أكرم القصاص - علا الشافعي

سليمان شفيق

صالون النهضة: الحريات الأكاديمية جزء من حرية التعبير

الأحد، 17 سبتمبر 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدعوة كريمة من الأب وليم سيدهم اليسوعى أدرت ندوة فى صالونها الثقافى عن «الحريات الأكاديمية»، تحدثت فيها د. أيمان عز الدين، أستاذة الدراما بكلية الآداب جامعة عين شمس، ود. محمد عفيفى، أستاذ التاريخ الحديث والرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، وبحضور لفيف من المثقفين والأكاديميين والفنانين.
 
ويعد الصالون الشهرى فاعلية مهمة من فاعليات الجمعية، لأنه يطرح قضية مرتبطة باحتياجات الثقافة والمثقفين والوطن.
 
استعرضت د. إيمان عز الدين خبرتها فى سياق الحريات الأكاديمية، وربطت بين البحث العلمى، والتدريس فى الجامعة وثقافة المجتمع، وتوقفت أمام خبراتها العملية، وكيف أنها كانت تلجأ إلى الرقابة الذاتية، لأن أغلب الفاعليات الفنية فى الجامعة مثل المسرح لابد أن تخضع للرقابة، وقدمت نماذج من تلك الخبرات.. وتطرقت إلى الأساس التاريخى لمفهوم الحريات الأكاديمية فى العالم.
 
أما د. محمد عفيفى فقد استعرض جدل العلاقة بين الدولة والحريات الأكاديمية، وتطرق إلى الاتجاهات المختلفة بالنسبة للحريات الأكاديمية وكيف أنها لا تنفصل عن الحريات العامة من أول رفاعة الطهطاوى أبوالفكر العربى كله، وأضاف أن كل مجتمع له خصوصات ومسألة معقدة ومركبة فعلا تتسع الحريات، وأضاف أن الدولة أحيانا تضطهد الدولة فامثلا «فى قرار عمل أى مؤتمر من الدولة لازم يكون بموافقة رئيس الوزراء ولذلك يهرب القائمين على المؤتمرات  بتسميتها «ملتقى..» حيلة من أجل أن يتغلبوا على اضطهاد الدولة للدولة».
 
وتعددت المناقشات ووجهات النظر من المشاركين، خاصة دور الدولة، واعتبار الحرية الأكاديمية جزءا من حرية التعبير، وأوصى الحضور بضرورة عقد صالونات أخرى عن: مفهوم الدولة، الإعلام، ارتباط الإبداع بالقهر.
 
لا يمكن إدراك معنى كل تلك الحوارات دون معرفة ماهية جمعية النهضة، تأسست جمعية النهضة العلمية والثقافية «جزويت القاهرة» عام 1998 برقم 4499 القاهرة بمبادرة من الآباء والإخوة اليسوعيين «الجيزويت» ويعد الأب وليم سيدهم اليسوعى القائد الملهم للجمعية والأب الروحى لها، جنب إلى جنب مع بعض الشخصيات العامة من المسلمين مثال الفنان المسرحى مصطفى وافى والناقد السينمائى حسن شعراوى، والمسيحيين مثل د. ريهام رمزى والصحفى سامح سامى وآخرين من المهمومين بقضايا الوطن الثقافية والمدنية والفنية، وغيرها من القضايا التى تهم المصريين جميعاً.
 
فى حى الفجالة القديم وخلف المستشفى القبطى برمسيس تقع الجمعية نهر يفيض بعذوبة الثقافة والفنون.. تتعدد موجات النهر من مدارس مثل السينما والمسرح الاجتماعى والرسوم المتحركة ومدرسة للعلوم الإنسانية. وللمعنى التاريخى اشترت الجمعية استوديو ناصيبيان أقدم ستوديو سينما فى مصر. وهو الآن مسرح ناصيبيان اللى أسسه الأرمنى هرانت ناصيبيان الذى أنشئ فى الثلاثينيات اسمه «ناصيبيان» وكان من أهم ستوديوهات مصر، اتصور فيه أكثر من 140 فيلم منهم: باب الحديد، الحفيد، شفيقة ومتولى، وأفلام كثيرة لأنور وجدى وإسماعيل ياسين وعادل إمام وغيرهم.
 
تهتم جمعية اهتماماً بالغاً بثقافة الصورة كأداة قوية التأثير فى عملية التنمية، لما لها من قدرة سحرية على الرسوخ فى أذهان ومخيلات الناس، مهما تنوعت ثقافتهم ودرجات وعيهم.
وتنطلق الجمعية من دور الثقافة فى تنمية الإنسان على مختلف الأصعدة، وتربط الجمعية بين الإبداع وإظهار الطاقات الكامنة فى الإنسان المصرى، ونظراً لوجود أنشطة سابقة على إنشاء الجمعية فقد سعى المؤسسون إلى إضفاء المشروعية القانونية والمؤسسية على هذه الأنشطة لضمان استمراريتها وتفاعلها مع المجتمع.
الجمعية هدفها الأساسى الارتقاء بالفنون وأن يكون من حق الجميع أنهم يتعلموا السينما والكتابة والمسرح والمزيكا والتصوير بكل أنواعه وده من خلال الورش اللى بـتقدمها الجمعية على مدار السنة - بدون مقابل - وبـتستعين أحيانًا بفنانين عالميين فى تدريب المشتركين، ومن أشهر ورش الجمعية «مدرسة السينما» اللى خرجت أكثر من دفعة بعضهم بـيشتغل حاليًا فى السينما والتليفزيون، ومن خلال الورشة دى تقدر تتعلم كل شىء فى السينما فى 6 شهور، وفى نهاية الورشة هـ تقدر تصنع فيلم روائى قصير بنفسك بعد ما تكون تعلمت الكتابة والإخراج والمونتاج وهندسة الصوت والجرافيك.
أيضا الجمعية مشهورة بمهرجان سنوى اسمه «الفجالة» بـيتكلم عن منطقة الفجالة اللى عمرها زاد عن 100 سنة، ومن خلال المهرجان ده بـيتم عمل معارض للفن التشكيلى والفوتوغرافيا، وعرض أفلام تسجيلية ووثائقية مستقلة، وحفلات كورال وغناء، وكمان بـ يتم عرض بعض الأفلام العالمية - اللى حصلت على جوائز عالمية - فى قاعة السينما الموجودة داخل الجمعية، وأحيانًا بـيتم عمل ندوة بعد الفيلم بحضور نقاد وكتاب سينما بـيناقشوه.
تعمل الجمعية فى صمت ودون ضجيج مع فقراء الحى، ويعرض المسرح الاجتماعى مسرحياته فى مقاهى الحى والأحياء الشعبية، وينتج خريجو مدرسة السينما أفلاما مستقلة بدون تكلفة يفجرون فيها طاقاتهم الفنية، وتلعب مدرسة الرسوم المتحركة دورا مهما فى اكتشاف مواهب الأطفال الذين يبدعون ويعملون أفلام كرتون، هكذا تهتم جمعية النهضة بكل إنسان وكل الإنسان، نحن أمام تجربة من تجارب المجتمع المدنى الحقيقى الذى يعتمد على التنمية البشرية عن طريق الفن والإبداع، وبإمكانيات مادية بسيطة تنتج وتبدع وتمضى على طريق الفن من أجل الإنسان ولكل الإنسان.
يبقى أن نقدم تحية خاصة إلى الراهب الأب وليم سيدهم اليسوعى الذى لا يتوانى فى تقديم كل حياته من أجل الإنسان بغض النظر عن دينه أو لونه أو مستواه الاجتماعى.
نحن أمام نخبة جديدة تضيف معنى جديد للحرية، وتربط بين ترقية الوجدان ومكافحة الإرهاب فى الوطن القادم من أعماق الجرح وعيون الشهداء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة