جامعات الجزائر تواجه "البناطيل المقطعة" والفساتين القصيرة .. تعميم داخلى يثير الجدل مع انطلاق العام الدراسى.. الحكومة تشدد على "الزى المحتشم".. وحقوقى جزائرى: يشغلون أنفسهم بالمظهر ويتناسون تدنى مستوى التعليم

مع بداية العام الدراسى الجديد فوجئ طلبة الجامعات الجزائرية بتعميم عدد من التعليمات لا تخص المناهج التعليمية أو حتى النظام الدراسى، وإنما تختص بتحديد شكل الزى الذى يجب على الطالب الالتزام به، فى سابقة هى الأولى من نوعها فى الجامعات الجزائرية، ما آثار جدلا كبيرا بين مؤيد ومعارض لحق الجامعة فى التدخل بزى الطالب.

صحيفة النهار الجزائرية أكدت اليوم، أن الجامعات فرضت مع بداية السنة الدراسية قواعد للزى الذى يجب أن يلتزم بها الطلبة داخل الحرم الجامعى، ودعت إلى ضرورة التقييد بها تفاديًا للعقوبات، وفى مقدمتها منع الماكياج والملابس القصيرة و"البنطلونات المقطعة" والتليفون المحمول.

وقالت الصحيفة، إن عدد من مدراء الجامعات الجزائرية أصدر قوانين داخلية صارمة تفرض مجموعة شروط وضوابط على الطلبة والطالبات تخص فى أغلبها المظهر الخارجى، وتهدف إلى وضع حد للتسيب والحفاظ على هوية الجامعة الجزائرية وذلك تطبيقًا لما أمرت به وزارة التعليم العالى.

وسيطر القرار على أولى أيام الدراسة الجامعية داخل ما يزيد على 30 جامعة ومدرسة عليا جزائرية، تضم حوالى مليونا و613 ألف طالب، و60 ألف دكتور جامعى فى مختلف التخصصات.

مسئولون حكوميون أكدوا أن القرار ليس بالمفاجئ، وإنما يأتى اتساقا مع قرار أصدرته وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى الجزائر مطلع الشهر الجارى، حيث أمرت فيه عمداء الجامعات، بضرورة إلزام جميع الطلبة والطالبات بـ"الزى المحتشم والمحترم"، لكنها لم تحدد طبيعة الزى المطلوب، ونص القرار على ضرورة "التقييد بالزى المحترم داخل الحرم الجامعى، وفى حال أى مخالفات يتعرض الطالب أو الطالبة إلى عقوبات حسب طبيعة القانون الداخلى لكل جامعة جزائرية".

وفور صدور التعليمات فيما يتعلق بالمظهر الخارجى للطلبة قاموا بتداولها على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث أظهرت الوثيقة المتداولة الخاصة بالنظام الداخلى أنه يمنع منعًا باتًا لباس الفساتين القصيرة أو السراويل الضيقة التى تكون غير محتشمة ومناقضة للعادات والتقاليد ومخالفة للآداب العامة، وهددت بحرمان الطلبة من استكمال دراستهم حال مخالفة هذه القوانين.

وفى ظل الجدل الذى أثاره القرار وسط الطلبة رحبت الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين بالقرار، وقالت فى بيان لها، إنه مكمل للقرارات الوزارية الصادرة فى 2015، التى تحث على احترام ما جاء فى القانون الداخلى للجامعة الجزائرية، وتجبر الطلبة على احترام الحرم الجامعى من خلال الالتزام بالهندام المحتشم، كون الزى القصير يتعارض مع الآداب العامة فى الجامعة.

وتحولت القرارات التنظيمية إلى أزمة حقوقية، حيث قال الناشط إحسان حوقة، فى تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن المشاكل الحقيقية التى تعانى منها الجامعة فى الجزائر لا تتعلق بالزى الذى "يبقى حرية شخصية لشباب راشد، بل بتدنى المستوى التعليمى، وتراجع ترتيب الجامعات الجزائرية على المستوى العالمى"، مضيفًا أن "هذه هى المشاغل التى تؤرق الطلبة والطالبات".

ورصدت وسائل إعلام محلية جزائرية ردود أفعال الطلاب الذين استبعدوا تطبيق هذا القرار بعد الجدل الذى اثاره، لافتين إلى أن الطالب الجامعى بلغ مرحلة من الرشد تمكنه من اختيار الزى الذى يتماشى مع ثقافته وتوجهاته، وأكد الطلاب أنهم يواجهون مشكلات حقيقية بخلاف الزى، منها سوء إدارة الجامعات وتدنى المستوى التعليمى وغياب البحث العلمى الحقيقى.