مينا بولس يكتب: زمن الفن الجميل وزمن "ركبنى المرجيحة"

الأحد، 20 أغسطس 2017 12:00 ص
مينا بولس يكتب: زمن الفن الجميل وزمن "ركبنى المرجيحة" بطلة أغنية "ركبنى المرجيحة"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظهر فى السنوات الأخيرة الفن الهابط الذى لا يطلق عليه فن من الأساس فالأفلام الذى تحتوى على إيحاءات ومشاهد جنسية وأدوار البلطجة والمخدرات تفسد وتدمر مجتمع بأكمله ولا يضع مقدم العمل فى اعتباره سوى كسب المال والشهرة فقط، ولا يعنيه ما يقدمه من فن فاسد أو أنه قدوة وأنه يوجد أطفال تشاهد وتقلد ما يدور أمامهم فى شاشات التليفزيون وأيضا الأغانى والكليبات التى تحتوى على إيحاءات وإسفاف.     
   
أين الفن القديم ونجوم الفن القديم الجميل الراقى الذى تمتعنا جميعا بأفلامهم وأغانيهم العظيمة الجميلة والمعبرة؟. 
 
وعند مشاهدة الأفلام العربية القديمة ومقارنتها بأفلام هذه الأيام التى ليس لها أى مضمون سوى التشجيع على الفجور وإدمان المخدرات أما القصة والسيناريو والحوار فتلك أمور لا تهم المنتج بقدر ما يهمه بطل أو بطلة الفيلم وشعبيتهما أمام شباك التذاكر وعدد مشاهد الرقص والتعرى لأنها الفيصل فى تحقيق أعلى الإيرادات وإذا سألت المنتج قال لك: " الجمهور عاوز كده" !! ومن الأمثلة الدالة على الفن الهابط فيديو كليب لأغنية جديدة تسمى “ ركبنى المرجيحة ” وهذا الفيديو أثار غضب الكثير من الناس بسبب احتواء الفيديو على إيحاءات جنسية .
 
تلك المقارنة بين زمن الفن الجميل والفن الهابط هذه الأيام تجعلنى أجزم بأننا كنا مجتمعاً أكثر تحضراً قبل 50 عاماً عما نحن عليه الآن مجتمع راقى وواعى يتمسك بالعادات والتقاليد والقيم الرفيعة وطاعة الوالدين واحترام الكبير وهى أشياء افتقدناها هذه الأيام ولذا ليس غريباً ما نشاهده حالياً من حوادث بشعة كالابن الذى يقتل أباه أو أمه والزوجة التى تتخلص من أطفالها .
 
 الفن قد تحول الان إلى وسيلة هدم تهدف للسخرية والإضحاك والحط من كرامة الآخرين وخدش الأعراض بأساليب الابتذال والإسفاف فبئس الفن هو وإما إذا كان غايته غرس المبادئ والقيم فى النفوس فهو بذلك يصبح رسالة سامية .  
    
الفن مرآة المجتمع " تلك المقولة أؤمن بها كثيراً فإذا أردت أن تتعرف على مجتمع ــ أى مجتمع ــ عليك أن تشاهد الفن الذى يقدمه لقد التقيت ذات مرة فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى بالراحل الدكتور يوسف شوقى وهو أحد المؤرخين الموسيقيين الكبار وكان وقتها يقدم برنامجاً على موجة إذاعة البرنامج العام بعنوان "ما لا يطلبه المستمعون" فسألته عن أزمة الأغنية بعد وفاة أم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ فقال: أن الأزمة ليست أزمة أصوات أو كلمات أو ألحان فسألته مجدداً أزمة من إذن؟! فأجاب دون تردد أزمة مجتمع واستطرد قائلاً فلتسأل نفسك لماذا ظهر كل هؤلاء العمالقة فى زمن واحد فالفن هو إفرازات للمجتمع الذى نعيشه فالمجتمع الراقى والمتحضر يفرز فناً نظيفاً وجميلاً والمجتمع المريض يفرز فناً هابطاً تذكرت كل ذلك بالأمس وقلت لنفسى نحن بالفعل نعيش وسط مجتمع يعانى من أزمة حقيقية وما أحوجنا إلى أن نسترجع الماضى وزمن الفن الجميل وهذا دور التربية والتعليم والثقافة والإعلام .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة