أكرم القصاص - علا الشافعي

صفاء صابر إبراهيم تكتب: عقوق وندم

الخميس، 17 أغسطس 2017 08:00 م
صفاء صابر إبراهيم تكتب: عقوق وندم ورقة وقلم - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أم على مشارف السبعين، لديها ولدان، الابن الأكبر قليل السؤال عنها ولكن زوجته حنونة عليها وتقوم بخدمتها ، أما الابن الأصغر فكان يبر أمه ويسأل عنها، ولكن زوجته كانت قاسية غليظة الطباع لا تحب أمه وتحاول إبعاد زوجها وأطفالها عن تلك الأم المسنة.

كانت الأم ميسورة الحال تساعد أولادها كثيرا بالمال، فلكل منهم أطفال فى مراحل دراسية مختلفة، كان الابن الأكبر متعسر الحال فكانت الأم تعطى زوجته المال لتنفق على صغارها، أما الابن الأصغر فكان مستور الحال، وكانت الأم أيضا تشترى لأطفاله الملابس والهدايا بالرغم من جفاء زوجته.

وفى يوم من الأيام مرضت الأم مرضا شديدا،وكان قد نفذ كل ما بين يديها من مال،ولم تقدر على الذهاب إلى البنك لجلب المال كى تحضر الطبيب، اقعدها المرض فى الفراش عدة أيام دون علاج، لأنها استحيت أن تطلب من أبنائها المال، كانت الزوجة الطيبة تقوم بخدمتها وهى مريضة، ولكن حال زوجها متعسر لا تملك من المال أن تأتى لها بطبيب، وزوجها العاق لم يهتم بمرض أمه، اما الابن الأصغر كان يزور أمه فى مرضها ولكن زوجته القاسية منعنته من أن يأتى لأمه بطبيب ، وقالت له: إن أمك غير محتاجة ،وأنا أيضا مريضة وأريد الذهاب إلى الطبيب، وخبأت النقود حتى لا يأخذها الزوج، ظلت الأم بمرضها وكل منهم ينتظر الآخر يأتى للأم بالطبيب، ولكن الأم لم تتحمل المرض كثيرا لكبر سنها حتى فاضت روحها، لم يتوقع الأبناء أن الأم سترحل بهذه السرعة ،وبعد مراسم الدفن ، فتح الأبناء دولاب الأم الذى كانت تغلقه بمفتاح وتضع المفتاح فى سلسلة وتعلقه برقبتها، فوجدوا الكثير من الأكياس المليئة بالهدايا والملابس لهم ولأطفالهم ، وكل كيس مكتوب عليه اسم صاحبه ، كانت الأم قد جلبت لهم ملابس العيد قبل مرضها وصرفت كل ما لديها من المال ، فى تلك اللحظة أدرك كل منهم مدى تقصيره فى حق أمه، ندم الابن الأكبر وبكى على قلة بره لأمه وعدم السؤال عنها، وندم الابن الأصغر وبكى على تقصيره فى الإنفاق على أمه وانصياعه لكلام زوجته وأوامرها ، لأن حب الأم لهم جعلها تأتى لهم بملابس العيد وتنفق كل ما فى بيتها من مال دون التفكير فى نفسها ، هى أرادت أن تسعدهم ببهجة العيد ، ولكن بعد مماتها لا عيد ولا سعادة ولا بهجة، لأنهم  لم يجنوا إلا الندم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن الدسوقي

صمت الكلام

استاذه صفاء لقد ابكتني هذه القصه المؤلمه وتتدل حقا علي جشع الابناء ولو كانت حقيقة لماتت القلوب والضمائر والرحمه داخل الناس كل مقال اتعلم منكي المزيد والمزيد وحقا لكل قصه درس والحياة يجب ان نتعلم منها وها انا اليوم اتعلم من مقالاتك الرائعه والمفيدة استاذتي الفاضله انتي حقا زهره في حقل اشواك. بالتوفيق في القادم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة