سامح حامد يكتب: هذا هو المدير يا صديقى

الأحد، 13 أغسطس 2017 02:00 م
سامح حامد يكتب: هذا هو المدير يا صديقى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حديث اليوم فى مجال الإدارة عن المدير الناجح، وهو من الموضوعات الهامة فى حياتنا، ولذا سوف اكتب عنه فى السطور القليلة القادمة متمنيا من الله أن ينال رضاكم، وسوف نستعرض هنا لعشرة أدوار يلعبها المدير فى حياته العملية، وقد تلحظ بعضها فى حياتكم الخاصة، والبعض يقول ما أسهل الإدارة، وكلما سمعت عن مدير جديد لأول مرة دق قلبى إشفاقًا عليه، وعلى العاملين معه. سيدى المدير أنت الآن بين شقى الرحى.. وليس هناك سوى الطحن، والسؤال الآن كيف أصبح مديرًا ناجحاً؟

سنبدأ بالدور الأول "كُنْ مسئولاً"، ونجد أن البعض يفسر لفظ "مدير" على انه مرادف للسلطة والسيطرة، وأدعوكم إلى نسيان مرادفات السيطرة والسلطة، وتتذكر المرادف الوحيد الصحيح وهو "الرعاية"، كما ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِى مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، - قَالَ: وَحَسِبْتُ أن قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).

والدور الثانى "كُنْ القدوة والمثال" ولا تقول "افعلوا كما أقول" بل يفضل القول "افعلوا كما أفعل"، كما أنه عليك ألا تتوقع من الآخرين أن يبذلوا قصارى جهدهم، فتوقع أن تتحول مؤسستك بعد قليل إلى خلية نحل، ولكن نَحْل لا ينتج عسلا، بل يسمعك دوماً الطنين!

والدور الثالث "أَدِرْ من أرض المعركة" فالإدارة هى أن تكون هناك بجوار العاملين تسألهم وتعيش معهم، ولا تعتمد على التقارير الورقية التى تخبرك أن كل شيء تمام، و نذكر أحد أهم صانعى بُنِّ القهوة فى العالم الذى يُصِرُّ فى صباح كل يوم أن ينزل إلى مطاحن البن؛ ليضرب بيده وسط البن ثم يرفعه ليستمتع برائحته، ولا يذهب إلى مكتبه قبل أن يجلس مع عماله ليستمتع معهم بفنجان قهوة الصباح، فهل شربت قهوة الصباح مع زملائك فى مواقع عملهم؟!

والدور الرابع "كُنْ شخصيتك" كلنا نعرف أن جميع البشر مثل جبل الجليد، ما يظهر منا أصغر مما يختفي، فلكل منا شخصيتان: الظاهرة، الباطنة.. يرانا الناس بشخصياتنا الظاهرة، وتصرفاتنا تظهر شخصياتنا الباطنة، لذلك كن على طبيعتك وسط الناس، ولكن اعمل على تحسين هذه الطبائع.

والدور الخامس "كُنْ المشجع الأول" وهو الذى يساعد الموظفين على الإيمان بأنفسهم، ويحركهم على طول الطريق نحو النجاح، وتعالَ معى نستمتع ببعض فقرات البحث الرائع "لجيمس ميلر"، والذى يتكلم فيه بعض الموظفين عن مديريهم .. يقول أحدهم: "ليس مجرد مدير، بل قائد لفريق، كل شيء لديه يسير وفق خطة مدروسة يعرف كل موظف موقعه فيها بدقة، وهو يحرص على توعية الموظفين بالمهام المنوطة بهم، ثم يدرس معهم اقتراحات التنفيذ والأداء، ويترك لهم حرية تحديد فترة العمل التى تكفى لإنجاز المهام تبعًا للخطة.

والدور السادس "كُنْ المتصل المسهل" وهو الذى يسهل العملية على الموظفين للقيام بأعمالهم ودائما يطرح تساؤل كيف يمكننى جعل الأمور أفضل؟ كيف يمكننى مساعدتكم فى الوصول إلى الحل الصحيح؟ وما هى بعض العناصر التى تعيقك أو تعيق فريقك فى انجاز المهمة الموكلة إليك؟ وهو بذلك يسهل العملية، ويشعر الجميع بالارتياح، والنفوذ والقوة فالأشخاص يلعبون جيدا مع المسهل، وعلينا الاتصال فيما بيننا، والمدير هو الذى يعرف كيف يشرح لموظفيه ماذا يفعلون وكيف يفعلون؟ وسبب وأهمية ما يفعلون؟ هو شخص متصل ونحن بحاجة الى المزيد من أولئك المدراء .

الدور السابع "كُنْ إيجابي" وهو الذى يحاول الإمساك بالموظفين عندما يحسنون صنيعاً فيكافئهم على ذلك، وهو يطرى دائما فى العلن، وينتقد دائما على انفراد، وهو الذى يعلم الموظفين كيف ولماذا؟ وليس ماذا وحسب؟ وهو الذى يتوقف لبعض الوقت الاضافى ليقول أنا أهتم لأمرك، وأريد أن تعرف لماذا نقوم بهذا على هذه الطريقة، إنه المدير الذى ينمى الموظفين بدلاً من تشغيلهم وحسب .

والدور الثامن "كُنْ المفاوض..صانع السلام" وهو الدور الذى يولد الحماسة، ويساعد الأشخاص على اكتشاف طرق أفضل للقيام بمهامهم ومسؤولياتهم، وهو الذى يعمل بأسلوب بناء لتسوية النزاعات، والذى يؤدى دور المحامى عن الإدارة وعن العمال معاً، أتعرفون ما الذى أتكلم عنه؟ انه ليس المدير الذى يكتفى بالتنصل من المسؤولية، وانه المدير الذى يقول الإدارة والموظفون هنا كيف يمكننى أن ابنى بين الفريقين شراكة تحقق المكسب؟ كيف يمكننى حمل الفريقين على التفاهم والعمل؟ كيف لى أن ابنى فى الإدارة تفهماً لحاجات الموظفين، وبين الموظفين تفهماً لحاجات الإدارة؟ هذا هو المدير يا صديقى .. هو شخص رائع وهو رجل الشركة لكنه كذلك نصير الموظفين .

الدور التاسع "كُنْ المتحدي"وهو الذى يظهر للأشخاص إمكانياتهم من دون تسليط الضوء على إخفاقاتهم، وهو الذى يكافئ الموظفين على تقدمهم هو عادل؟ أجل هو صائب؟ أجل، ولا يفرط بما لا يجب التفريط به لكنه دائم الاطلاع على ما يجرى مع الموظفين، وعلى كيفية بلوغهم درجات أعلى من الأداء الرفيع.

وأخيرا الدور العاشر"كُنْ المقّيم" وهو الذى يوضح تماما المتوقع، وهو الذى يتحقق من النتائج، ويدع الموظفين يعلمون تماما أين هم، ألستم تحبون الشخص الذى يقيم العملية، ويشاطركم النتائج بطريقة ودودة، تعرفون دائما أين موقعكم منهم فلا مفكرات مخبأة، ولستم تخشون المجهول، تعرفون أين أنتم، وحينما تحسنون صنيعاً فى أمر ما، يكافئكم، وحينما لا تحسنون صنيعاً يقول لكم كيف التصرف بصورة أفضل فى المرة المقبلة .

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة