إيمـــــان فايد تكتب: عـــالم الـــهــراء

الجمعة، 15 سبتمبر 2017 10:00 ص
إيمـــــان فايد تكتب: عـــالم الـــهــراء عمليات بورما أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على تلك الكرة يعيش مليارات البشر ظروفا متضاربة وأحداثا مختلفة.. وبينك وبين العالم مسافات شاسعة ولكنها فقط بضع ثوانٍ فى عالم الإنترنت.. فتكاد لتسافر من الشمال إلى الجنوب فى ساعات قلائل.
اقتربنا جدًا من حدود الكرة الأرضية.. فأصبحنا على دراية أكثر بما يحدث.. ولكن مع ذلك الاقتراب هو نفسه الابتعاد والجفاء.. قساوة القلوب.  
فكلنا قد نسمع جيدا فى الأيام القلائل الماضية عما قد حدث لجماعة الروهينجيا وهى أقلية مسلمة فى إقليم بورما.. ونسمع ونرى ما يحدث من هراء من قبل ذلك الجيش البورمي.. من تعذيب وقتل.. أشلاء تتناثر.. حتى الأطفال لم يسلموا.. وكم من مقاطع تثير الغضب على الإنترنت ومنها صعق للأطفال الرضع بالكهرباء.. وآخرها تغاضى وصمت عام حول مهزلة تعذيب الروهينجيا .
ومنذ يومين كانت الذكرى السادسة عشر على انهيار برجى التجارة العالمى بأمريكا.. وكم من مشاعر الحزن التى تناثرت فى ربوع العالم.. رثاء ومواساة هنا وهناك.. تلك المشاعر التى تموت حينما يقتل الأبرياء فى سوريا.. وحينما دمرت العراق.. وتموت حين إطلاق رصاصات قوات الاحتلال الاسرائيلى فى القدس.
جيوش وعتاد وأسلحة وذخائر تعد بمليارات الدولارات.. فنقتل بعضنا البعض.
ومسافات تتقارب.. ولكننا نزداد قساوة وجفاء نحو نصرة المستضعفين والأبرياء.
ونحن كعالم عربى لا نكترث بما يحدث نكتفى فقط بالمتابعة.. متابعة من يسحقهم الظلم.. ونترك ذلك السم القاتل لينتشر سريعًا بيننا فيقتلنا الواحد تلو الآخر.. ذلك العدو الآثم المسمى إسرائيل.. فيعبث كيفما يشاء بحدود العالم بمساعدة أمريكا.
فقط فى عالمنا العربى لا نكترث سوى بالمناظر الخادعة.. فترى كبار القوم يعيشون الصغر فى شيخوختهم.. وشغلهم الشاغل فى الحياة هو الانسياق وراء امرأة عارية أو أخرى جميلة.. فماذا لتنتظر من شبابه اليوم؟
لقد ازدادت الأمور سوءًا وبشاعة.. وبالأخص حينما تنظر إلى عالمنا العربي.
ستعلم أن كلمة هراء أقل ما يمكن أن يقال ..
شعوب تافهة خاوية.. فقط نملك المال ولكننا لا نملك العزيمة نحو التغيير .
لا نملك القوة نحو اقتلاع ذلك السرطان المنتشر فى الجسد العربى المسمى إسرائيل..
ربما لنقص العزيمة نحو الشفاء منه.. أو ربما لتخاذل الطبيب نحو علاجه أو بالأحرى قل موت الطبيب..
وما يحدث من قتل وفوضى فى أرجاء العالم هى مؤشرات نحو اقتراب النهاية.. وأن النهاية الاخيرة عند الوقوف بين يدى الله وسؤاله عن المستضعفين فى دنيانا وكيف تركناهم.. وكم كنا نملك المساعدة.. لكنه التخاذل!
ولكن النخوة فى وطننا العربى قد أوشكت على النفاد.. هم فقط قد اكتفوا بمتابعة العراة والجميلات.. فأصبحنا فى زمن كثر فيه أشباه الرجال إلا قلة قليلة.
كل الدلائل تشير إلى هراء وفوضى وسواد قادم.. ونهاية مأساوية ستطال الكل بلا استثناء .






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة