجملها رحلة هى فيها مشقة للبدن ولكن فيها كل الراحة والسكينة للنفس، هنيئا لمن أسعدهم الحظ.
 
 والحج ركن من أركان الدين الإسلامى التى بنى عليها وعنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" متفق عليه. 
 
وفى هذا الحديث بيان لعظيم فضل الحج فى الآخرة، وإنه إذا كان مبروراً كتبت الجنة لصاحبه. 
 
وأخبر النبى صلى الله عليه وسلم فقال : (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) رواه البخارى ومسلم. 
شغلنى كثيرا معنى أن يعود الحاج كيوم ولدته أمه، هل يغفر الله الذنوب جميعا دون إستثناء ودون شروط !!؟
 
توجد ذنوب تتعلق بالعباد ظلم وإفساد وما إلى ذلك من الأعمال، لو أن الحج يغفر كل الذنوب دون استثناء لأصبح الأغنياء يملكون صك الغفران يفعلون ما شاءوا من فساد وظلم وسفك للدماء ثم يذهبون للحج ليُغفر لهم، لأنهم يملكون المال اللازم لرحلة الحج المكلفة، وهذا ضد مبدأ المساواة الذى أقره الإسلام، وأنه لا فرق بين عربى ولا أعجمى إلا بالتقوى.
 
ربما نرى فى بعض الأُسر ان كبيرها يستحوذ على الإرث ويعطى الإخوة الفتات لانه الكبير، وربما يحرم البعض الإناث من حق الإرث تماما، أو أن الذكور تتميز بما يخالف الشرع وتأخذ الأفضل لأنهم ذكور، ومع أن ذلك تعدى على حقوق الله وعصيان ما أمر به فى المواريث إلا أننا نراهم يحجون أكثر من مرة أو كل عام، تقربا إلى الله وهم يجهلون أن ما يرضى الله أكثر هو رفع الظلم ورد الحق، او نرى عاق لأبويه بكل مايعنيه العقوق حريص على الحج ويتصور أن الله غفر له عقوقه، أو أب عاق لأولاده لا ينفق عليهم ولا يتحمل مسؤليتهم وقد ظلم زوجته، نماذج كثيرة لا نستطيع حصرها، ولكنهم يجهلون أن شعيرة الحج لن تغفر لهم ما ظلموا. 
 
البعض يصنع أحكاما مخالفة للشرع ويطبقها على أنها الأصل ويتناسوا أن الأصل هو أحكام الشرع وكل ما يخالفه هو باطل.
 
الأولى بنا أن نطبق الشرع وأحكامه أولا بنفس الحرص الذى نطبق به الشعائر، الدين هو المعاملة، والله يغفر ما بينه وبين العبد ولكن لا يسقط حق العباد .
 
أجمعَ العلماء أن الحج لا يُسقط حقوق العباد كالدين ونحوِ ذلك، وقد قرر أهل العلم أن حقوق العباد لا تسقط بالتوبة، وكذلك لا تسقط حقوق العباد بالشهادة فى سبيل الله عز وجل، قال الإمام النووى : "وأما قوله صلى الله عليه وسلم : "إلا الدَّين" ففيه تنبيه على جميع حقوق الآدميين، وأن الجهاد والشهادة وغيرهما من أعمال البر لا يكفر حقوق الآدميين، وإنما يكفر حقوق الله تعالى .
وبناء على ذلك إن الحج لا يكفر ذنب من إستحل حقوق غيره واستحوذ عليها، او من أكل مال اليتيم، ومن نهب أموال الناس بالباطل ومن فسد وتسبب فى ضرر الناس، لابد من التوبة ورد المظالم. 
 
نتمنى من الله عز وجل أن يتقبل جميع أعمالنا الصالحة وأن يباعد بيننا وبين المعاصى والذنوب، وان يجعلنا من عباده المخلصين له، وأن يجنبنا الرياء فى أعمالنا التى تقربنا إليه، غفر الله لنا ولكم وجعلنا من عباده التوابيين الأوابين.
 
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة