أحمد إسماعيل المحروقى يكتب: أحكام الميراث.. رحمة بالأنثى

الأحد، 20 أغسطس 2017 12:00 م
أحمد إسماعيل المحروقى يكتب: أحكام الميراث.. رحمة بالأنثى المصحف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 عندما وضع الله سبحانه وتعالى أحكام الإرث وخصص حكماً لإرث الذكر وجعله مثل حظ الأنثيين، لم يكن ذلك ظلماً للمرأة، وإنما هو تكريم لها ورحمة بها.. كيف؟

فإن حالة حصول الذكر على نصيب أنثيين لا يتحقق إلا فى حالة واحدة فقط من حالات الإرث، وهى حالة وجود أخ ذكر مع أخت أو أخوات إناث.. وذلك لسبب لا يعرفه الكثير منا.. وللأسف من يعرفه لا يطبقه.. وهو بعد وفاة الأب يحل الابن الذكر محل أباه، وبالتالى يقع على عاتقه رعاية الإناث فى الأسرة، ولذلك أعطاه الله سبحانه وتعالى نصيبا أكبر فى الميراث، لينفق منه على إخوته الإناث ويبرهن ويقوم بما كان يقوم به أباه تجاههن فى حياته .

فالشائع عندنا أن البنت غير المتزوجة ومات أباها يكون نصيبها من الإرث هو ما ينفق منه على تجهيزها عند الزواج.. وإنما الأصل أن الأخ الذكر هو من ينفق عليها عند زواجها من الفرق الذى حصل عليه عن طريق الإرث أى أنه ينفق على زواج أخته من نصيب الفرد الزائد الذى حصل عليه .

وفى حالة إن كانت الأخت لم تتزوج بعد، فإن نفقتها تقع على عاتق الأخ الذكر ولا تنفق على نفسها من إرثها .. حتى وإن كانت البنت متزوجة فإن الأخ الذكر هو المسئول عن زيارتها ومساعدتها ماديا وتقديم الهدايا لها فى المناسبات والأعياد .. أى أنه يقوم بما كان سيقوم به الأب فى حال حياته.

وبما أنه حل محل الأب المتوفى فإنه يتحمل ذلك على نفقته.. أى مما تحصل عليه من نصيب زائد عند تقسيم الإرث.. اذاً فإن حصول الذكر على نصيب أكبر من نصيب الأنثى لم يكن تكريماً للرجل على الأنثى وإنما لتحمله المسئولية بدلاً من أبيه.. وكما سبق ذكره فإن حالة حصول الذكر على نصيب انثيين لا تتحقق إلا فى حالة واحدة فقط وهى الحالة التى سبق شرحها .

 

أما باقى حالات الإرث فلا تتحقق فيها حالة حصول الرجل على نصيب انثيين بل أن فى حالات كثيرة تحصل فيها الانثى على نصيب اكبر من الذكر مثل حالة موت المورث وترك بنت واحدة دون وجود أخ ذكر.. فإن البنت هنا ترث نصف تركة ابيها لوحدها وتقسم باقى التركة على بقية الورثة.. وفى حالة كانت البنات اثنتين او اكثر يحصلن على (ثلثى) التركة بمفردهما والباقى يوزع على بقية الورثة .

وساوى الله سبحانه وتعالى بين الذكر والانثى فى حالة إن كان الذكر والأنثى فى عملية الإرث هما الأب والأم حيث وضع الله سبحانه وتعالى لكل منهما نصيب (السدس) من حجم التركة، وذلك فى حال كان للمتوفى ولد.. وكلمة ولد فى القرآن الكريم تقع على (الذكر والأنثى) وبعد ذلك تقسم بقية التركة على بقية الورثة وذلك ما بينته الآية (11) من سورة النساء.. فقال سبحانه"يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِى أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ أن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِى بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ أن اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا".

وأيضاً فإن الله سبحانه وتعالى فقد ساوى بين الأخوة الذكور والإناث فى حالة كان المورث (كلالة) أى أن المتوفى لا يوجد من يورثه من أصوله أو فروعه بمعنى آخر لا ولد له أى (لا ذكر ولا انثى) و(لا أب ولا أم له) وله أخوة غير اشقاء وقد بينت الآية (12) من سورة النساء ذلك.. فقال سبحانه

"وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُواْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِى الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ".

 

وهنا فقد ساوى الله سبحانه وتعالى بين الذكر والانثى واعطى للاخوة غير الاشقاء (ذكر وانثى) نصيب (السدس) لكل منهما.. واذا كانوا اكثر من ذلك فيتم تقسيم (الثلث) بين جميع الاخوة غير الاشقاء سواء كانوا ذكورا أو اناث.

وحالات الارث كثيرة وأحكامة لا يمكن أن تكتب وتفسر فى سطور وكلمات .. وقد قام اهل الفقه بكتابة مجلدات وعمل دراسات كثيرة فى علم المواريث .. فلذلك لا يمكن أن يخرج احد ببساطة وبدون علم ولا فقه ويطالب بتغيير احكام الله بدعوة المساواة .. فالمساواة الربانية موجودة ولا تنتظر المرأة من البشر أن يدافعوا عنها لتنال حقها لانها حصلت علية من رب الكون .

الله سبحانه وتعالى كريم رحيم بالعباد ... لا يظلم عنده احد ابدا .. فكل شىء عنده سبحانه بمقدار .. وما يثار الان من ابواق تسمى نفسها مناصرى الحرية والمساواة ما هى الا صراخ للشيطان فى أذان البشر ليغير ما حكم به الله سبحانه وتعالى ليخرجنا من رحمة الله رب العالمين .

فلا داعى لاستخدام كلمات يراد بها باطل وكفا كلام دون فهم ولا علم فديننا متين وبه احكام لو طبقت على الارض لأصبحت جنات تجرى من تحتها الانهار .. فأحكام الشريعة الاسلامية لم ولن تظلم احد ابداً لان من وضعها هو العدل .. هو الرحمن الرحيم .. هو (الله) .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة