الإدارة هى التى تعتمد منهجية واضحة، وهى الأساس فى نجاح أى عمل، ونحن نعمل جاهدين كى تكون لدينا إدارات تتحمل مسئولياتها كاملة، وبذلك انتهى عصر الهواية فى الإدارة، فليس من المعقول أن يدير المنظومة الإدارية رجال هواة بينما السلعة التى يتحكمون فيها، ويمتلكونها تصل إلى مئات الملايين من الجنيهات!
والإدارة تعتمد على مقومات شخصية مثل الحزم والالتزام والقدرة على القيادة، والتنظيم واتخاذ القرار السليم فى الوقت المناسب، وعدم الانفعال والإقناع والتفاوض والبصيرة والعقل المفكر والمدبر والمسئولة عن تحديد الهدف المراد تحقيقه، ويتم صقل هذه القدرات بالدراسة للوصول لأفضل أداء وأفضل نتيجة عن طريق القدرة على التعامل مع المشاكل المختلفة، وتوقع ردود الأفعال واحتوائها فى بداياتها قبل تفاقمها، والتخطيط وتصميم برنامج زمنى لتحقيق الخطة ومن أجل ذلك تقوم بصهر جميع الموارد والإمكانيات فى بوتقة واحدة بل مطلوب منها أكثر من ذلك وهو تنمية الموارد.
لكن ذلك يحدث فقط للذين يتعلمون من تجاربهم وتجارب الآخرين مع أن النجاح يولد من رحم الفشل.. فكم من مؤسسة ضلت طريقها بسبب سوء الإدارة، ولم تقم لها قائمة بعد ذلك، لأنها لم تفكر فى نواحى ضعفها لتتلافاها ولا فى نواحى قوتها لتحافظ عليها وتنميها.
ونحن لا نحتاج الإدارة لمجرد أن العمل كبير، ولا يستطيع الفرد القيام به.. بل إن الإدارة تختلف تمامًا عن إدارة ممتلكاتنا الشخصية. فلا يمكن للمسئول أن يمارس كل الوظائف الإدارية. فشخصنه الإدارة تودى بها إلى الهلاك، أما إرساء قواعد إدارية مستقرة يشرف عليها مجموعة من المديرين المحترفين، فذلك يكفل البقاء والنجاح والتطوير.
ربما تكون أهم مشكلات الدول العربية هى مشكلة الإدارة بشكل عام والإدارة الحكومية بشكل خاص أكثر من كونها مشكلة فقر أو نقص موارد وخلافه، فالموارد الطبيعية والبشرية بها ثرية ومتعددة الجوانب، ولكن الإدارة هى المشكلة الرئيسية على اختلاف أسبابها ومقوماتها، وينعكس ذلك بطبيعة الحال على المدينة العربية التى تعانى من مشكلات عديدة ومتباينة.
ولقد كانت الموارد المادية والكوادر البشرية هى أهم الموارد التى تحتاجها الأجهزة الإدارية الحكومية (الشركات، والمؤسسات، والوزارات) فى أعمالها إلى أن ظهر دور المعلومات وبرزت أهميته، حيث تلعب المعلومات دورًا خطيرًا فى الأجهزة الإدارية الحكومية المعاصرة، فهى أداة من أدوات الإدارة الحديثة، وضرورية لإجراء الاتصال والتنسيق والرقابة، كما أن المشاركة فى المعلومات عامل مهم لاتخاذ القرارات. فقد أصبحت المعلومات ونظمها ضرورية للقيام بالعمليات والأنشطة المختلفة داخل تلك الأجهزة الإدارية
ويشهد العالم تطور هائل فى نظم المعلومات على مستويات عدة، الأمر الذى يستلزم الأخذ بها واستخدامها فى الأجهزة الإدارية الحكومية فى الدول العربية، حيث تعتبر أحد الموارد الأساسية لتلك الأجهزة سلاحها الاستراتيجى فى التعامل مع الظروف الحالية التى تتصف بالتغير السريع واشتداد حدة المنافسة ليس فقط على المستوى المحلي، وإنما أيضًا على المستوى الدولي، وذلك حتى تستطيع تلك الأجهزة التغلب على كافة المعوقات الروتينية من جهة والتواؤم مع طبيعة العصر ومنتجاته الالكترونية مع جهة أخرى.
المشكلة ترجع إلى اللوائح المكبلة للطموح، وأيضًا سوء النوايا لدى الغالبية العظمى من البشر والذى يؤدى إلى إحجام الشرفاء عن التصدى للأعمال الكبيرة التى تصنع مستقبلا أفضل للأجيال المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة