سلمى محمود أدم تكتب: لماذا أكتب؟

الخميس، 17 أغسطس 2017 12:00 ص
سلمى محمود أدم تكتب: لماذا أكتب؟ ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأت رحلتى مع الكتابة منذ فترة ليست بالطويلة ولا يمكن توصيفها بالقصيرة أيضا، تحديدا منذ بداية دخولى الجامعة واختيارى لمجال الصحافة كمجال دراسى بها، فى البداية كنت أكتب بدون هدف واضح دون تخطيط أو اختيار حتى للمجال الذى أريد الكتابة عنه، فقط أكتب كتكليف من الجامعة فى الموضوعات التى يتم فرضها على وفى المجال الذى يريدونه هم وليس أنا، ربما بسبب ذلك لم تكن الكتابة من ضمن اهتماماتى فى البداية أو من ضمن الهوايات التى أمارسها بحب وشغف مثل القراءة على سبيل المثال، فلم استطع فعل ما كنت أفعله مع القراءة أن افصل وقتى لقراءة كتب الدراسة البالية التى كنت أبغضها عن الكتب التى احبها واختارها بنفسى لقراءتها، انتهت رحلتى مع الجامعة وظننت أن رحلة الكتابة انتهت أيضا ولكنها على العكس بدأت وكأنها قدر يختار صاحبه دون ميعاد كأنها كتبت على ولم يكن لى يد فى اختيارها، فبقيت أكتب وأكتب لا أعلم متى سأتوقف ولا أريد أن افعل، الاف الأفكار تغزو عقلى وتريد أن تتحرر ومئات الصرخات المكتومة تريد أن تخرج ويسمعها أحد، عشرات التساؤلات تنتظر إجابات كلها فى انتظار جرة قلم صغيرة تحولها من مجرد فكرة بسيطة إلى واقع ملموس، من وهم إلى حقيقة، من تساؤل ينتظر إجابة واحده إلى أخر لدية مئات الإجابات.

ولكن بقى سؤال واحد يدور فى ذهنى ويشغل بالى وهو لماذا نكتب وما جدوى ذلك؟ ما الذى يجعل شغفنا وتعلقنا بالكتابة يزداد يوما بعد يوم؟ قرأت كتاب يدعى "لماذا نكتب" الكتاب تجميعه لعدد كبير من الكتاب يجيبون على السؤال الذى طرحته الكاتبة واختارته عنوانا للكتاب، وجدت أن الكل يكتب لهدف، الكل لدية سبب من أجله يمسك بقلمه كل يوم ويبدأ فى الكتابة، فى هذا الكتاب وجدت مئات الإجابات على سؤالي.

أكتب شكوى وتألم من حالى لأعبر عما يدور بداخلى من حزن وألم من فرح وشجن لأجد من يسمعنى ويشعر عما يدور بداخلى يشاركنى حزنى ويسعد لفرحى، اعتبر الكتابة متنفس خارج الواقع الذى اعيشه، ربما لآن تلك الطريقة الوحيدة التى أستطيع التعبير بها ولآنها أيضا الطريقة الوحيدة التى أعلم أن هناك من قد يهتم لأمرى من خلالها.

أكتب نيابة عمن لا يملكون حق التعبير أو لا يستطيعون، هم ينتظرون أن يجدوا أحدا يشعر بهم ويعبر عما يجول بداخلهم مثلما كنت اريد أنا.

أكتب لان الكتابة هى الملجأ الوحيد الذى أعرفه ولا يمل منى ابدا أنفس بداخله عما يجول بصدرى وأعبر عن مشاعرى تجاه من اريد من خلالها، اعبر عما أخشى قوله واخرج صرخاتى المكتومة التى أن لم تخرج ستخنقنى والتى لا أستطيع إخراجها من فمى فتخرج من قلمى نيابة عنه.

أكتب لأهرب من وحدتى لأجد ما يشغل وقت فراغى ويملآ حياتى بعيدا عن الترهات التى قد تضر أكتر مما تفيد بكثير ولأنها العلاج الذى يدوى جروح الوحدة ويحصنها من كل الامراض المصاحبة لها المتمثلة فى الاكتئاب والأفكار السوداء التى قد تدمر عقلك وتحرق ذهنك من كثرة التفكير بها.

أكتب لأحادث غيرى من أى مكان فى العالم ممن يتحدثون مستخدمين قلمهم ويعبرون عن أحاسيسهم بالطريقة الوحيدة التى يملكوها ولا يعرفون غيرها ولأن هناك من يكتب ويقرأ لغيره وأحب أن أكون واحدة منهم، أحب أن أشارك غيرى ممن يتشاركون نفس الموهبة وطريقة التفكير و يا له من شعور أن تمتلك أصدقاء من نفس طينتك ويتشاركون الاهتمامات ذاتها.

أكتب لأعيش حيوات كثيرة بدلا من واحدة فقط والتى لا تكفينى بالطبع، فالجميع يعيش حياه واحدة اما من يكتب فيعيش الف حياة .

أكتب ليظل حديثى موجودا دائما يتذكرنى الجميع به ولا يختفى ولا يتبخر فى الهواء مثل الحديث الأخر.

أكتب لأن هناك الكثير مما يستحق الكتابة عنه، ما يحتاج النقد وما يستحق الإشادة، المسكوت عنه ويخشى فضحه وما يتمنى ذكر اسمه بعد إنجاز صغير حققه، أكتب لأن من يكتب صاحب رسالة نبيله وأتمنى أن أكون واحدة منهم، أكتب لأنى قد يكون لى السبق يوما ما فى تغيير جزء ولو بسيط فى هذا الواقع البائس الذى يعيشه الكثيرون، أكتب ببساطه لآنى أحب الكتابة ولم أعرف يوما طريقاً غيرها.

لهذه الأسباب أكتب ولأخرى يكتبون هم، الجميع أجمع أن الكتابة اختارتهم ولم يختاروها هم، هم من وقع عليهم الاختيار ولم يتأخر أى منهم عن واجبه، الكل يكتب لا للتسلية او أشغال وقت فراغه وإنما لسبب قد نعرفه أو لا، كلنا وقعنا آسرى لشباك الكتابة ولم نتمنى الخروج منها أبدا، تمر اوقاتا صعبة على الجميع يفقدون الامل ونتساءل عن جدوى من نفعله ولكننا فى لنهاية لنعود لنمارس فننا الذى لم ولن نعرف غيره قط فهو طريقنا الذى سنكمل رحلتنا فيه سواء أكان هناك جدوى مما نفعله أو لا، يسمعنا أحد أم تبقى أحاديثنا صامتة، نجد تأثيرا لكلامنا هذا أو يمر مرور الكرام سنكمل طريقنا ونستكمل رحلتنا التى بدأناها ولن ننتهى منها ابدا .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة