"الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، كان دمث الأخلاق متواضعا، ومواقفى معه متعددة، ولكن أذكر منها الآن موقفين"، هكذا قال الشاعر الكبير رفعت سلام، وهو يتذكر صلاح عبد الصبور فى ذكرى رحيله الـ 36.
الموقف الأول، كما قال رفعت سلام، عندما كنت طالبا فى كلية الآداب عام 1972، وخلال زيارتى للشاعر صلاح عبد الصبور فى مكتبه على الكورنيش، عرفت منه أنه انتهى من كتابة مسرحية "بعد أن يموت الملك"، فظهر على وجهى حينها علامات التشوق، مما دعانى أن أسأله عن موعد النشر، إذ به يمد يده على كشكولين ويقول لى خد أقرأ، وكانت المسرحية مكتوبة بخط يده.
وتابع رفعت سلام، حكايته، قائلا بعدما أخذت المسرحية ذهبت للجامعة وكنت وقتها فى الفرقة الثالثة، وكانت الجامعة مشتعلة بالمظاهرات، وشعرت بالخوف على ما فى يدى وهى المسرحية التى أعتبرها أهم ما فى العالم حينها، وخصوصا أننى كنت معتقلا من قبل بسبب المظاهرات، فجلست فى الجامعة حتى دخل الليل، ولم أذهب إلى منزلى، لاعتقادى بأن هناك من يلاحقنى، ثم ذهبت إلى منزل أحد اصدقائى فى الكلية، وأقمت عنده لمدة شهر كامل، بسسب عدم قدرتى على الخروج والذهاب لصلاح عبد الصبور، وبعد ما مر الشهر ذهبت له واعتذرت وشرحت له الموقف، فقال لى "أنا كنت خايف عليك أنت وليس معى أى وسيلة للاتصال بك".
بينما الموقف الثانى، فقال الشاعر رفعت سلام، عندما أنهيت مدة تجنيدى فى الجيش، ذهبت للشاعر صلاح عبد الصبور وكان رئيسا للهيئة المصرية العامة للكتاب آنذاك، وقال أنا لم أقرأ لك مقالات منذ فترة، وطلب منى تجميع مقالاتى فى فترة أسبوع، وبالفعل نفذت ذلك وذهبت إليه وأعطيته الظرف الذى بداخله كتاباتى، ثم طلب منى أن أعود له بعد أسبوع حتى يستطيع قراءتها، وبعد الفترة المحددة ذهبت له، فإذا به يعتذر عن أنه لم يستطيع الاطلاع على المقالات، وفاجأنى بإجابة لم استوعبها قائلا "أقرأها منشورة"، وقال اذهب لفوزى العنتيل، وهو كاتب وكان يعمل بالهيئة لأسلمه مقالاتى ليكتب تقرير لنشرها، وبالفعل حدث هذا.
وأضاف رفعت سلام، فى الأيام الحالية لا أحد بالاهتمام بالشعراء الجدد، مثلما كان يفعل الراحل صلاح عبد الصبور، فرغم قيمته الكبيرة والعالية إلا أنه كان مهتما بالمواهب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة