حين تظهر قيادة رشيدة تحمل على عاتقها سلامة أوطانها وراحة شعوبها، وتنتشلهم من مستنقعات الحروب والاضطرابات لتضعهم على بر السلامة والأمان، لتبدأ مسيرة التقدم والعطاء، فلا شك أنها شعوب تحسدُها شعوب كثيرة تعانى الاضطرابات فى أوطانها من سوء حكمة قياداتها.
وقد كنت فى زيارة الأسبوع الماضى لجمهورية طاجيكستان التى تقع فى وسط آسيا الوسطى، وزرتُ الكثير من مدنها وقراها التى تزدهر بالفواكه الطازجة والزراعة والصناعة.
وما لفت انتباهى صور رئيس الجمهورية إمام على رحمان معلقة فى الشوارع والمداخل وفى المتاجر والمصانع والمزارع، بل وفى بيوت مواطنين قد زرناهم، وسمعت كلمات الشكر والمديح لفخامته من كل من قابلناهم، فأشعل ذلك فضولاً لدى لمعرفة سبب ذلك الحب القوى والولاء المطلق له من كل شعبه.
فعرفت أنه موحّد الجمهورية وزعيم الأمة بقضائه على الخلافات السياسية والعسكرية بين أبناء الشعب الطاجيكى التى اشتعلت بعد استقلال الجمهورية عن الاتحاد السوفيتى، فدارت حرباً حامية الوطيس بين أبناء الشعب الواحد، التهمت خلالها الأخضر واليابس، وتعطّلت فيها التنمية، فحملَ الرئيس على عاتقه بحنكة ومهارة ونية صادقة تجاه وطنه وشعبه رأب الصدع ووقف القتال وتوحيد شعبه خلف قيادة واحدة، فنجح بجدارة وحاز على الرضا والقبول من الجميع، واستطاع أن يتخطّى مرحلة الخطر، وعبرَ بشعبه إلى بر الأمان ليبدأ عملية التنمية الحقيقية للبلاد والتقدم والازدهار.
فأدركت حينها سبب ذلك الحب الذى يحمله شعبه له، وتوصلت لنتيجة لا جدال فيها: أن القيادة التى يلتفّ خلفها شعبها ويحمل حبّاً وولاءً لها هى قيادة ناجحة وأمينة على مقدّرات شعبها، وأن ذلك الحب ما كان أن يظهر لولا أن هذه القيادة جديرة بثقة شعبها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة