محمد مصطفى أبو شامة

مصر تروِّض أفريقيا بـ«الدبلوماسية الناعمة»

الإثنين، 21 أغسطس 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

همس إليَّ صديقي الدبلوماسي قائلاً : «  الأفارقة بيخافوا .. ومحتاجين صبر وهدوء وأنت بتقرَّب منهم، أصلهم فجأة لقوا العالم كله بيتودد لهم وعايز يعمل معاهم علاقات قوية، ده عامل لهم ارتباك، بس خد بالك مصر ليها مكانة خاصة، التاريخ مساعدنا جدًّا، عشان كده إحنا بنقرب شويه ونهدى شويتين.. وان شاء الله ننجح مع بعض » .

أنهت كلماتُه نقاشَنا الحماسيَّ المطوَّل عن الدور المصري في أفريقيا .. وانتهت معها أيضاً الجلسة الودية التي جمعتنا بعد انتهاء الفعاليات الرسمية لقمة التكتلات الاقتصادية الأفريقية الثلاثة ( COMESA- SADC –  EAC) في شرم الشيخ صيف 2015، وعدتُ إلى القاهرة ونشَرْتُ وقتَها مقالًا، قلتُ فيه : « لا أطماعَ مصرية في القارة السمراء .. بل هي علاقة وجود وحياة .. فوِفقَ قواعد الأمن القومي المصري التي شُيِّدت عليها الدولة المصرية الحديثة منذ عهد محمد علي ، فإن أفريقيا هي عمق (الأعماق) الاستراتيجية لمصر، لهذا فالعلاقات الرصينة مع دول القارة أمر حتمي، ليس فقط لأن النيل (شريان حياة مصر) يُولَد في قلب القارة ويمر عبر 10 دول أفريقية حتى يروي عطش المصريين، لكن لأن أفريقيا أصبحت ضرورة اقتصادية وحلًّا مثاليًّا لدفع عجلة الاقتصاد المصري » .

تداعت الذكريات أمامي، وأنا أتابع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تنزانيا ، ورواندا، والجابون، وتشاد، في الفترة من 14 إلى 18 أغسطس الحالي، والاستقبال الحافل الذي حَظِي به، والحماسة الواضحة في كل لقاءاته ومقابلاته مع الرؤساء وكبار المسئولين في هذه الدول الأربع، وكأن الرحلة تصل ما انقطع من عمل في ملف تتعامل معه مصر بكل الحذر الواجب، وبكل الدأب المطلوب، وهو المعنى الذي أكَّدَه مانشيت «اليوم السابع» عدد الأربعاء 16 أغسطس : «السيسي يواصل رحلة استعادة أفريقيا» ، الذي كان موفَّقًا ومعبِّرًا ويستحق الإشادة  .

ومما يستحق الإشادة أيضًا، تحليل كمِّيّ أعدته هيئة الاستعلامات المصرية لزيارات السيسي الخارجية منذ توليه الحكم، حيث أشار ( التقرير) إلى أن الرئيس المصري اختصّ أفريقيا بـ21 زيارة، من إجمالي 69 رحلة خارجية قام بها، بما يمثل أكثر من 30 في المائة من إجمالي الزيارات الرئاسية الخارجية.  كما عقد الرئيس 112 اجتماعاً مع قادة وزعماء ومسئولين أفارقة زاروا مصر خلال السنوات الثلاث الماضية من إجمالي 543 اجتماعاً تم عقدها مع قادة ومسئولي دول العالم. والأرقام تعكس مدى الاهتمام الرئاسي بالملف الأفريقي.

وقد تبايَنَت الأجندة المصرية خلال المباحثات في كل من الدول الأربع، التي تراوحت معظمها بين أهداف اقتصادية وأَمنِيّة تتحقق من خلال تعزيز التعاون الثنائي، والتصدي للتحديات المشتركة. هذا هو ظاهر الأمور، أما بواطنها فهي كثيرة، ولن ندرك قيمتها ونجني ثمارها إلا بعد مضيِّ الأيام، وانقشاع الضباب الذي يحجب عن بعضنا استشراف المستقبل الذي ترسم خرائطه باحترافية وهدوء، المستقبل الذي قفز من كلمات الرئيس الرواندي بول كاجامى، حين قال في المؤتمر الصحافيِّ الذي جمعه بالرئيس السيسي : « إن مصر مهمة للغاية في التغير الإيجابي للقارة الأفريقية ».










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة