محمد على منصور يكتب : لماذا يقحمون بيت الله فى السياسة؟

الجمعة، 01 سبتمبر 2017 01:54 م
محمد على منصور يكتب : لماذا يقحمون بيت الله فى السياسة؟ الكعبة - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الماضى وقبل أن تصبح السياسة مصطلح يومى متعارف عليه لم يسلم بيت الله الحرام من الخلافات السياسية والنزعات بين السلطات والقبائل منذ صدر الإسلام وحتى وقت قريب.

بالعودة للبداية كان يجب أن نقتدى بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم الذى فضل الصلح مع قبائل قريش ولم يجعل من مكة المكرمة والحرم المقدس مكانا للتقاتل والحرب لما له من قدسيه فى نفوس الجميع سواء من مسلم أو كافر ، ولكن لم يسير بعض المسلمين على هذا المنوال بل تحول الحرم لمكان للتنازع والحرب ، وعقب مقتل الإمام على وانتهاء فتنة المسلمين بتولى معاوية بن أبى سفيان ما لبث أن عادت المعارك من جديد فى عهد خليفته يزيد بين الوالى أبو الحجاج الثقفى وبين الصحابى الزبير فى الأراضى الطاهرة ووصل الأمر إلى أن قصف الثقفى الكعبة بالمنجنيق وتهدم جزء منها ، وسواء من كان منهم على صواب أو ضلال فما كان لبيت الله الحرام أن يكون جزءا من الصراع .

وتطور الحال بعد سنوات عدة ودخل الحرم مجددا فى حروب بين العباسيين والأمويين وما تلى ذلك من قتل ونهب لبقايا الأمويين بل وتتبعوا قبور ملوك بنى أمية بالتنكيل والنبش بها، وأخطر الصراعات كانت بين الأخوين المتنازعين فى دولة بنى العباس بين الأمين والمأمون وحرب على الحكم سقطت بها دماء المسلمين فى البقاع الطاهرة

وتطور الأمر بمرور الأعوام وأصبحت السياسة من أساسيات الحياة للبعض كالماء والهواء وبين معركة وضيعة بين فرنسا وانجلترا على المستعمرات سقطت معظم الدول العربية فريسة سهلة لدول جائعة بعد سقوط الدولة العثمانية ، وكان رحمة من الله أن مكة المكرمة والمدينة المنورة لم يقعا تحت السيطرة الأوربية ومن يعلم فقد كان لسيناريو الأقصى وفلسطين أن يحدث فى مكة.

وفى الوقت الحالى ساهمت المملكة العربية السعودية بشكل كبير فى عدم تحويل الأراضى المقدسة والحج كسلاح بل تعاملت بشكل حيادى مع زوار بيت الله الحرام حتى وإن كانوا من دول معادية للمملكة ، ولكن بعض الدول لا تراعى ذلك الأمر ، فالعام الماضى حدثت كارثة مروعة خلال موسم الحج تمثلت فى سقوط رافعة بالحرم المكى، الحادثة التى كانت فاجعة ومفاجئة جعلت بعض الدول المعادية تعتبرها حادثة مدبرة للتخلص من حجاجها الأمر الذى يبدو سخيفا بعض الشئ وغير منطقى أيضأ وليس من شيم العرب أو المسلمين بشكل عام ، واليوم ومع استمرار مراسم الحج تحاول قطر إظهار حجاجها يعاملون بأسلوب غير لائق على غير الحقيقة رغم دعوة خادم الحرمين لاستضافتهم مجانا لزيارة الحرم ضاربا بآراء دويلتهم عرض الحائط.

وهنا يطرح سؤال ، لماذا يقحم هؤلاء عبادة الله فى السياسة؟







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة