وعود ماكرون × 100 يوما.. غضب الفرنسيين يتصاعد مع تنفيذ الرئيس لبرنامجه الانتخابى.. خفض الانفاق العام والمكاسب السكنية وإدماج طالبى اللجوء يُشعل شوارع باريس.. أصغر رؤساء فرنسا يفشل إرضاء الجمهور وسط تراجع شعبيته

الأربعاء، 23 أغسطس 2017 06:00 م
وعود ماكرون × 100 يوما.. غضب الفرنسيين يتصاعد مع تنفيذ الرئيس لبرنامجه الانتخابى.. خفض الانفاق العام والمكاسب السكنية وإدماج طالبى اللجوء يُشعل شوارع باريس.. أصغر رؤساء فرنسا يفشل إرضاء الجمهور وسط تراجع شعبيته الرئيس الفرنسى ماكرون
كتب: محمد سعودى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ وصول الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، إلى قصر الإليزيه قبل 100 يوم من الآن، فى 14 مايو الماضى،  تحولت أنظار العالم إلى الرئيس الشاب الذى يُعد أصغر رؤساء فرنسا، ذلك أنه لم يتجاوز الـ40 عاما، فتحول إلى ظاهرة توقف عندها المؤرخون والمحللون والسياسيون للتأمل والتحليل لاسيما أن ماكرون لا يملك خبرة كافية فى المجال السياسى.

وخلال الحملة الانتخابية لـ"ماكرون"، أطلق الرئيس الفرنسى العديد من الوعود إلى الفرنسيين، فكانت الـ100 يوم الأولى من تنصيبه بمثابة مؤشر كبير لمعرفة كيفية امتثال الرئيس الشاب لتنفيذ وعوده أمام مؤيديه خاصة والعالم أجمع، فقد تمكن ماكرون بالفعل من تحقيق عدد من وعوده للفرنسيين، إلا أن تنفيذ بعضها تسبب فى تراجع شعبيته.

 

1- إعادة بناء الاتحاد الأوروبى

فى خطاب تاريخى للرئيس الفرنسى الشاب، عقب مراسم توليه مهام منصبه فى 14 مايو الماضى، تعهد ماكرون بالنهوض بالاتحاد الأوروبى وإعادة بنائه، وذلك بعدما سلمت بريطانيا، الاتحاد الأوروبى، إخطارا رسميا بشأن قرار مغادرتها الاتحاد الأوروبى بعد عضوية دامت 44 عاما، إلا أن ماكرون لا يزال يسعى إلى تحقيق وعده بمطالبة دونالد توسك، رئيس المجلس الأوربى بإعادة بناء أوروبا تارة، وبلقاءات رسمية مع زعماء الاتحاد الأوروبى تارة أخرى من أجل جلب المزيد من الاستثمارات للاتحاد، كما يرى محللون أن ماكرون يرغب فى تكامل أوروبى أكثر عمقا على صعيدى الدفاع والمالية، حتى أنه دعا إلى إقامة وزارة مالية لمنطقة اليورو.

 

2- إعادة الثقة إلى الفرنسيين

مراقبون أن ماكرون ربما يكون فشل فى إعادة الثقة إلى الفرنسيين، والدليل على ذلك تراجع شعبية الرئيس الشاب خلال أول 100 يوما من تنصيبه، فوفقا لآخر استطلاعات الرأى فى فرنسا، أكدت تراجع شعبية ماكرون لتبلغ نحو 36 %، بحسب معهد "إيفوب" لاستطلاعات الرأى.

3- إجراء إصلاح "عميق للحياة السياسية"

قلبت الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة-  التى فاز فيها إيمانويل ماكرون- المشهد السياسى الفرنسى، خاصة مع الضربة القاضية التى تلقاها الحزبان الرئيسيان فى فرنسا، وهما الحزب الاشتراكى وحزب الجهوريون، اللذان أقصيا منذ الدورة الأولى من هذه الانتخابات، ومن ثم فوز ماكرون الذى وعد بإجراء إصلاح عميق فى الحياة السياسية، وبالفعل نفذ وعده فى أغسطس الماضى، حينما أقرت الجمعية الوطنية الفرنسية، مشروع قانون حول أخلاقيات الحياة السياسية، الذى يتضمن بشكل خاص إلغاء "المخزون البرلمانى"، وهو مبلغ مالى يوزعه النواب وأعضاء مجلس الشيوخ على مناطق وجمعيات من اختيارهم.

4-  حماية مسلمى فرنسا

وقبل فوزه، وعد ماكرون أيضا بعدم التعرض للفرنسيين المسلمين إلى إهانات بسبب دينهم، وبالفعل حرص على تنفيذ هذا الوعد – بحسب مراقبون- وذلك ظهر جليا فى تصريحاته التى يدافع فيها عن المسلمين، كما أنه شارك فى إفطار جماعى للمسلمين فى شهر رمضان الماضى، ودعا خلاله إلى محاربة ما أسماهم بـ"دعاة الكراهية والانعزالية".

5- تشكيل قوات خاصة

كذلك، تعهد ماكرون حال انتخابه بأن يشكل قوات خاصة سريعة تكون جاهزة على مدار 24 ساعة، وبعد تنصيبه بـ10 أيام قرر الرئيس الفرنسى، تشكيل قوة تدخّل سريعة قادرة على اتخاذ التدابير الفورية اللازمة فى حال وقوع تهديد إرهابى.

6- خفض الإنفاق العام

وخلال أول 100 يوما من وصول ماكرون إلى قصر الإليزيه، نفذ وعده الاقتصادى الخاص بخفض الإنفاق العام فى فرنسا، وقرر خفض ميزانية وزارة الدفاع التى دفعت رئيس أركان الجيش الجنرال بيير دو فيلييه إلى تقديم استقالته، كما قرر تخفيض الإنفاق الحكومى بحوالى 13 مليار يورو، لتتوافق مع معايير الاتحاد الأوروبى القاضية بأن تكون نسبة العجز 3% من الناتج المحلى الإجمالى.

7- توفر فرص عمل للفرنسيين

وكشف استطلاع للرأى، أن مكافحة البطالة لدى الشباب الفرنسيين، حظيت بالأولوية مع 93% أمام تبسيط آلية التوظيف للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة 91 %، وذلك يشير تراجع معدل البطالة فى فرنسا خلال الربع الثانى من العام الحالى إلى أقل مستوى له منذ أواخر 2011.

8- محاربة الإرهاب خارج فرنسا

وتنفيذا لوعده أيضا، يسعى ماكرون جاهدا إلى محاربة الإرهاب خارج بلاده، حيث يرى محللون أن الرئيس الفرنسى رغب أكثر من سلفه فرنسوا هولاند التركيز على التعاون الدولى فى مكافحة الإرهاب مع الدول الأوروبية الأخرى، لذا اختار أن تكون بداية رحلاته خارج أوروبا إلى مالى من أجل إعطاء بعد جديد للالتزام العسكرى لفرنسا الموجودة منذ 4 سنوات لمكافحة الإرهابيين هناك.

9- إدماج طالبى اللجوء إلى فرنسا

عملية إدماج طالبى اللجوء إلى فرنسا، كانت ضمن الوعد التى أطلقها "ماكرون" خلال حملته الانتخابية، ويسعى ماكرون إلى تنفيذ ذلك الوعد أمام العالم، فعلى سبيل المثال، أعلن فى يوليو الماضىى، أن فرنسا قررت إنشاء مراكز تفتيش لطالبى اللجوء الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر مياه البحر الأبيض المتوسط حتى لا يخاطر الناس بحياتهم، كما أعلنت الحكومة الفرنسية خطة لمواجهة التدفقات المزايدة للمهاجرين إلى فرنسا، حيث تضمنت خفض مدة دراسة ملفات طالبى اللجوء من 14 إلى 6 أشهر والطرد التلقائى لأصحاب الطلبات المرفوضة، إضافة إلى أنها أكدت على توفير 4 آلاف مكان جديد لاستقبال المهاجرين فى عام 2018 و3500 آخرين فى 2019، مشيرة إلى توافر 80 ألف مكان فى الوقت الحالى.

10- خفض المكاسب السكنية

كما نفذ ماكرون وعده حول خفض المكاسب السكنية المعروفة باسم "المساعدة الشخصية للسكن"، التى سوف تنخفض بنسبة 5 يورو فى الشهر بداية من أكتوبر 2017، مما أثار جدلا واسعا فى الشارع الفرنسى.

وعلى الرغم من أن ماكرون سعى إلى تنفيذ وعوده التى أقرها فى برنامجه الانتخابى، إلا أن عدد من الإجراءات الداخلية التى حققها فى أول 100 يوما من حكمه، لم تلق قبولا واسعا فى الشارع الفرنسى، مما تسبب فى تراجع شعبيته.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة