محمد محمود حبيب يكتب: كيف تقنع أى شخص بأى شىء؟

الإثنين، 28 أغسطس 2017 04:00 م
محمد محمود حبيب يكتب: كيف تقنع أى شخص بأى شىء؟ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعا السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤخرًا إلى إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التطرف، وأرى أن من أفضل هذه الحلول هو استخدام الذكاء فى الإقناع أو ما يُعرف بــ "الذكاء الإقناعى"، حيث إن الإقناع هــــــو وقود الحياة.. والقوة المفقودة، بل هو أساس كل جوانب الحياة. 
 
ومما لا شك فيه فنحن فى احتياج شديد له لنتعامل جميعًا فى تعايش وحب، بل ونحتاجه فى مناقشة أى شخص وإيصال وجهة نظرنا له، وانطلاقًا من طبيعة عملى كمدرب تنمية بشرية متخصص فى تعديل الفكر المتطرف وتدريب الأئمة يمكن أن أقدم عدة طرق لإقناع أصحاب الأفكار المتطرفة، وهى تصلح لإقناع أى إنسان بأى شيء، ومن أهم الطرق التى يمكن استخدامها فى عملية الذكاء الإقناعى عند مواجهة الأفكار المتطرفة ما يلى: 
 
1ـ الابتعاد عن أسلوب الأمر، بل استخدام التودد واللطف والاستماع للآخرين، والبدء بمقدمة منطقية توضح حقائق المنهج الجديد، ويُفضل إبراز المُحاور لأى أفكار أو صفات مشتركة بينه وبين الشاب المراد إقناعه، ليجعل الداعية إجابة الشاب لسؤاله بنعم.
 
2ـ عرض المعلومة بشكل متكرر، حيث إن التكرار يرسخ الفكرة، ويجعل العقل يعتبرها من البديهيات.
 
3ـ استخدام الرسائل الضمنية أو الخفية: وهى رسائل تدرك بحواسنا ويلتقطها العقل اللاوعى ويخزنها، ليتم تحليلها عن طريق الدماغ دون أن تصل إلى وعى الإنسان، بمعنى التأثير فى اللاشعور، ويمكن أن يقدمها المحاور فى شكل مزايا وفوائد غير مباشرة للسلوك المعتدل ضمن كلامه بتلميحات غير مباشرة وخاصة فى حالة انتباه وتركيز السامع.
 
4ـ استخدام مبدأ الندرة ونعنى به أن هذا الأمر المراد الاقتناع به يكون للصفوة وليس لأى أحد، وهو مثلًا: نوضح أن محبة الآخرين والحرص على التعايش معهم من صفات الحكماء.
 
 5ـ كسر الرموز ويكون بتشويه رموز الشخص المراد إقناعه، فداعش أول ما يفعله هو تشويه رموز الفكر المعتدل من الأزهريين بوصفهم علماء للسلاطين وللحكام (على حد زعمهم الباطل)، أو أنهم مقصرون فى الدين، وبالتالى الوصول بالشخص إلى النقطة صفر ثم إقناعه برموز جدد من الدواعش وأمثالهم، ويمكن للداعية عرض الصفات المشوهة لهؤلاء من رموز الدواعش كحرصهم على ملذات الدنيا، وحب الزعامة.
 
6ـ المقارنة بين الوضع الحالى وبين الوضع المأمول، فداعش مثلًا يحاول إقناع الشخص بعدم تمتعه فى الدنيا بما يريده، وترغيبه فى المأمول كالذى فى الجنة أو حتى فى الدنيا باتّباع الدين، ويمكن للداعية الاستفادة من ذلك بعرض سلبيات إرهاب غير المسلمين وتخويفهم من الإسلام وتأثير ذلك فى الإضرار بالدين الإسلامي.
 
7ـ استخدام تعابير الوجه ولغة الجسد للإيحاء بأن الشخص القائم بالإقناع صادق فى إحساسه، فعلى الداعية أن يعبّر عن أفكاره بمصداقية واقتناع حتى يقنع الآخرين.
 
8ـ الإلمام بما يريد أن يتناقش فيه ولو بأمور مختصرة كالإلمام بأضرار العنف مثلًا إذا أراد التحدث عن مخاطر الإرهاب.
 
9ـ القدوة، يُفضل أن يكون المُحاور مصدرًا لثقة الآخرين فى الأمر المراد إقناعه بهم، كالسكون النفسى أو حب الآخرين وغيرها.
 
10ـ إظهار الثقة فى قدرات من نريد إقناعهم والثناء عليهم بخصوص شجاعتهم وذكائهم حتى لو مجاملة.









مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

هانى

قصة مرتبطة بالمقال

قامت إحدى شركات الدعاية بعمل ضجة كبيرة جدًا عن فيلم تسجيلي كأفضل فيلم قصير، وقررت عرضه في السينما واحتشد جمع غفير من الجماهير لمشاهدته، وبدأ الفيلم والذى مدته عدة دقائق بالتركيز على سقف غرفة ... ومضى أغلب وقت الفيلم بنفس المشهد دون تغيير، حتى بدأ المشاهدون بالتذمر ومنهم من اعترض أنه ضيّع وقته والأغلبية هموا بالانصراف، وفجأة تحركت العدسة للأسفل نحو الأرض وظهر للعيان مشهد طفل معاق كليًا بسبب مرض جسده الصغير ..وهو ممدد على سريره وكتبت هذه الجملة في النهاية " لقد عرضنا بعض الدقائق فقط من المنظر الذي يشاهده هذا الطفل المعاق في جميع ساعات حياته وأنتم تذمرتم ولم تتحملوا مشاهدته لبعض الدقائق، لذا اعرفوا قيمة كل ثانية في حياتكم، ولذا نرجوا منكم التبرع لمستشفى كذا والتي تعالج المعاقين" ويُعد هذا الفيلم من أكثر الأعمال إقناعًا وتحقيقًا لهدفه لأنه احتوى على عدة مبادى في الذكاء الإقناعي.

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

الراجل ده بيفهم يا جماعة

عرض رائع ومذهل مكنتش اعرف ان اليوم السابع بتنشر مقالات حلوة كده

عدد الردود 0

بواسطة:

جعفر

مقال حلو

بس عيب التنمية البشرية مش اى حد بيعرف يطبقها مش عارف العيب فينا ولا فيها

عدد الردود 0

بواسطة:

داليا

رائع

بل اكتر من رائع حاجة زى السحر بجد

عدد الردود 0

بواسطة:

شاكر

كلام فى كلام

طب ما انت بتفهم حضرتك كدا حللنا كل مشاكل البلد

عدد الردود 0

بواسطة:

د. شريف

انا استفدت كتير بجد من المقال

ربنا يحفظكم

عدد الردود 0

بواسطة:

مينا

ونضيف

غة الجسد الإيجابية، الانتباه لإيماءاتك وتعبيرات وجهك ونبرة صوتك (والحرص على كونها إيجابية)، سيجعل الطرف الآخر ينجذب لما تقول، و المهم أكثر أن لغة الجسد الإيجابية ستجعل الناس منفتحين على الأفكار و البراهين التي تعرضها، و هذا سيزيد بلا شك من فرصة اقتناعهم. استخدام نبرة صوت حماسية مع عدم تشبيك ذراعيك، والحفاظ على الاتصال البصري، والانحناء باتجاه الشخص الذي يحدثك، جميعها أمثلة للغة الجسد الإيجابية التي يستخدمها الأشخاص المحترفون عند محاولة اقناع الآخرين. لغة الجسد الإيجابية تعمل على لفت انتباه المستمعين إليك، وتوحي لهم بطريقة مقنعه بأن ما تقوله هو الصواب بعيه، فعندما يتعلق الأمر بالإقناع فإن طريقة قولك لشيء ما أهم بكثير من محتوى الكلام نفسه.

عدد الردود 0

بواسطة:

حمدى

اياك والجدل عند الاقناع

تواصل بأسلوب مناسب، سيميل الناس لقبول أفكارك بشكل أكبر إذا أدركوا أي نوع من الأشخاص أنت، في دراسة تتعلق بالتفاوض في جامعة “ستانفورد”، طُلب من عينة من الطلبة الوصول إلى توافق فيما بينهم حول موضوع ما. بدون توجيه أي تعليمات استطاع 55% من الطلاب الوصول إلى توافق ناجح فيما بينهم، ولكن عندما طلب منهم التعريف بأنفسهم و عرض خلفياتهم قبل محاولة الوصول إلى توافق، استطاع 90% من الطلاب تحقيق توافق ناجح.

عدد الردود 0

بواسطة:

درويش

تسلم ايدك

ويسلم عقلك

عدد الردود 0

بواسطة:

د. جلال

ربنا يكرمك

مقال هايل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة