سلوك الأفراد هو حصيلة تفاعل الشخصية مع البيئة، لذلك فهذا السلوك يكون نتيجة لصفات وراثية أو شخصية ومؤثرات اجتماعية ودينية وسياسية وحضارية، فالبيئة مع الوراثة والشخصية مجتمعة تلعب دورًا أساسيًّا في تحديد سلوك الفرد، كما أن سلوك الفرد يختلف من بيئة إلى أخرى، فسلوك الفرد في البادية يختلف عن سلوكه في القرية وعن سلوكه في المدينة.
ويحظى موضـوع القيـادة الأخلاقيـة باهتمـام كبيـر فـي السـنوات الأخيـرة، فالقيـادة الأخلاقيـة أصـبحت القضـية السـاخنة فـي السـنوات الأخيـرة، فقـد اكتسـبت اهتمـام الأكـاديميين، والمـدراء والسياسـيين علـى حـد سـواء، علـى وجه الخصوص مع زيادة القضايا غير الأخلاقية لكبريات الشركات العالمية.
إن الســبب الــرئيسى الــذي نتجــت عنــه هــذه القضــايا غيــر الأخلاقيــة هــو فشــل قيــادة المنظمــات فــي ممارســة السلوكيات الأخلاقية وتعزيزها وتأثيرها السلبي على سلوكيات العاملين والتي يعد الالتزام التنظيمي أبرزها.
كذلك قد يختلف سلوك الفرد في بلد ما عن سلوك فرد آخر في بلد آخر، وذلك لاختلاف الأداة والتقاليد والفوارق الحضارية الأخرى التي قد تحدد أنماطًا معينة في السلوك للأفراد، وحتى الضوء والأصوات والروائح تؤثر على سلوك الأفراد.
وتبين من خلال المراجعة النظرية للمفاهيم والمصطلحات والمعرفة النظرية للقيادة الأخلاقية، أن القيادة الأخلاقية لها تأثيراً كبيراً وايجابياً علي مستوي الالتزام التنظيمي للعاملين، وعلي المنظمة أو المؤسسة ترسيخ المفاهيم الأخلاقية، والتأكيد علي عدالة ونزاهة نظام الترقيات، والتخلص من مظاهر الفساد المالي والإداري المتوافر في المنظمة، وإعطاء أسبقية عالية للقيم الأخلاقية في العمل الإداري، والسماح للعاملين بالتعبير عن آرائهم، وإقامة ندوات تحث العاملين علي الالتزام بالسلوك الأخلاقي .
بالإضافة إلى أن هنالك علاقة متوسطة القوة بين توافر السلوك الأخلاقي لدي القائد، وممارسات السلوك الأخلاقي من قبل القائد والالتزام التنظيمي للعاملين، وعلاقة ضعيفة بين متغير السلوك الأخلاقي من قبل القائد و مستوى الالتزام العاملين .
ويجب أن يتمتع قائد المؤسسة بمستوى متوسط القوة من أخلاقيات العمل، إذ أنه يتصرف علي نحو أخلاقي، فضلاً عن كونه يعزز من السلوكيات الأخلاقية، وتعميق وعي القيادة بأهمية السلوك الأخلاقي، لما له من دور بارز في رفع درجة الالتزام التنظيمي للإدارة والعاملين، من خلال إيجاد الآليات المناسبة كإصدار الأدلة والكتيبات الرسمية التي تؤكد علي أهمية السلوك الأخلاقي فضلا عن زيادة عدد الملصقات واللوحات التي تتضمن معايير السلوك الأخلاقي وقوانينها والعقوبات التي يتعرض لها العاملين عند انتهاكه للمعايير الأخلاقية .
إصدار المدونات الأخلاقية بالمنظمة ونشرها في الأوساط المجتمعية كالمؤسسات والدوائر الرسمية وغير الرسمية ومنظمات المجتمع المدني كمساهمة فاعلة لنشر الوعي الأخلاقي وضرورة الابتعاد عن أي مظهر من مظاهر السلوك الأخلاقي.
وفي النهاية نجد ضرورة تبني ثقافة تنظيمية تؤكد علي القيم والمعايير الأخلاقية ونشرها داخل المنظمات بالشكل الذي يجعل القيم الأخلاقية في أعلى سلم القيم التنظيمية.