شارك وفد من وزارة الثقافة المصرية فى سيمنار علمى للتعرف على التجربة الصينية فى مقاربة التراث الثقافى اللا مادى الصينى وسبل الحفاظ عليه واستدامته، وذلك تحت رعاية وزارة التجارة الصينية، وبمشاركة وزارة الثقافة الصينية ممثلة فى "الأكاديمية المركزية للإدارة الثقافية"، إذ عقد السيمنار فى الفترة من 22 أغسطس إلى 11 سبتمر، وذلك بناءً على دعوة تلقاها من الجانب الصيني للمشاركة.
وشهد السيمنار إقامة منتدى دولى بمشاركة ثلاثة وفود يوم 10 سبتمبر، الوفد العربى الذى كانت تشارك فيه مصر وضم إلى جانبها: الجزائر- السودان- سوريا- ليبيا، والوفد الأفريقى الذى ضم: جنوب السودان- زيمبابوى- تنزانيا – نيجيريا – جنوب إفريقا- سيشل- زامبيا، بالإضافة للوفد الصيني الذى ضم ممثلين لما يزيد عن 50 عرقية ثقافية تضمها جمهوية الصين الشعبية.
وفى هذا اللقاء تحدث الدكتور حاتم الجوهرى ممثلا عن الوفد المصري ووزارة الثقافة المصرية، إذ كان الوفد يضم إلى جانب "حاتم الجوهرى"، سالى عوض، نيريمان محمد، أميرة سعد.
وفي كلمته تعرض "حاتم الجوهرى" للتجربة الصينية ومفهومها الخاص بالتراث اللامادى، وكيف يمكن لأفريقيا أن تطرح مبادرة مماثلة لطريق الحرير، تتمثل في "طريق رأس الرجاء الصالح" الذى كان يدور حول أفريقيا ويقف في موانيها المتعددة، وهي المبادرة التي لاقت صدى عريضا بعد المنتدى، وطرح وفد جنوب أفريقا مبادرة مماثلة عن قطار القاهرة – كيب تاون، وعلى استحياء أثيرت بعض الحوارات حول الطريق النهرى والبرى لدول حوض النيل.
وننفرد بنشر نص كلمة الدكتور حاتم الجوهرى التي ألقيت فى "منتدى التبادل الدولى في حماية التراث الثقافي غير المادى"، والمعروف أن الجوهري كان قد حصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية هذا العام، ويشغل منصب المشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب، كما أنه من المهتمين بدراسة الظاهرة الحضارية عموما وله فى ذلك عدة إسهامات.
"السيدات والسادة.. تحية طيبة وبعد..
إنه ليسعدنا أن نكون بينكم اليوم في ختام هذا اللقاء الحضاري بين الصين وبين مجموعة الدول العربية والإفريقية، وفي هذا اليوم بـ"منتدي التبادل الدولي في حماية التراث الثقافي غير المادي"، الذى تطلقوه في ظل مبادرتكم لـ "طريق الحرير"، حيث يمكن لنا أن نطلق مبادرة موازية لإطلاق "طريق رأس الرجاء الصالح" الذي كان يدور حول إفريقيا ونبحث في العناصر الثقافية المشتركة على طول المواني التي كان يمر بها هذا الطريق، لنلتقي معكم ونصنع الجسر بين آسيا وأفريقيا.
لقد تعلمنا كثيرا من تراثكم الثقافي اللا مادي، وحاولنا أن نعرض وجهة نظرنا قدر المتاح وحسب الجدول الذى وضعتموه للدورة، والتي انتدت لثلاثة أسابيع عامرة.
إن مفهوم التراث الثقافي اللامادي قد تطور ليحتوي داخله مجموعة من المفاهيم السابقة عليه منها: الفلكلور الشعبي والعادات والتقاليد النتوارثة من جيل إلي جيل، وامتد ليشمل معظم السمات غير المادية المرتبطة بالظاهرة الإنسانية".
ما هو التراث الثقافي اللامادي، هو محاولة دول العالم وتحديدا في أسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية الحفاظ على أسلوبها الموروث في الحياة عندما ساد النموذج الأمريكي بمفرداته، تحت اسم العولمة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.
لقد رأينا بلدكم الآن، وأدركنا أهمية التراث الثقاي اللامادي كوسيلة للحفاظ على تميز الشعب الصيني، بعدما أصبحت الحياة المعاصرة تقترب من النموذج الغربي، ومن هنا فإن مفهوم الصين للتراث اللامادي يتمثل باعتباره وسيلة للمقاومة، فالثقافة يمكن لها أن تقوم بدورين، الأول هو استشراف المستقبل والبحث في سبيل النهضة والأفكار المعبرة عن طموح كل بلد، والثاني وهو الأصعب على عكس ما يعتقد البعض وهو الحفاظ على الذات وهويتها، خاصة في ظل فترات الضعف الحضاري، وهو ما أصبح يتمثل لدينا في مفهوم التراث اللا مادي.
لقد نجحت مصر في أن تسجل على قائمة اليونسكو عنصرين من تراثها الثقافي اللامادي، الأول هو "السيرة الهلالية" عام 2008، وهي عبارة عن ملحمة شعبية تعكس قصة من البطولة والأحداث البطولية، والثاني عام 2016 وهو "التحطيب" الذ يمثل تقليد شعبي للتنافس والصراع بين شخصين عن طريق العصي.
ولدينا الكثير من الآمال لإدراج الكثير من العناصر الأخري، والحصول على موافقة اليونسكو لإقامة مركز إقليمي في مصر للحفاظ على التراث الثقافي اللا مادي، آملين الاستفادة من التجربة الصينية في هذا المجال.
وفي خلال الفترة الماضية قد شهدنا الكثير من المشترك بين التراث الثقافي اللامادي الصيني والمصري، فهناك ال الظل، كما أننا نملك نوعا من فن قص الاورق، وكذلك الطب الشعبي عن طريق الأعشاب، وما أثار اهتمامنا كثيرا تعامل الصين مع مفهوم الحيز المكاني كأحد مفردات التراث الثقافي اللامادي. ولقد لفت انتباهنا بشدة الجرأة الصينية في بناء مفهوم خاص للتراث وتعديد مجالاته إلى عشرة مجالات في حين تقدم اليونسكو خمس مجالات فقط في الاتفاقية العالمية التي وقعت عام 2003.
وفي هذا الصدد يمكن لمصر أن تستفيد كثيرا من التجربة الصينية، فيمكن أن تتبادل الخبرات في مجال دمج وإعادة تضفير عناصر التراث الثقافي اللا مادي داخل الحياة اليومية مجددا للمواطن العادي، كما فعلتم في ملحمة الخيول المنغولية ذلك العرض الذى شهد استخداما مدمجا لمختلف الفنون وتداخلها.
أيها السيدات والسادة، كل أعضاء الوفود المشاركة في هذا المنتدى الهام للتبادل والتواصل الحضاري، لا يمكن أن نعبر عن مدى سعادتنا للقاء كل هذا العدد من الثقافات المتنوعة، التي بالتأكيد أضافت لنا جميعا، ولا يفوتني أن أتوجه ببالغ التقدير للجانب الصيني على حفاوة الاستقبال، وكرم العطاء المعرفي، وسعة الصدر في الاستماع لأرائنا وكرم الاستجابة والتفاعل معها".
سمينار لمقاربة التراث الثقافى بالصين
سمينار لمقاربة التراث الثقافى بالصين
سمينار لمقاربة التراث الثقافى بالصين
سمينار لمقاربة التراث الثقافى بالصين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة