أحمد ياسر الكومى يكتب: قطر.. ماذا تريد ؟

الخميس، 24 أغسطس 2017 08:00 م
أحمد ياسر الكومى يكتب:  قطر.. ماذا تريد  ؟ تميم بن حمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما تحدثنا عن فضائح قطر، وأن لا زيادة على ما كان قد أعلن عنه، صُدِمنا بأن سلسلة المواقف القطرية الداعمة والممولة للإرهاب والتطرف تتوالى، وأن حجم الدور التى تلعبه قطر في تبني العنف والتحريض إنما هو في ازدياد، موثقاً بالأسماء والأرقام والإحصائيات، ومستنداً على حقائق لا يمكن التشكيك فيها، بينما تواصل قطر عبر وسائلها الإعلامية الممثله فى قناة الجزيرة النفي، والتأكيد على عدم صحة ما ينسب إليها، في وقت يجمع العالم على ضلوعها في تمويل ودعم الإرهاب في عدد من الدول، والتعاون مع كثير من المنظمات والكيانات والأفراد التي تتهم بأنها طرف رئيس في عدد من العمليات الإرهابية، سواء في دول الخليج أو دول المنطقة.
فتبدّلت أدوار قطر في الحراك العربي، فدعمت عسكرياً ومادياً الحرب على ليبيا، وطرحت نفسها وسيطاً في اليمن، وصادقت تونس الغنوشي، وتقرّبت من إسلاميي مصر، وها هي تدير الدفة العربية في الأزمة السورية. فالسؤال الآن ماذا تريد قطر ؟ 
والمصيبة الكبرى أن قطر تتحدث عن كل ما يحوم حولها من اتهامات بالإنكار والنفي، ومحاولة الالتفاف على هذه التهم الموثقة بالتوقيع على اتفاقيات على محاربة الإرهاب، ووضع قوانين يتم تعديلها من حين لآخر، وكلها تركز على التعامل بحزم مع العمليات الإرهابية بتفاصيل وبنود تظهر وكأن قطر ليست أكبر دولة داعمة وممولة للإرهاب، وبما لم يعد هذا التذاكي القطري مفهوماً في ظل وقوعها في الفخ بعد أن ضيق الخناق عليها، وفتحت الملفات التي كشفت عن تاريخها المرتبط بالإرهاب والتطرف والتحريض والتدخل في الشؤون الداخلية للدول التي تحارب الإرهاب، أي أننا أمام غباء سياسي لا تجيد ممارسته إلا دولة قطر، وتصرف أحمق لا يمكن لعاقل أن يقدم عليه دون أن يخاف من المحاسبة والعقاب.
هذه هي قطر بوجهها الآخر، فبينما تحاول أن تظهر بأنها دولة صغيرة مسالمة ومهددة من جيرانها، وأنها بريئة من كل ما ينسب إليها من اتهامات، وأن حصارها -كما تسميه- هو محاولة لتجويع المواطنين، لولا الفزعة التركية التي أمدت قطر بحاجتها من المواد الغذائية وغيرها، متجاهلة أن قطع العلاقات معها، وإقفال الحدود البرية والجوية والبحرية بينها وبين جيرانها هو لمنع وصول الإرهاب عبر قطر، وإيقاف تدخلها في الشؤون الداخلية لهذه الدول، والسيطرة على عمليات التحريض والعنف والتطرف التي عادة ما تكون من مصادر قطرية بشكل مباشر حيناً، وغير مباشر أحياناً أخرى، وهي لعبة قطر التي لم تفت على المواطن القطري الذي أدرك حجم المؤامرة القذرة التي تحاك ضد قطر وجيرانها وأشقائها من قبل من يقيمون في قطر، ويتحكمون بالقرار والمال والوجاهة في هذه الدولة الصغيرة.
إذا عدنا للوراء وتحديداً إلى فبراير 2009 سنتوصل إلى الإجابة، فوقتها حاولت قطر إحداث انقسام فى الموقف العربى حينما دعت إلى قمة عربية طارئة تعقد فى العاصمة القطرية الدوحة، لبحث تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، قبل يومين من قمة عربية كان مقرراً عقدها فى الكويت، رفضت مصر الدعوة القطرية، وطلبت الاكتفاء بقمة الكويت، لكن القطريين صمموا على رأيهم واستمروا فى توجيه الدعوات لعقد قمة عربية فى الدوحة، فتحرك أبو الغيط الذى كان وزيراً لخارجية مصر وقتها وأقنع الدول العربية بعدم جدوى قمة الدوحة، مادام أن القادة العرب سيجتمعون فى القمة الاقتصادية العربية بالكويت، وحينما فشلت المساعى القطرية خرج أميرها السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، وقال كلمته الشهيرة «حسبى الله ونعم الوكيل»، ومن وقتها لم ينس القطريون لأبو الغيط أنه هو من أفشل مساعيهم لأحداث الفرقة بين الدول العربية.
كما لم ينس القطريون لأبو الغيط حديثه الدائم عن مخططاتهم الهدامة فى المنطقة، منذ أن أعلنوا مساندتهم اللامحدودة لتيارات الإسلام السياسى فى دول العربية العربى، ووقوفهم بجانب جماعة الإخوان الإرهابية، فأبو الغيط تحدث عما رأه ويراه غيره من مخططات هدامة تقودها قطر، لكن القطريين لا يريدون لأحد أن يتحدث بالحقيقة، وإن تحدث فهو عدو لهم.
السؤال: ماذا لدى دولة قطر لتدافع به عن هذه الجرائم، وبالتالي تخلي ساحتها من أي دور لها في ذلك، وماذا لديها غير النفي، وطرق أبواب الدول ووسائل الإعلام، واستخدام المال، لتحسين صورتها، وإيجاد مخرج لها من هذه الحقائق التي تدينها، علماً بأن هناك المزيد المتوقع بأن يعلن عنه، وفيه الكثير من الجرائم التي ارتكبتها قطر على مدى سنوات، مما يُصعِّب في موقفها، ويجعلها أضعف من أن تواجه هذه الاتهامات بما يبرئها من ممارساتها الإرهابية التي أصبحت حديث العالم، والموضوع الأول في التداول عبر وسائل الإعلام .






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة