أكرم القصاص - علا الشافعي

جيلان جبر

مراجعة أمريكية سياسية وعسكرية

الخميس، 17 أغسطس 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى فترة الرسم للمشهد قبل بداية العام الجديد بين التغيرات فى الخطة الأمريكية لإدارة ترامب والتوترات الإيرانية المتصاعدة، والأزمة القطرية، والتطورات فى المواقف السورية أمام تعاظم الدور الروسى على الأرض.. تجد الولايات المتحدة الأمريكية أنها فى حاجة لضرورة مراجعة أوراقها العسكرية الذراع الأولى للردع والقوة فى منطقة الشرق الأوسط الذى يسهم بتشكيل النفوذ السياسى الجديد بعد أن استطاعت مصر الخروج من تحت مظلة واحدة أمريكية، ونوعت فى مصادر السلاح، وصعدت من قدراتها العسكرية بوضع عدد من النقاط على الحروف، وأثبتت أنها دولة تحمل إدارة وإرادة تختلف عن باقى دول المنطقة ولا تقبل التدويل ولا التقسيم، إذا يبقى وجود القوات الأمريكية الموجودة فى الخليج تحتاج لإعادة المراجعة.
 
كتبت كل من مارا كارلين، وهى أستاذ مساعد للدراسات الاستراتيجية فى جامعة جونز هوبكنز، وميليسا دالتون، وهى مدير برنامج الأمن الدولى وشغلت العديد من المناصب الاستخباراتية فى وزارة الدفاع، تقريرا فى موقع «ديفينس وان» تحت عنوان «حان الوقت لإعادة النظر فى الموقف العسكرى الأمريكى فى منطقة الخليج» أن عددا من المسؤولين الأمريكيين، ومنهم الرئيس دونالد ترامب، اقترحوا مؤخرا أن ينظر الجيش الأمريكى فى إمكانية إنهاء وجوده العسكرى فى دولة قطر، ولكن ذلك سيمثل خطأ فادحا، وأمرا غير مرجح بالنظر إلى المخاطر الاستراتيجية والتشغيلية والمالية الكامنة، ولكن هناك أسبابا أخرى لإعادة التفكير فى الموقف العسكرى الأمريكى فى الشرق الأوسط بما يوافق مطالب القرن الحادى والعشرين وقيوده، وتؤكد التحديات القائمة مع إيران، والمنافسة مع روسيا والصين، وضرورات مكافحة الإرهاب، والواقع السياسى والمالى المحلى، الحاجة إلى إعادة النظر فى الموقف العسكرى، ومن غير المرجح أن تخف حدة الأزمة بين الدوحة وشركائها الخليجيين، التى تغذيها التوترات والمنافسة الإقليمية الطويلة بينهما، فى أى وقت قريب، ويعد الخلاف الخليجى غير مفيد لعدة أسباب، منها إعاقة الجهود المبذولة لمواجهة تنظيم داعش وإيران، وقد أشارت القيادة المركزية الأمريكية إلى أن هذه الأزمة السياسية تقوض قدرتها على التخطيط على المدى البعيد، وعلى المستوى العملى، قد يتقلص وجود الجيش الأمريكى القوى فى قطر، الأمر الذى من شأنه أن يثير تساؤلات حول وضع القوة الأمريكية فى الشرق الأوسط، ويتركز هذا الوجود على قاعدة العديد الجوية، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى المنطقة بُنيت فى تسعينيات القرن الماضى بتكلفة قدرها مليار دولار دفعتها قطر، وجرى توسيعها وتحسينها بمبلغ قدره 450 مليون دولار من أموال البناء العسكرى الأمريكية منذ عام 2003 وتضم ما يقرب من 10 آلاف جندى أمريكى وأطول مهبط طائرات فى الخليج.
 
وتشير الكاتبتان إلى أن نقل القوات من العُديد إلى قاعدة إقليمية جديدة سيكون صعبا لأسباب سياسية وتشغيلية ومالية، فعلى الصعيد السياسي، سيؤدى الحد من عمليات القاعدة أو نقلها إلى عرقلة العلاقات مع القطريين بشأن الأولويات الأمنية الإقليمية الأخرى، وسيبعث برسالة قوية إلى الحلفاء الإقليميين الآخرين، وفى ظل البيئة السياسية التى تطالب فيها الولايات المتحدة حلفاءها وشركاءها بدفع المزيد من أجل إقامة علاقة استراتيجية معها، يبدو أن قطر تدفع بالفعل حصتها، ومن الناحية التشغيلية، سيؤدى فقدان إمكانية الوصول إلى العُديد إلى تقويض العمليات الجوية ضد داعش، وكذلك المساعدة العسكرية الأمريكية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة فى الصراع اليمنى، وعلى المستوى المالى، سيتطلب إيجاد المال اللازم للانتقال من هذه القاعدة مقايضة كبرى فى ميزانية الدفاع الأمريكية المزدحمة بالفعل.
 
وتلفت الكاتبتان إلى أن فوائد الوضع العسكرى الأمريكى الحالى واضحة، فعلى المستوى السياسى، يقلل هذا الوضع من اعتماد الولايات المتحدة على أى بلد، حيث إن التوترات السياسية يمكن أن تؤثر فى العلاقات العسكرية، كما يتضح فى أزمة قطر، ويبين انتشار الجيش الأمريكى عبر سبعة بلدان على الأقل فى الشرق الأوسط وأكثر من 10 قواعد فى آسيا لدول مثل إيران والصين أنه فى حالة نشوب نزاع، ستنشر الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها عدداً كافياً من القوات لردعها، ما يعزز الردع ويبث الطمأنينة. ولكن هناك أيضاً تكاليف لهذا الموقف العسكرى. فحتى الآن، كان للضغوط المحلية الأمريكية المكثفة تأثيرا محدودا فى إجبار الجيش الأمريكى على إعادة النظر فى وجوده فى بلد ما. ففى البحرين على سبيل المثال، أثارت التوترات بين الحكومة والمواطنين الشيعة مخاوف حقيقية لدى بعض أعضاء وزارة الخارجية والكونجرس الأمريكى حول الرسالة التى تبعثها القاعدة الأمريكية فى المنامة والمخاطر المحتملة التى قد تتعرض لها، ومع ذلك طُمست هذه المخاوف من قبل الضرورات الأمنية، والحاجة للحفاظ على العلاقة السياسية مع المملكة العربية السعودية، والأولويات التشغيلية لعمليات مكافحة الإرهاب وردع إيران. 
 
وتؤكد الكاتبتان أنه لا يمكن الاستغناء عن أى قاعدة أمريكية، ولكنه من السهل أيضا أن تضطر الولايات المتحدة نتيجة لمثل تلك العلاقات العسكرية إلى مراعاة توقعات الحلفاء والشركاء وتقديم التزامات سياسية لهم، وبعيدا عن الأزمة السياسية الحالية فى الخليج، فقد حان الوقت للاعتراف بأن الموقف العسكرى الأمريكى فى الشرق الأوسط يتطلب مراجعة جادة وذات مغزى. ولن يحدث ذلك على الأغلب إلا عندما يصدر الكونجرس تشريعات تتطلب من وزارة الدفاع استكشاف نهج مختلف. وينبغى أن ترحب قيادة البنتاجون بهذا الأمر، وأن تواصل النظر بعناية فى العمليات الحالية والردع والقدرة على التصعيد، وستكون النتيجة هى توفير خيارات للانتقال من الوضع الراهن إلى وضع يمكن أن يخدم مصالح البلاد على نحو أفضل.
 
وبالتالى هذا التقرير يؤكد أن هناك مرحلة جديدة فى المنطقة تشهد تقسيما بين نفوذ أمريكى وروسى تجنب نفوذ إيران وتركيا وتنسق مع إسرائيل لضمان تحجيم الميليشيات التى كانت تابعة لدول وأجهزة تقدم أدوارا محددة لإشعال التوترات فى هذه المنطقة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

شيء غريب يا جيلان

هل القاعده الامريكيه في قطر لحماية الارهاب وحصانته ... بصراحه نفوخي تعب من هذا الترامب. .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة