من الحقائق المعروفة والتى لا جدال فيها أن وجود الفقر فى الدول النامية جميعها هو السبب الرئيس فى ظهور أخطر ظاهرة عرفتها البشرية ولا زالت تعانى منها حتى اللحظة، وهى السلبية والمواطن السلبى، حيث نجدها نتيجة طبيعية لعهود طال زمانها، لذلك وجدنا الشعوب الفقيرة تنقسم الى قسمين لا ثالث لهما :
القسم الأول : لا يقبل هذا الوضع ويرفضه تماما على مر الزمان ويحاول إصلاحه سلميا تارة وبالعنف تارة ومن خلال حكماء وعقلاء من أبنائه، وغالبا ما كانت الآراء الفردية وانعدام الكفاءات والواسطة والمحسوبية من الأسباب العديدة لهذا الخلل والدخول فى محور السلبية.
القسم الثانى : يعيش تحت وطأة الظروف راضيا بما هو فيه صابرا بانتظار الوعود التى ربما تخرجه من عنق الزجاجة لينعم بالرخاء وبالمستقبل الأفضل وعادة مايكتفى هذا القسم من الشعوب بالسخرية واطلاق الفكاهات والنوادر وقد زاد من خطورة السلبية تلاشى واختفاء الطبقة المتوسطة.
لذلك ظهرت هذه المجتمعات التى يمكن أن نطلق عليها " السلبية " لأن كل مساراتها تحتاج الى إصلاح شامل وكامل ووقت طويل، فمثلا التعليم يحتاج الى الأخذ بنظام المشاركة والمسايرة وألا يكون المعلم كجهاز أرسال محاضر والطالب كمستمع ومستقبل كما هو حاصل الآن فالمشاركة والحوار هام وليس الحفظ والترديد بدون تفكير كالببغاء !! وهذا ما تتجه اليه التربية والتعليم والتعليم العالى والبحث العلمى للبحث عن المواهب والمخترعات وتقديرها والأستفادة منها.
لا نريد الاعتماد على الكم فى المواد الدراسية ولكن على الكيف و نوعية القيم المراد زرعها فى العقول وخلق البيئة التربوية الصحيحة - من المعلم الى المدرسة الى مشاركة الأسرة الأيجابية وأعتماد الموارد المالية الكافية لأن روح الجماعة مفتاح لأيجاد المواطن الأيجابى الذى يتقبل النقد الذاتى ، فوداعا لشعارات الكلام والتمنى ومرحبا بالمواطنة الصادقة فى عصرنا الجديد الذى بدأناه مع ثورة رائدة يتحدث عنها العالم -- ولا ننسى أننا دولة لا مثيل لها فى العالم من حيث الثروات البشرية والطبيعية والتاريخية والجغرافية والسياحية والحضارية بكل معانيها . ولتحيا مصر أم العالم !!