بالصور.. "حكايات الموت" من تحت أنقاض عقار المنصورة المنهار.. مصرع 6 أشخاص أصغرهم ساندرا 7 سنوات.. أيقونة القديس كيرلس السادس ولوحة عليها لفظ الجلالة معا تحت الأنقاض.. وقصة ضحية عاد لمصر قبل الحادث بيومين

السبت، 05 أغسطس 2017 02:32 م
بالصور.. "حكايات الموت" من تحت أنقاض عقار المنصورة المنهار.. مصرع 6 أشخاص أصغرهم ساندرا 7 سنوات.. أيقونة القديس كيرلس السادس ولوحة عليها لفظ الجلالة معا تحت الأنقاض.. وقصة ضحية عاد لمصر قبل الحادث بيومين ملابس الضحايا داخل حديد المبنى
الدقهلية ـ محمد حيزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"يا ليل لا تروح إذا جاء نهار بتبان الجروح"، لم تستجب الشمس، لتوسلات سرحان مجدى بيشوى، الرجل الستينى، الذى حضر لمقر انهيار عقار شارع الثانوية بمدينة المنصورة، بمحافظة الدقهلية، ليشهد المكان الذى فقد فيه صديق عمره والذى لطالما كانا يسيران معا فى كل أزقة شوارع المنصورة، عقب قداس الأحد، يستذكرون ما فات من ماضيهم، وذكرياتهم.

 

وقد أظهرت الشمس فاجعة حطام انهيار العقار، ليرى الناظر بعينه، ملابس السكان وقد اختلطت بحديد خرسانة المنزل، وذكرياتهم تحت تراب الأنقاض، وجوابات البريد بالطوابع القديمة التى تحمل عام 1970، وشهادات تقدير الطفلة ساندرا، وذكريات والدتها وقت أن كانت فى سنها.

 

رمال العقار المنهار التى اختلطت ببعضها، لم تفرق بين مسلم وقبطى، حيث التقطت عدسة "اليوم السابع"، أيقونة للأنبا كيرلس السادس، معلق عليها لوحة خشبية مكتوب عليها لفظ الجلالة الله واسم النبى محمد، حيث اختلطت لوحات الطابق الثانى الذى يعيش فيه منصور حسن على أحد الضحايا، بأيقونات الطابق الثالث الذى كان يعيش فيه رزق نجيب زكى.

 

روايات الضحايا كثيرة خاصة بعد أن حضروا لمكان انهيار العقار، لمشاهدة الحطام وما خلفه الانهيار من حكايات.

 

وسط الركام حصل محرر "اليوم السابع"، على صورة من تأشيرة دخول دولة الكويت، وصورة من تذكرة طيران خطوط مصر للطيران، تفيد بعودة الضحية رزق نجيب زكى، أمس الأول 2 ظهرا لمصر، بعد أن كان فى زيارة عائلية لدولة الكويت، ليمهلة القدر 24 ساعة فقط، ويلقى حتفه داخل منزله، متأثرا بإصابته من انهيار العقار.

 

مينا عادل، أحد سكان الطابق الخامس بالعقار المنهار بالمنصورة، أنقذته العناية الإلهية، إن السكان جميعا، كانوا لا يجدون خطورة فى البيت، وكنت أعيش فى البيت بشكل طبيعى جدا، ولم يكن هناك أى بوادر لتهالك المنزل، أو مبشرات لانهياره، وكنا نعلم أنه صادر له قرار إزالة، ولكن لم يكن أحد يهتم خاصة أن القرار منذ 14سنة.

 

وأضاف "سمير": "السكان كانوا يعيشون بشكل طبيعى، وكنت أنا ووالدتى خارج المنزل، وفوجئنا بالانهيار، ولا نعلم السبب، لا أصدق نفسى أنى أرى الأثاث الخاص بمنزلى، حجرة نومى، الكراسى التى كنت أجلس عليها، كلها تحولت لتراب وكوم قش، والحزن أكبر على فراق الجيران".

 

خطاب الطفلة الضحية، ساندرا جورج ماهر7 سنوات، الذى أرسلته لوالدتها في عيد الأم علاه التراب، وسط أكوام الركام داخل حطام المنزل، افتتفتحه بإحدى آيات الكتاب المقدس، ثم توسلات منها لتنال رضاها، كان من أكثر المشاهد لفت أنظار المتجمهرين حول الركام، فى اليوم الثالث على التوالى، لتكون الشمس شاهدة على قسوة الحدث الذى راحت ضحيته الطفلة التى لم تكمل عقدها الأول.

 

جد ساندرا لم يكن أكثر حظا منها، فالضحية الثالث، رزق نجيب زكى 63 سنة، لم يمهله القدر أكثر من 24 ساعة بمصر، بعد أن عاد من رحلة بدولة الكويت، حيث كان فى زيارة عائلية، حسب صورة التأشيرةـ التى حصل عليها محرر "اليوم السابع" من وسط الركام، فقد عاد قبل الحادث بـ21 ساعة إلى مصر، بعد رحلة استمرت عدة أشهر بالكويت.

 

أما أشهر ضحايا العقار فهى إيمان منصور، 22 سنة، الفتاة القعيدة، التى أقعدها المرض، والعجز الذهنى، حيث كانت لا تفارق حجرتها، حتى أجبرتها حجرتها على مفارقة الحياة بأكملها، بعد أن إنهار المنزل كله فوق رأسها، ورأس أبيها منصور زكى 57 سنة، الذى كان دائما بجوار ابنته القعيدة، حيث لم يكن يعيش فى الشقة سواهما.

 

أيقونات السيد المسيح وسط الركام، تنظر إليها فتاة، ثم تبكى وتحملها وتضمها إلى صدرها، وتنظر إلى خلفها، لتجد الإهداء الذى أهدته لصديقتها، التى انتقلت إلى الأمجاد السماوية، لتترك لها هديتها والكثير من الألم، تقول جاكلين سيد منير، 35 عاما، صديقتى نشكر الله لنجاتها ولكنها فقدت كل أسرتها، وأسرتها كانت بالنسبة لى كأسرتى، وكنت دائمة أزورهم فى المنزل، أشعر أنى فقدت منزلى، وليس منزل صديقتى، وهذه الأيقونة، اشتريتها لها هدية فى عيد ميلادها، العام قبل الماضى، وكان احتفالا جميلا، ومبهجا اليوم أرى ذكرياتى وذكريات أسرتى الثانية، تحت الركام تحولت لشاهد على مشاهد الموت.

 

فيما قال الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية، حاولت إخفاء حزنى على الضحايا الأبريا كثيرا لم استطع حتى وأنا أتحدث إلى الناجين فى المستشفى، سألتنى ميرنا والدة الطفلة ساندرا عن ابنتها فقلت لها أنها بخير، لم استطع أن أخبرها أنها توفيت، الأمر كان عسيرا جدا، وأنا وكافة التنفيذيين فى المحافظة، تعاملنا مع الأمر بشكل إنسانى أولا، قبل أن نتعامل معه بشكل قيادى ومؤسسى، لإننا كشعب نعيش حياة واحدة، وأحزاننا مشتركة وأفراحنا مشتركة، وقد أمرت بسرعة صرف إعانات للمصابين، 5 آلاف جنيه لكل مصاب، و15 ألف جنيه لأسرة كل متوفى، وإيجاد سكن إيواء للناجين، وعمل العناية الطبية اللازمة لجميع المصابين.

ملابس الضحايا داخل حديد المبنى
ملابس الضحايا داخل حديد المبنى

 

 لعبة الطفلة ساندرا في الحطام
لعبة الطفلة ساندرا في الحطام

 

 ملابس الأسر تحت الأنقاض
ملابس الأسر تحت الأنقاض

 

متعلقات الضحايا
متعلقات الضحايا

 

 شهادة تقدير لميرنا والدة الطفلة الضحية
شهادة تقدير لميرنا والدة الطفلة الضحية

 

 أيقونة الأنبا كيرلس
أيقونة الأنبا كيرلس

 

 لعبة لطفلة من الضحايا
لعبة لطفلة من الضحايا

 

صورة للطفلة ساندرا بمدرستها
صورة للطفلة ساندرا بمدرستها

 

الكتب المدرسة
الكتب المدرسية

 

خطاب عيد الميلاد
خطاب عيد الميلاد

 

 لفظ الجلالة الله وأيقونة الأنبا كيرلس
لفظ الجلالة الله وأيقونة الأنبا كيرلس

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة