محمد على طه يكتب: الإفراط والاهمال وجهان لعملة واحدة

الجمعة، 25 أغسطس 2017 06:00 م
محمد على طه يكتب:  الإفراط والاهمال وجهان لعملة واحدة زوجين بيتخانقوا أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإفراط فى المشاعر تجاه أى شىء قد ينعكس بالسلب على جوانب كثيرة، فالافراط فى حب العمل مثلا يجعل الرجل يعطى عمله كل وقته، فيجلس فى عمله ساعات طويلة عن المواعيد المقررة وفى ايام إجازاته بل يصل الأمر إلى أخذ اعمال فى المنزل أو تفكيره فيه.
وهذا الإفراط يؤدى إلى إهماله فى حق أسرته وأبنائه فقد لا يجد وقتا للجلوس مع زوجته أو الخروج للترفيه أو حتى الجلوس مع أبنائه ومعرفة ما يشغلهم أو من هم أصدقائهم أو مدى استذكارهم لدروسهم .
ونتيجة افراطه فى حب عمله وإهماله لزوجته وأبنائه قد يحدث ما لا يحمد عقباه خاصة فى عصر التكنولوجيا والانترنت وكثرة وسائل التواصل التى تساعد على إقامة الصداقات والعلاقات التى قد تفتح ابواب الشيطان للدخول منها أو يفاجأ بأن احد أبنائه يسير مع اصدقاء السوء ويتناول المخدرات أو يسير فى طرق مشبوهة .
وبعد أن يفاجأ الرجل بذلك قد يفيق ويعرف أنه أفرط فى حب عمله وتحول بالنسبة لأسرته لمجرد محفظة فيندم فى وقت لا ينفع فيه الندم.
وأيضا افراط الرجل فى حب زوجته أو العكس بشكل مبالغ فيه قد يقتل هذا الحب فالاهتمام بالزوج وتوفير الحب والرعاية اللازمين له ، أحد أهم معايير نجاح العلاقة بين الزوجين ، ولكن أحياناً يكون الحب سلاح ذى حدين ، فقلته وندرته يولد شعوراً بالإهمال ، لكن الطرف الآخر منه حاد جداً أيضاً وهو كثرة الاهتمام ، حيث يولد لدى الطرف الأخر شعوراً بالتقييد وعدم الاعتماد عليه أو الثقة به. 
التدخل الممل.. ويفرط كثيرات من الزوجات عند حبهم بالاهتمام بالزوج ، والاهتمام بكل تفاصيله فيتدخلون لدرجة وضع لمستهم على كل تفاصيل حياة شريكهم ، والزوج قد يكبت عدم رضاه عما يحدث ، لكن الأمور تتطور في داخله حتى يصل لدرجة وصف الزواج وعلاقة حبه بزوجته بأنها القفص الحقيقي والسجن الدائم ، فيصبح متوتراً دوماً وساعياً للهروب بأي طريقة. الاهتمام الزائد يفقد الحب لذته وعندما يصل الاهتمام حده الذي ينقلب به إلى شيء ضده، يتحول أي تدخل من الزوجة إلى توتر لدى الزوج، فيصبح مجرد السؤال عن يومه مزعجاً للغاية، ويصبح الاطمئنان على صحته في حال المرض استصغاراً له، وهكذا حتى يفقد الاهتمام أهميته، بل يتحول لنقمة على العلاقة وربما يكون سبباً في فشله.
ووصانا الله بالوسطية فى كل شيئ فكما ان الاهمال يقتل اى علاقة فالافراط يقتل أى علاقة أيضا.
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة