طارق البرديسى يكتب: كيف يكون التصرف وأنا جاهل أعزل

الإثنين، 14 أغسطس 2017 06:00 م
طارق البرديسى يكتب: كيف يكون التصرف وأنا جاهل أعزل الحرب فى سوريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

غادرت بغتة مسرعةً تاركة رضيعاً يحتاج عناية لا أعرفها ورعايةً لم أمارسها، لاعبت الرضيع، وشرعت أناجيه، فلما وجدت منه قبولاً لحركاتي، واستحساناً لكلماتي، بدأت أحادثه فى شئوننا المحلية وأحوالنا الإقليمية وعلاقاتنا الدولية، فقلت له:

بداية لا أعرف ماذا سيكون حالنا عندما تكبر، هل ستبقى الخريطة العربية كما هي، أم ستتبدل الحدود وتتغير معالم الدول؟!

هل ستبقى الدول العربية اثنتين وعشرين دولة بالتمام والكمال أم سيأكل (العو) ويقضم مساحات وأراضى وأقاليم؟

فصرخ الرضيع وبكى وتعالت صرخاته !

 فقمت بحمله من مخدعه أهدهده لأطمئنه قائلاً: عفواً يا رضيعى أقصد (القط وليس العو).

 وأنت تعلم أن منطقتنا تعج بالقطط والكلاب والذئاب، لا شأن لنا بالذئاب وعوائها لأنها تفزعك، دعنا نقلد مواء القطط ونباح الكلاب !

فانفجر الرضيع ضحكاً وقهقهةً وقد أعجبته تلك الأصوات التى أجيد تقليدها، فقمت بالتوجه به صوب المطبخ لعلى أجد شيئا يقتاته، فوجدت قليلاً من حساء لسان العصفور، التقطه، وقمت بمناولته إياه فى روية وعلى مهل، فإذا به يقبل عليه ولسان حاله يقول: هكذا يكون الحديث والكلام !

فعاودت حديثى مسترسلا: بعد أن تركنا الاستعمار، كنا نحلم بأحلام الوحدة  ومقومات القوّة وركائز الرفعة، ولم يدر بخلدنا أبداً ما آلت إليه الأحوال من تشرذم وتفتيت وانقسام وحروب أهلية وصراعات طائفية وأوضاع مزرية تسر العدو ولا تسعد الصديق الذى ما عاد صديقاً مؤكداً، بعد أن أصبح المشهد ضبابياً نتيجة ركام المبانى المتهدمة وغبار القذائف المتناثرة ودخان القنابل المتطايرة !

 

يبدو أن شعوبنا العربية مازالت فى طور مرحلة الرضاع، تحتاج من يطعمها ويحميها ويدرّبها ويقوم أيضا بتغيير حفاضاتها، لأنها لا تقوى على تسيير أمورها وإدارة شئونها، وهو أمر ظاهر غير خفي، تؤكده يومياً نشرات الأخبار التى تصيبك بالاكتئاب وتشعرك بأنه لا أمل، وأن خيبتها (خيبة الأمل) تمتطى سنام الجمل !

وأن ....... ما هذا ؟! ما هذه الرائحة الكريهة التى عبأت المكان؟!

إنها منبعثة من حفاضتك يا صغيرى

إن الحفاضة منتفخة، وتحتاج تغييرها حالاً وفوراً، فعلتها يا رضيعى !!

سامحك الله، أنا فى وضع صعب لا أحسد عليه، أين المفر، وكيف يكون المخرج والحل؟

كيف يكون التصرف، وأنا جاهل أعزل غير مدرب وغير متسلح بما يجب التسلّح به؟!

 

 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة