نشوى رجائى السماك تكتب: "الحق مع من يشبهنى"

الإثنين، 28 أغسطس 2017 08:00 م
نشوى رجائى السماك تكتب: "الحق مع من يشبهنى" سايس - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوميا نصطدم بهذا المبدأ حولنا يعكر علينا صفو حياتنا، بل وربما يقرأ هذا المقال من يتبنى هذا المبدأ فى بعض أمور حياته.
 
قابلت هذا الأمر كثيرا إذا تواجدت فى جمع من النساء ثم أخبرتهن احدى السيدات أن فلانة (التى لا يعرفونها) انفصلت عن زوجها (الذى لا يعرفونه أيضا) فرأيت أغلب الحاضرات تبدين تحيزا ملحوظا ضد الزوج، بل ربما تأخذ احداهن الجلالة فتلعنه و تدعو الله أن ينتقم منه . كل هذا يحدث دون أن تخبرهم ناقلة الخبر بتفاصيل الموضوع.
 
قابلته أيضا عند مشاهدة مباراة لكرة القدم بحضور مجموعة تضم مشجعى الفريقيين، وفجأة صرخ أحدهم أن الحكم أخطأ حين اعتبر الهدف الذى أحرزه لاعب الفريق (الفلاني) هدفا غير صحيح جاء نتيجة تسلل اللاعب، فوجدت مشجعى هذا الفريق من الحاضرين تبنوا هذا الرأى بينما وجدت مشجعى الفريق (العلاني) المنافس يؤكدون أن الحكم محقا. وبالطبع هناك حقيقة واحدة، وهى إما أن الهدف كان نتيجة تسلل أو أن الهدف كان صحيحا ومقبول أن يكون هناك اختلاف فى رؤية الحاضرين للموقف، ولكن أليس من الغريب أن يجتمع الحاضرون من مشجعى الفريق (الفلاني) على نفس الرؤية، بينما يجتمع نظراؤهم من مشجعى الفريق ( العلانى ) على الرؤية المعاكسة.
 
لا أخفيكم سرا أن هذه المواقف تزعجنى و تضايقني، لأننى لا أحب هذا المبدأ اطلاقا. و بالتأكيد اصطدمت به فى مواقف أشد أهمية من حواديت نسائية عن طلاق فلانة أو شجار مشجعين أمام مبارة كرة قدم، و لعلنى أنأى عن ذكر هذه المواقف لأن أغلبها له خلفيات سياسية أو طائفية نحن فى غنى عن الحديث عنها الآن. لكن موقفا بعينه أعترف أنه قد أصابنى بصدمة لم أتوقعها.
 
لعل بعضكم يذكر خبر عن واقعة قتل (سايس جراج) على يد (طبيب). لن أتحدث إطلاقا عن الواقعة وخاصة أنها قيد تحقيقات النيابة، وأنا أحترم أن نترك العدالة تأخذ مجراها على يد السلطات المختصة دون محاولة الخوض فى أى تفاصيل تخص القضية. ولكن ما أريد التحدث عنه هو ردود أفعال غريبة رصدتها تجاه هذا الخبر. فوجئت أن كثيرا من التعليقات تقول (السايس يستاهل ويا ريت كل سايس ينال نفس المصير).
 
أعلم أن وظيفة السايس تثير استياء الكثير من أصحاب السيارات (بالرغم من أن أمثالى الذين لا يجيدون فن ركن السيارة يبحثون دائما عن السايس لينجدهم)، ولكن هل انزعاجى من وظيفة معينة أو من شخص معين يبرر لى أن أهدر دمه ! حضرتك مدرك أنك تتحدث عن روح بنى آدم !
 
لا أحتاج أن أذكر أغلب هذه التعليقات صدرت من (أطباء)، لعله تحيزا لزميل المهنة! ولكنك أيها الطبيب منقذ الأرواح ومخفف الآلام وملاذ كل موجوع فأرجوك انتبه لكلماتك وردود أفعالك، فهناك روحا قد أزهقت فلتقل خيرا أو لتصمت .
 
أؤكد لكم أن أى طبيب من الذين تحيزوا فى ردودهم لزميل مهنتهم إذا جاءه هذا السايس المجنى عليه و بجسده الروح لم تفارقه بعد، لم يكن ليدخر جهدا فى إنقاذه كعادته دائما مع المرضي. و لكننا للأسف أصبحنا نجيد شحن النفوس بالكراهية و التحيز بكلمات لا نلق لها بالا.
 
عزيزى القاريء، أرجوك انتبه لردود أفعالك و كلماتك فنحن فى أشد الأوقات احتياجا إلى الإنصاف و نبذ الكراهية حتى لا نندم بعد أن يلتهم مجتمعاتنا ذلك الوحش الذى يتغذى على الكراهية و العنف فوقتها لن ينفعنا الندم .
وتذكر جيدا قول النبى صلى الله عليه وسلم:
"فليقل خيرا أو ليصمت".






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

على حسن

و الله صدقتى

أتى الرسول صلى الله عليه و سلم فى رواية الاسراء و المعراج على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها. و الكلمة هي التي كان - صلى الله عليه وسلم – يطلبها من قريش : "كلمةٌ واحدة تملكون بها العرب و تدين لكم العجم" أيها الناس قولوا ”لا اله إلا الله“ تفلحوا ... و الكلمة هي التي أعرضت عنها قريش كبرياء وأَنَفَة حتى في اللحظات الأخيرة لأبي طالب عندما قال لهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: نعم ، كلمة واحدة تُعْطونيها تملكون بها العرب و تدين لكم العجم. قال أبو جهل : نعم وأبيك، وعَشْرُ كلمات، قال : تقولون لا اله إلا الله . قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقى لها بالاً يرفعه الله بها درجات. وإنَّ العبدَ ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقى لها بالاً يهوى بها في جهنم» رواه البخاري. الكلمةُ هي أوردت أبا لهب المهالك و جعلته من أصحاب النار مند بداية الرسالة المحمدية –بسبب كلمة عندما قال للنبي: تبّاً لَك ألِهذا جمعتنا؟ فأنزل الحق تبارك و تعالى سورة كاملة – سورة المسد- تُتْلى إلى يوم القيامة. (منقول )

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة