د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب : التوافق الذاتى أولا

الخميس، 17 أغسطس 2017 04:00 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب : التوافق الذاتى أولا داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ القدم ، ويقال إنه من المستحيل إرضاء جميع الناس ، وهذا أمر طبيعى ؛ لأن لكل إنسان طبيعته ونهجه وأفكاره ، وكل شخص يسير على المذهب الذى يرتأيه مناسبا له ومتماشيا وطبيعته .

والمنطق السليم يفرض علينا أن نبحث عن إرضاء أنفسنا ، ونحاول إرضاء الآخرين قدر المستطاع ، ولكن دون أن نُكرس حياتنا بالكامل بهدف إرضائهـم ؛ لأنهم لن يرضوا تمامًا ، ولو حدث فلن يرضى الجميع ، فهى مسألة نسبية وتقديرية ، تختلف من شخص لآخر ، بدليل أن أصحاب المنزل الواحد لا يتفقون على كل الأمور ، ورغم اتفاق الشعب الواحد فى الثقافة ، إلا أنه يختلف فى طريقة تطبيقها .

والأغرب من ذلك ، أن الاختلاف قد يكون بالنسبة للأشياء التى تبدو إيجابية بحتة ، فنحن قد نُسلم بأن أمر ما يُعتبر مُفيدًا وإيجابيًا ، فى حين أن البعض الآخر يكاد يجزم أنه أمر فى منتهى السلبية والضرر ، أى أن الاختلاف قد يصل إلى حد التناقض التام فى الآراء .

فقد حفر أحد الأشخاص بئرًا بجوار طريق فى منطقة صحراوية ، وعندما صار المسافرون يمرون بها ، وقد اشتد بهم العطش ، أصبحوا يشربون ويرتوون بعد أن كانوا لا يجدون فى ذلك المكان قطرة ماء تُرطب شفاهم ، وأصبح الناس يمتدحون الرجل وبئره ، ويقولون : " هذه البئر نافعة جدًا ، وقد حفرها صاحبها فى مكان مناسب تمامًا ، يا له من رجل يستحق كل تقدير" ، وذات ليلة مر بها رجل لم ينتبه إلى وجودها ، فوقع فيها ومات ، فقال الناس : "إن الذى حفر البئر هنا رجل قليل العقل ، وكان يجب عليه أن يختار مكانًا آخر لحفرها" .

وهكذا البشر ، لا يمكنهم الاجتماع على رأى واحد ، حتى لو كان فى صالحهم جميعًا ، والأحرى بنا أن نُحاول إرضاء أنفسنا ، والتعامل بما يناسبنا ؛ حتى لا نُضيع عمرنا فى محاولات قطعًا ستبوء بالفشل ؛ لأنه قد ثبت بالفعل أن إرضاء النفس بالغ الصعوبة ، فما بالنا بإرضاء الآخرين ، ولا يوجد شيء على إطلاقـه ، لذا فلن نتوصل إلى التوافق التام مع الغير ، إلا إذا توافقنا أولاً مع ذاتنا .

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة