محمد محمود حبيب يكتب: هل آن الأوان للتصدى للفتاوى الشاذة على المستوى الدولى؟

الخميس، 28 سبتمبر 2017 10:00 م
محمد محمود حبيب يكتب: هل آن الأوان للتصدى للفتاوى الشاذة على المستوى الدولى؟ مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لقد دخلت الفتاوى المتشددة وغير المنضبطة البيوت دون استئذان، وتجاوزت حدود الأقاليم والبلدان غير طريق التقدم المذهل فى وسائل التواصل الحديث، ومما لا شك فيه أن الآراء الشرعية المتعددة للمسألة الواحدة ناتج من طبيعة المرجعيات المختلفة لكل مفتى، فغالبا الآراء المتحررة جداً كالرأى القائل بأن التدخين لا يبطل الصيام ناتج من طبيعة الاتجاه الفكرى المتحرر من النصوص، وكذلك الآراء المتشددة جداً ناتجة من عدم ربط النصوص بالواقع أو العقل كالتى تحرّم كل شئ، فأى فتوى مرفوضة ترجع لطبيعة ومرجعية هذا المفتى، إما بالمبالغة فى احترام العقل أو الواقع بحجة إعمال العقل، أو برفضهما المطلق أو التقليل من شأنهما بحجة اتّباع الشرع، أو اتّباع قواعد الولاء والبراء أو سد الذرائع وغيرها.

ويجب عند تشريع أى قانون يرفض الفتاوى الشاذة أو الرد عليها الأخذ فى الاعتبار التطرق لأدلة المتشدد الشرعية أو ضعفها، واعتبارها رأى مرجوح وضعيف، والتوقع أن هذا المتشدد يتمسك بهذا الرأى لأنه من وجهة نظرة هو صحيح الدين، وأن الآخرين يخالفون دين الله عز وجل وهذا توهم بلا شك عنده ولكنه واقع للأسف.

والمعيار الصحيح للفتوى هو ما صرح فضيلة مفتى الجمهورية أ.د. شوقى علام مرارًا وتكرارًا إلى أن "صناعة الفتوى" حرفة أو مهنة تحتاج إلى دراية خاصة بالواقع المعاش، وتدريب خاص وتأهيل من نوع معين، فقد يمكث المتدرب على الفتوى عام وعامين أو ثلاثة أعوام فى التدريب، كأنه يحصل على شهادة جديدة، فيقرأ خلالها الكثير من الفتاوى، وكذلك قراءة أرشيف الفتاوى فى دار الإفتاء المصرية بالكامل، لمعرفة كيف جاءت هذه الفتوى"، وعمله مثل عمل القاضى تماماً فى إنزال النصوص القانونية إلى أرض الواقع".

ولهذا السبب نجد أن الناس تزداد ثقتها فى دار الإفتاء المصرية فقد تُجيب على أكثر من 2000 فتوى يومياً بزيادة كبيرة عن الأعوام السابقة مما يدل على زيادة الثقة فيها.

وقد انطلقت دار الإفتاء إلى التواجد العالمى منذ فترة بجهدها الواضح والذى أشرف عليه د. إبراهيم نجم المستشار الإعلامى لمفتى الجمهورية فى استخدام أحدث وسائل التواصل الاجتماعى والإعلامى لحصر وتفنيد الفتاوى الغريبة والمرفوضة من تنظيم داعش الإهاربى وأمثالهم، ومن نتائج هذا التقدم الحقيقى على أرض الواقع انعقاد مؤتمرها العالمى الثالث، فى الفترة ما بين 17- 19 من شهر أكتوبر المقبل فى القاهرة، الذى يأتى هذا العام تحت عنوان "دور الفتوى فى استقرار المجتمعات"، وبمشاركة وفود من أكثر من خمسين دولة من مختلف قارات العالم تحت رعاية الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم التى ترأسها مصر، وسيتم خلال المؤتمر كما أعلنت دار الإفتاء المصرية فى بيان صحفى نشرته كثير من المواقع والصحف مناقشة عدد من القضايا المهمة التى تتعلق بدور الفتوى وأثرها فى استقرار المجتمعات، وكذا دراسة الفتاوى التى تقوض أركان المجتمعات وتحث على العنف والقتل وإحداث الاضطراب والتخريب وتُتَّخَذُ ذريعةً لتبرير أعمال العنف والإرهاب، كما يبحث المؤتمرُ الفتوى باعتبارها سلاحًا يُستخدم فى الخصومات السياسية والفكرية، هذا بجانب دراسة الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفتاوى الشاذة، على الجانب المجتمعى والتشريعى والردود والتصحيحات.

حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها وعلماءها....










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة