سعيد الشحات

الموساد فى كردستان العراق

السبت، 23 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زادت الرغبة لدى إسرائيل فى ضرورة مد يد المساعدة للأكراد، بعد عودة ديفيد قمحى يوم 9 مايو 1965 من مهمته السرية فى كردستان التى كلفه بها رئيس الموساد «مائير عاميت»، وقابل خلالها الزعيم الكردى «مصطفى البرزانى»، ويؤكد «شلومو نكديمون» فى كتابه «الموساد فى العراق ودول الجوار» أن تقرير «قمحى» إلى «عاميت» ورئيس الحكومة ليفى أشكول، طرح رغبة ملحة لإرسال عسكرى متخصص فى مجالات العمل التى يطلبها البرزانى أو يحتاج إليها، وحول هذه النقطة يأتى الكتاب بتفاصيل عديدة، كان نتيجتها إرسال المقدم «تسورى ساحى» إلى طهران فى ديسمبر 1965 لتدريب قوات من «الباش مارجا» على عمليات عسكرية خاصة، واستمر هناك حتى أنه كان يشرف على عمليات عسكرية للأكراد ضد الجيش العراقى.
 
يؤكد المؤلف أن المساعدات الإسرائيلية المقدمة للأكراد كان يشرف عليها رئيس الحكومة، ووزير الدفاع، ورئيس الأركان، ورئيس الموساد، وأنه فى عام 1966 قرر هؤلاء القفز بحجم هذه المساعدات، والإعراب عن ذلك بإرسال وفد رفيع المستوى إلى كردستان، ويروى «نكديمون» قصة مثيرة وقعت أحداثها يوم 24 مايو 1966، كشفها له فى عام 1995 عيزرا وايزمن رئيس الأركان وقتئذ، يقول وايزمن: «فكرت فى أن الأكراد مضطهدون منذ فجر حياتهم، ومجبرون على البقاء على قمم الجبال، دون أن يكون لديهم مخرج إلى البحر إذن لماذا لا نمد يد المساعدة لهم؟ أضف إلى ذلك، أن مصلحة إسرائيل كانت تقتضى أن يكون لدينا صديق فى مؤخرة العراقيين يفض مضاجعهم ويثبت قواتهم بعيدا عن إسرائيل».
 
وفقا لذلك أوصى وايزمن بضم نائبه فى شعبة هيئة الأركان «رحبعام زئيفى» إلى الوفد الذى سيسافر إلى كردستان، وحسب «كديمون»: «فى يوم 24 مايو 1966 طار وايزمن إلى طهران للاجتماع بشاه إيران محمد رضا بهلوى، وكانت الطائرة العسكرية التى أقلها تحمل خمسة أطنان من التجهيزات العسكرية للأكراد»، وفى 10 يونيو توجه إلى طهران الوفد الذى يضم رئيس الموساد «عاميت»، وزئيفى، وديفيد كرون (ضابط احتياط من كبار رجال الاستخبارات)، ثم انتقل إلى كردستان، وينقل المؤلف عن زئيفى، أنهم حين اجتازوا الحدود الإيرانية العراقية بسيارة جيب فى الظلام، فجأة شاهدوا دمى أشخاص، فتوقفت السيارة، واقترب منهم شخص قال بالعبرية: «شلوم»، وكان هو «تسورى» الذى يقوم بتدريب الباش مارجا»، ومعه مستشار فنى إسرائيلى (لم يتم الكشف عن شخصيته الحقيقة، ورمز إليه المؤلف بحرف م)، وقال تسورى لزئيفى: «البرزانى هنا لقد سار ثلاث ساعات متواصلة على الأقدام، هو وأبناؤه وكبار رجال حاشيته، كى يكون باستقبالك هنا، وهذه سابقة لم يحدث لها مثيل».
 
انتقل الجميع إلى بيت مصطفى البارزانى، ودار الحوار بصورة ودية للغاية، وحسب نكديمون: «قدم إليه الإسرائيليون هدية عبارة عن جهاز راديو صغير، ونظارة فقبلها بترحاب كبير، وأثنى البارزانى على إسرائيل ودروها الكبير»، ويتذكر «زئيفى»: «عندما انتهيت من كلامى حول التأييد الإسرائيلى للأكراد، والعدو المشترك الذى نواجهه، وكوننا شعبين مضطهدين، خلعت رتبتى العسكرية، وقلت له، إنها هدية منى كدلالة على المحبة التى أكنها له وشعبه، وكانت رتبتى العسكرية قد وضعت فى علبة صغيرة سوداء، وكتبت تحتها بالكردية: «إلى الزعيم والعسكرى الملا مصطفى البرزانى، مع الاحترام والتقدير»، ويكشف زئيفى، أنهم سألوا البرزانى عما إذا كان يضيره إذا ما أشار العراقيون إلى الربط بين التمرد الكردى وعلاقة قائمة مع إسرائيل، فأجاب، بأنه ليس على استعداد ذلك، بل أيضا لقبول إسرائيل بإرسال طائرات ودبابات لمحاربة العراقيين من كردستان.
 
غادر الوفد الإسرائيلى كردستان عائدا إلى إيران فى تمام الساعة الثالثة فجرا، ويقول زئيفى: «عندما وصلنا إلى الحدود ودع أحدنا اللآخر بمصافحة سريعة كانت كافية لتقول كل شىء نعتزم قوله».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة