شهدت الفترة الماضية عدد من الجرائم البشعة التى هزت أركان المجتمع، ليس لبشعتها فقط، وإنما لإن المتهم فيها أمهات أنتزعن من قلوبهن الأمومة والرحمة والشفقة، وتحت ضغوط نفسية وأخلاقية تخلصن من أبنائهن بقلوب متحجرة قاسية، ليوجهن رسالة شديدة اللهجة إلى المجتمع لضرورة التوقف أمام هذه الجرائم ودراستها، وعدم الاعتماد فقط على الشق الأمنى والقضائى.
قاتلة طفلها بمدينتى
ومن جانبه، حمل الطبيب النفسى الشهير جمال فرويز التغيرات الثقافية والدينية والأخلاقية التى يشهدها المجتمع مسئولية ظهور هذه الجرائم البشعة.
وأضاف خلال حديثه لـ"اليوم السابع" قائلًا: "تمتعوا بالسىء فإن القادم أسوأ، فى ظل الانهيار الثقافى والدينى والأخلاقى فى المجتمع"، موضحًا أن الطريق الوحيد لمواجهة هذا الانهيار هو الإعلام الجاد والهادف.
قاتلة طفلها بـ" مدينتى": "أنا مدمنة هيروين"
كشفت المتهمة بقتل طفلها بـ" مدينتى" فى تحقيقات النيابة إنها مدمنة هيروين، وأنها قتلت ابنها وهى غائبة عن الوعى، ولم تدرك ما حدث مع الطفل إلا بعد انقطاع نفسه، مؤكدة أنها تزوجت زوجها "المتهم الثانى فى القضية" بعقد عرفى.
واعترفت المتهمة فى التحقيقات، انها وضعته بملاءة سرير، ووضعت بجوار جثمانه بعض من قطع الثلج، وتركته أمام مسجد عمرو بن العاص بـ"مدينتى".
كشفت مناظرة النيابة لجثمان الطفل تواجد آثار كدمات ناتجه عن الضرب المبرح، حيث كشفت التحقيقات الأولية أن والدى الطفل تعديا عليه بالضرب، حتى فارق الحياة بسبب اللعب بالمياه.
وشخص الطبيب النفسى جمال فرويز حالة المتهمة بقتل طفلها بـ"مدينتى"، بإنها سيدة مضطربة نفسيًا تبحث عن ملذات الحياة، فهى تتعاطى الهيروين وتجمع بين أكثر من رجل فى وقت واحد، هى شخصية سيكوباتية ليست لديها مشاعر ولا أحاسيس تعتمد على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، فأى شخص يقف فى طريق ملاذاتها تتخلص منه حتى لو كان طفلها، فهذه السيدة لا يطلق عليها صفة أم .
الطبيب النفسى جمال فرويز
بالساطور.. "سيدة الجنوب" تذبح طفلتها البالغة من العمر 45 يوما بسبب إنجابها إناث
وفى أقصى الصعيد، حيث الطبيعة القاسية والعادات والأعراف التى تفرض سيطرتها على الجميع، تجردت أمراة صعيدية من كل مشاعر الأمومة والرحمة، وقررت ذبح رضيعتها البالغة من العمر 45 يومًا لخلافاتها المستمرة مع زوجها الذى يرغب فى إنجاب الذكور.
سيدة الجنوب المتهمة بذبح رضيعتها
ولجأت المتهمة "عزة ح.ج" 27 سنة، ربة منزل، إلى الإدعاء بقيام بعض الأشخاص الملثمين وبرفقتهم سيدة ترتدى زى النقاب بالدخول للمنزل وتفتيشه والاستيلاء على مبلغ مالى قدره 2000 جنيه، وخاتم ذهبى، وعقب ذلك قاموا بطعن ابنتها "م.ن.ب" التى تبلغ من العمر 45 يوما بالرقبة مما أدى لوفاتها، وتبين أنها قتلت رضيعتها بالساطور، لتتخلص منها بعد تكرار إنجابها إناث.
ومع مواصلة التحقيقات، اعترفت المتهمة بارتكابها هذه الجريمة البشعة نظرًا للحالة المادية والنفسية التى تمر بها هى وزوجها وسابقة إنجابها لتوأم إناث ورغبته فى التخلص من الطفلة الثالثة لكونها أنثى ورغبة زوجها فى إنجاب طفل ذكر، وأضافت أنها يوم الواقعة استغلت غياب زوجها وذبحت الطفلة بالساطور.
وعلق الطبيب النفسى جمال فرويز،على هذة الجريمة قائلا أن "المفهوم الخاطىْ للمجتمع الذكورى، وفكرة تفضيل الولد على البيت، من أبرز أسباب جريمة "سيدة الجنوب"، المتهمة بذبح طفلتها بسبب إنجابها الإناث".
وتابع فرويز قائلا: "الانحدار الثقافى الشديد وخاصة فى الصعيد حول هذه المرأة الصعيدية إلى وحش مفترس، فقررت التخلص من طفلتها خشية أن يتخلص زوجها منها بالطلاق باعتبارها لا تنجب إلا الإناث، وهذا يكشف لنا مدى التدنى الثقافى والدينى فى عودة بنا مرة أخرى بعد أكثر من 1400 سنة إلى عادات الجاهلية فى وأد البنات، والتى حاربها الدين الإسلامى وقضى عليها".
واتفقت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الإجتماع مع طبيب علم النفس جمال فرويز فى الدور الإيجابى للإعلام فى نشر الوعى الثقافى الجاد، للارتقاء بمستوى المجتمع، معللة هذه الحالة التى يمر بها المجتمع بسبب ضحالة دور المثقفين فى توعية المجتمع.
ورفضت سامية خضر فى حديثها لـ"اليوم السابع"، اعتبار هذه الجرائم تمثل ظاهرة فى المجتمع، مؤكدة أن الظاهرة يجب تكرارها بشكل يومى ولمدة كبيرة، مضيفة أنه فى هذه الجرائم البشعة لابد من الكشف النفسى على المتهمين لمعرفة الأسباب الحقيقة وارء الجريمة، ولا نعتمد فقط على الجانب الأمنى والقضائى.
ورفضت سامية خضر تحميل العوامل الأقتصادية التى يمر بها المجتمع مسئولية هذه الجرائم، أنه فى حالة إنجاب سيدة الجنوب لطفل ذكر فلن تحدث الجريمة، مما يعزز أن العامل الاقتصادى ليس دافع، وإنما هناك عوامل أخرى نزعت الرحمة والشفقة والأمومة من هذه السيدة، وهو الضغط الرهيب الذى سوف تتعرض له من قبل زوجها وأسرته وأهلها بسبب إنجاب الإناث، مشيرة إلى أن الثقافة الخاطئة والمنتشرة فى الريف المصرى وخاصة الصعيد من أبرز أسباب هذه الجرائم.
ربة منزل تتخلص من طفلها بسبب تعرضه لنوبات تشجنات عصيبة
وفى منطقة حلوان، تخلصت ربة منزل من طفلها بسبب مرضه بنوابات تشجنات عصيبة نتيجة كهرباء زائدة، وقالت المتهمة "رباب" فى تحقيقات النيابة، إن الطفل يعانى من كهرباء زائدة بالمخ وكانت تنتابة تشنجات عصبية بشكل مستمر، مضيفة انها اعتادت الاعتداء على الطفل المجنى عليه بالضرب وفى المرة الأخيرة، قام الطفل بالتعدى على نجلتها فقامت بحملة والقاءه على أحد الحوائط فأصيب فى رأسه، وقامت بنقله للمستشفى، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة