سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 26 سبتمبر 1882.. توفيق يستقبل المهنئين ويمنح سلطان باشا «النيشان المجيدى» لخيانته ثورة عرابى

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 26 سبتمبر 1882..  توفيق يستقبل المهنئين ويمنح سلطان باشا «النيشان المجيدى» لخيانته ثورة عرابى الخديو توفيق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نزلت عائلة الخديو توفيق فى سراى الإسماعيلية بعد وصولها إلى القاهرة يوم 25 سبتمبر 1882، لأن ولسلى (قائد قوات الجيش الإنجليزى الذى هزم عرابى) كان لا يزال يقيم فى سراى عابدين، منذ أن دخل القاهرة فى 15 سبتمبر بعد هزيمة جيش عرابى فى التل الكبير يوم 13 سبتمبر.
 
عاد توفيق إلى القاهرة بعد عشرة أيام قضاها فى الإسكندرية يتلقى التهانى لهزيمة «عرابى» واحتلال مصر، ويذكر أحمد شفيق باشا فى الجزء الأول من مذكراته (مذكراتى فى نصف قرن) الصادرة عن «الهيئة العامة لقصور الثقافة-القاهرة»: «احتفلت الحكومة والأهالى برجوع سموه احتفالا باهرا فأقيمت الزينات ثلاث ليال على دور الحكومة ومنازل الأهالى، وأطلقت الألعاب النارية. كان شفيق باشا «من معية الخديو، وصار فيما بعد رئيس ديوان الخديو عباس الثانى ابن توفيق، ومن هذا الموقع يتذكر الأحداث، ويعترف: «لما استقر المقام بالخديو فى عاصمة ملكه أصدر أمره الكريم بمكافأة موظفى المعية الذين لازموه أثناء الحوادث العرابية، وكنت فى جملة الذين شملتهم هذه المكافأة، فزيد مرتبى الشهرى من اثنى عشر جنيها إلى عشرين».
 
ينقل «شفيق» الأجواء التى عاشتها القاهرة يوم 26 سبتمبر (مثل هذا اليوم) عام 1882، وكانت امتدادا ليوم 25 سبتمبر، يقول فى مذكراته: «فى يوم 26 سبتمبر أقفلت الدواوين بسبب التشريفات، ففى صبيحة هذا النهار اتشح سمو الخديو بالملابس الرسمية، وتحرك ركابه إلى سراى الجزيرة بموكبه الحافل، وهرع العالم لتقديم واجبات التهنئة، فكنت ترى فى ساحات السراى ألوفا من العربات ومئات من الخيل، وكان جسر قصر النيل زاهيا بالزينات، وقابل سموه حضرة البرنس محمود بك حمدى شقيقه، ومنصور باشا يكن ثم حضرات النظار، وبعد ذلك العلماء الأعلام وجميع مشايخ الطرق، وتقدم الشيخ الإبيارى وألقى خطبة بليغة، فشكر الخديو، ثم خاطبهم قائلا:
 
«أيها العلماء الزموا وظائفكم ولا تتعدوها، وتجنبوا السياسة والمفاسد فتنالوا رضاى ومن خالف منكم فلا مفر له من عدلى، بل يعاقب أشد العقاب فإن لفظة علم لا تنقذكم من القصاص»، يؤكد شفيق، أن الخديو استدعى سلطان باشا رئيس مجلس النواب الذى كان فى صفوف الثورة فى بدايتها ثم انقلب عليها وأصبح من أكبر مؤيدى الخديو والإنجليز، وخاطبه قائلا: «إننى أشكر إجراءاتك وصدق خدماتك، وبرهانا على رضاى عنك أقلدك الآن بالنيشان المجيدى الأول الرفيع الشأن»، ويقول شفيق: «وضعه سموه (توفيق) بيده على صدر سلطان فتشكر سعادته، ودعا لجنابه العالى بالنصر والتأييد وخرج بعد أن لبث بحضرته برهة».
 
خان «سلطان باشا» الثورة، ويؤكد محمد عبده فى مذكراته الصادرة عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة» أنه كان يوزع النقود باسم الخديو والسلطان العثمانى كرشوة لرؤساء العربان فى غزة والشرقية ليتركوا جيش عرابى ويلتحقوا بالجيش العثماني، ويقول: «عرف أن توزيع النقود باسم الإنجليز لا يفيد، فأخذ يوزعها باسم الخديو والسلطان».
يؤكد شفيق أنه وبعد خروج سلطان باشا «تشرف الباشوات حتى غصت القاعة بعددهم فقابلهم سموه بنطق شريف ملخصه: من كان منكم غير موظف فيلزم أشغال نفسه ويحافظ على واجباته وإياه والمخالفة، أما الموظف فعليه أن يقوم بحقوق وظيفته بإخلاص واستقامة، ثم انعطف إلى رستم باشا (رئيس مجلس شورى النواب فى عهد الخديو إسماعيل من 18 مايو 1879 إلى 6 يوليو 1879) وخاطب الجميع مشيرا إليه قائلا: «لو اقتديتم بسلوك هذا المخلص لأوقفتم شر العصاة (العرابيين)، فهو الشخص الوحيد فى ذوات مصر الذى رفض التوقيع ضد الحضرة الخديوية ولم يهله تهديد العصاة بل أجابهم بقوله: لست أقبل أبدا نكران نعمة مولاى. 
 
توجه رستم باشا بالشكر إلى الخديو ودعا بحفظه وتواصلت الاستقبالات حسبما يؤكد شفيق «قائلا»: وفد الجنرال ولسلى وعلى صدره النيشان العثمانى من الدرجة الأولى ومعه البرنس أرثر وكبار الضباط ورؤساء الجيش فمكثوا بحضرته مليا يتبادلون عبارات المودة، ثم دخل القناصل وكان ذلك ختام التشريفات.
 
رفض الخديو مقابلة بعض الشخصيات التى أبدت رغبتها فى الحضور لتهنئته وهم حسب شفيق «راغب باشا وعلى باشا صادق وإسماعيل باشا حقى ومرعشلى باشا ومصطفى باشا نائلى»، وسبب رفضه أنه «كان قد بلغه ميلهم للعرابيين».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة