أكرم القصاص - علا الشافعي

بالمال والسلاح.. قطر تدمر "مالى" ودول غرب أفريقيا.. أموال الدوحة تصل للتنظيمات الإرهابية عبر وسطاء تحت غطاء "العمل الخيرى".. والهدف ربط إرهابيى الغرب الأفريقى مرورا بالصحراء الكبرى وليبيا وصولا لسوريا

الأحد، 13 أغسطس 2017 10:45 ص
بالمال والسلاح.. قطر تدمر "مالى" ودول غرب أفريقيا.. أموال الدوحة تصل للتنظيمات الإرهابية عبر وسطاء تحت غطاء "العمل الخيرى".. والهدف ربط إرهابيى الغرب الأفريقى مرورا بالصحراء الكبرى وليبيا وصولا لسوريا المتطرفين فى مالى وتميم بن حمد
كتب – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بالمال والسلاح، تغزو إمارة الخراب العقول وتدمر الشعوب، خاصة شعوب الدول الأفريقية الفقيرة الواقعة غرب القارة، ولم تسلم دولة مالى فى الغرب الأفريقى من المخطاطات القطرية الخبيثة التى رسمها النظام السابق بزعامة الأمير الأب حمد بن خليفة آل ثانى وخليفته الأمير الطائش تميم بن حمد، من أجل مد النفوذ بتلك الدول من خلال دعم الجماعات المتطرفة فيها وبالتالى نهب ثرواتها.

 

ومنذ عام 2012 تحولت مالى الدولة الإسلامية الأفريقية الكبيرة، بشكل سريع إلى أرض خصبة للإرهابيين، حيث توافد إليها المتطرفون من كل صوب وحدب، وبدعم قطرى منقطع النظير سيطرت الدوحة على ذمام الأمور فقامت بجذب الإرهابيين إلى الدولة الفقيرة من مختلف أنحاء العالم حتى تحولت إلى بقعة خارجة عن السيطرة.

 

وكما هو حال العديد من الدول التى عانت من خطر الإرهاب المدعوم من الدوحة، طالت نار التطرف والخراب مالى وعدد من دول غرب أفريقية، وقد انكشفت خيوط اللعبة المتمثلة فى تدفق المال القطرى إلى هناك مغذيا هذه الجماعات التى عملت على تقويض الأمن والاستقرار بالغرب الأفريقى.

 

وكشفت مصادر بارزة بالمعارضة القطرية لـ"اليوم السابع"، أنه خلال السنوات القليلة الماضية دأب العديد من المسئولون القطريون على زيارة العاصمة المالية "باماكو" تحت ستار توطيد العلاقات الثنائية وإرسال مساعدات إنسانية للفقراء هناك، ولكن الحقيقة هى أنهم كانوا يتجولون بمناطق شمال البلاد المضطرب تحت حماية حركة "التوحيد والجهاد" المتطرفة فى مالى.

 

وتعتبر جمهورية مالى دولة غير ساحلية، تقع غرب أفريقيا، وتحدها الجزائر شمالا والنيجر شرقا وبوركينا فاسو وساحل العاج فى الجنوب وغينيا من الغرب والجنوب، والسنغال وموريتانيا فى الغرب.

 

وتبلغ مساحة البلاد المضطربة بفعل الجماعات الإسلامية المتطرفة المدعومة من قطر، مليون و240 ألف كم ويبلغ عدد سكانها حوالى 14.5 مليون نسمة، حوالى نصفهم يعيشون تحت خط الفقر أى أقل من 1.25 دولار فى اليوم، والباقى يعيشون على الزراعة وصيد الأسماك، ويوجد فى بلادهم بعض الموارد الطبيعية مثل الذهب واليورانيوم والملح.

 

وفى السياق نفسه، ذكرت مصادر خليجية، أن الدعم القطرى بالمال والسلاح، لهذه الجماعات المتطرفة، يصل بصور ملتوية، بهدف ربط التنظيمات الإرهابية التى تدعمها من بلاد المغرب غربا مرورا بمنطقة الصحراء الكبرى وليبيا وصولا إلى سوريا من أجل تطبيق الأجندة المرسومة لها من جانب القوى الغربية والصهيونية العالمية التى تتحكم فى القصر الأميرى بالدوحة.

 

وكانت قد اتهمت زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينى مارين لوبان، والنائبة عن الحزب الشيوعى الفرنسى ميشيل ديمسين، الشهر الماضى قطر صراحة بدعم المتطرفين فى شمالى مالى لوجستيا، حيث قالت لوبان فى بيان لها: "إذا كانت قطر تعارض التدخل الفرنسى فى مالى، فهذا لأن هذا التدخل يهدد بتدمير أكبر حلفاء الدوحة من المتطرفين".

 

ولم تكن الاتهامات الفرنسية لقطر وليدة اللحظة بل تعود إلى عام 2012، عندما نشرت مجلة "لوكانار أنشينيه" الفرنسية مقالا بعنوان: "صديقتنا قطر تمول المتطرفين فى مالى"، ونقلت المجلة حينها عن مصدر فى المخابرات الفرنسية معلومات موثقة تفيد بأن حركة "أنصار الدين" التابعة لتنظيم "القاعدة"، وحركة "التوحيد والجهاد" المتطرفة فى غرب أفريقيا، والانفصاليين الطوارق، تلقوا جميعا أموالا من قطر.

 

وفى شهر يونيو من نفس العام نقلت المجلة الفرنسية نفسها عن مصادر استخباراتية فرنسية أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثانى، نقل شخصيا منح مساعدات مالية للجماعات الإرهابية المسلحة التى احتلت شمال مالى، دون أن تذكر قيمة هذه المساعدات وطريقة منحها.

 

ويتركز عناصر الإرهاب القطرى فى 5 تنظيمات رئيسية، أبرزها حركة "التوحيد والجهاد" المتطرفة التى تعتمد فى مصادر تمويلها إلى جانب الدوحة على تجارة المخدرات والسلاح والاختطاف، بالإضافة لمتمردو حركة "تحرير أزواد" وحركة "أنصار الدين" و "أنصار الشريعة" الى جانب تنظيم "القاعدة فى بلاد المغرب" وجميع هذه التنظيمات تتلقى مساعدات مالية ولوجستية كبيرة سريا من الدوحة.

 

وتتلقى تلك التنظيمات مبالغ مالية قطرية كبيرة ساعدتها فى شراء ولاء القبائل والسيطرة على منطقة الشمال المالى الأمر الذى جعل دفة التوازن تميل لصالح هذه الجماعات الإرهابية، فلم تكتفى الدوحة بدعم هذه التنظيمات المتطرفة الإرهابية فى مالى فقط بل امتدت بشبكاتها إلى دول الجوار الأفريقى التى تعانى حاليا من عمليات إرهابية متفرقة بين الحين والآخر.

 

وبسطت الدوحة مظلتها فى دعم التطرف على المساحات الشاسعة من الصحراء الكبرى وامتدت إلى منطقة الساحل الأفريقى، رغم أن دور الدوحة ظل غامضا وغير معروف لدى كثير من المراقبين للوضع الأمنى فى المنطقة.

 

وكان قد وجه سادو ديالو، عمدة مدينة "جاو" فى شمال مالى، الاتهامات بصورة متكررة لقطر بتمويل المتشددين عبر مطارى "جاو" و"تمبكتو" فى بلاده بإرسال مساعدات غذائية ومالية يوميا لهم، مضيفا أن السلطات الفرنسية كانت على علم بتصرفات القطريين فى شمال مالى مرورا إلى الساحل الغربى.

 

وشكك عمدة "جاو" فى طبيعة الدور القطرى فى شمال بلاده، قائلا إنه يمر عبر الغطاء الإنسانى وبنشاطات مريبة تقوم بها جمعية الهلال الأحمر القطرى، حيث كانت حينها توزع مساعدات لسكان جاو.

 

وتؤكد تقارير غربية أن قطر ظلت باستمرار تدعم الحركات الإرهابية الخمس فى مالى سواء بالحصول على مساعدات لوجستية أو مساهمات مالية مباشرة تحت غطاء جمعيات خيرية وإنسانية قطرية تنشط هناك.

 

وتعمل الدوحة على ضرب استقرار دول كثيرة فى منطقة غرب أفريقيا من خلال تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية واستخدامها فى هز استقرار هذه الدول بهدف السيطرة على مواردها، بجانب سعيها لضرب استقرار دول فى الشمال الأفريقى مثل مصر والجزائر وتونس وليبيا.

 

وكانت قد كشفت تقارير إعلامية فرنسية طرق تغلغل قطر فى فرنسا وشراء الدوحة لبعض المسئولين السياسيين الفرنسيين، وكيف أن قطر متورطة فى دعم وتمويل الجماعات الإرهابية المقاتلة فى شمال مالى منذ خمس سنوات.

 

وأكدت التقارير أن قطر كانت قد استبقت التدخل الفرنسى فى شمال مالى، فى يناير 2013، للتصدى للجماعات المسلحة، بسحب ثلاث طائرات قطرية على عجل كانت موجودة بالمنطقة يشتبه فى أنها كانت محملة بالأسلحة والعتاد والأموال للمسلحين.

 

وأوضح الإعلام الفرنسى، فى حينها، أن الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى عقد تحالفا مع أمير قطر وسمح للدوحة بالتسلل إلى مفاصل الاقتصاد والسياسة فى فرنسا، كما تبادل مع قطر المصالح الاستراتيجية فى عدة مواقع مثل ليبيا الذى ظهر فيها التنسيق واضحا بين باريس والدوحة خلال الحرب ضد نظام العقيد القذافى عام 2011، لكن وصول فرنسوا هولاند إلى السلطة عام 2012 غير مجرى الأمور، إذ أدار هولاند ظهره إلى الإمارة الصغيرة.

 

وظلت جمعية الهلال الأحمر القطرية ومنظمة "قطر الخيرية" هما الغطاء الإنسانى الذى تغذى عبره الدوحة الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح والعتاد فى دول أفريقيا الفقيرة.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة