نظام الحرب بالوكالة مُنتشر فى عالمنا العربى منذ سنوات ولا حاجة لمَن فرض هذه الحرب أن يدفع بجنود أو عتاد من عتاده ليزهق أرواح أبرياء فى عالمنا العربى، فهناك مرتزقة من العقول البلهاء تعرض نفسها لتكون بديلاً لهؤلاء الجنود مقابل حفنة من المال، لتطبيق أفكار خاصة بهم تحلو إلى مخيلاتهم .
هؤلاء البلهاء لا يمكن الاعتماد عليهم فى بناء الأوطان فمن يسفك دماء أهله وشعبه مقابل مال فهو خائن، ومن يطعن جندى من أبناء وطنه قد خرج ليحميه ويحمينا فهو مثل العدو تماماً، لا يستحق أن يصبح مُتواجداً فوق أرض الوطن أو تحت سمائه.
العقول البلهاء هذه قمة خطرها تكمن فى استقطاب بعض الشباب السوى والذى ربما وقع فى ظرف اقتصادى او اجتماعى صعب، كأن يكون مُتبطلاً أو ذا حيز اجتماعى ضيق، فهؤلاء الشباب هم فريستهم الأولى التى يهرولون إليها، لعمل غسيل مخ سريع لهم وأن الدين فى حاجة لهم الآن لنُصرته من خلال الانضمام إليهم هم فقط، ويسردوا له خطواتهم وأنها بعيدة عن المنكرات وما شابه، وأن سلوكهم سوى فى كل تحرك يخطوه، ثم يتم اغداق المال عليه فيتصور أنه بانتهاجه لمنهجهم قد تحقق النجاح فى حياته وأتاه المال من كافة الأبواب وهو لا يدرى أن هذا المال هو ثمن حياته، ومع الانخراط فى هذا المستنقع يسهل إقناعه أن تفجير نفسه فى مكانٍ ما يُحدوده هم له هو بمثابة أرض ميعاد ينطلق من خلالها إلى الجنة مباشرةً عقب تفجير نفسه .
مصر قوية ولديها جيش قوى كبير قادر على التصدى لكل هذه الأفكار، لكن هناك حرب أرخص وهى مطلوبة فى هذا الزمن وهى أن تسبق يد الدولة يد هؤلاء الإرهابيين فى أن تنقذ هؤلاء الشباب الضائع من شر هذه الجماعات، بتوفير وظائف ولتقديم رعاية اجتماعية مناسبة، فالوطن الذى يحنو ليس كالوطن الذى يترك، فالوطن يتقدم بالجميع كُلٌ فى موقعه، وإن لم ننقذ هؤلاء الشباب من شباك هذه العناصر فحتماً سنُعانى فى مستقبلنا وسيكون ما ندفعه للمُجابهة أكثر بكثير مما قد ندفعه الآن للوقاية، فخوض الحرب الأرخص الآن هو الأثمن والأسرع تأثيراً .