الأطباء يحذرون.. البطاطس المرشوشة بالمبيدات تؤدى إلى التسمم وتسبب الوفاة

يلجأ بعض الفلاحين فى غير موسم البطاطس، أى فى شهور الصيف، برش البطاطس بالمبيدات الحشرية لتخزينها، حتى لا تتعرض للقوارض أو الحشرات، لذلك قد تلاحظ انبعاث رائحة المبيدات الحشرية من البطاطس فى شهور الصيف، مما قد يعرض صحتك للخطر وخاصة أننا جميعا قد لا نستغنى عن تناولها سواء بالتحمير أو الطبخ.

 

وفى هذا الصدد حذرت الدكتورة هبة يوسف، أستاذ ورئيس قسم الطب الشرعى والسموم بطب بورسعيد، من البطاطس المرشوشة بالمبيدات الحشرية، مؤكدة أنها قد تؤدى إلى التسمم الغذائى والوفاة.

 

وقالت الدكتورة هبة يوسف فى تصريح لـ"اليوم السابع" إن بعض المزارعين يقومون برش محصول البطاطس بأنواع معينة من البودرة التى تحتوى على بعض المركبات من المبيدات الحشرية، ومبيدات القوارض، مثل المبيدات الفوسفاتية العضوية، والزنك فوسفايد وأقراص الغلة، موضحة أن هذه المواد الكيماوية بالرغم من أنها مضادة للقوارض والحشرات والآفات الزراعية إلا أن تناول البطاطس بدون أخذ الاحتياطات الصحية اللازمة قد يؤدى إلى أضرار جسيمة تصل إلى التسمم الحاد.

 

وأضافت أن ملامسة هذه المواد الكيماوية لليدين والجلد أثناء تخزينها دون ارتداء قفازات واقية، ودون ارتداء ماسك لاستنشاق البودرة عن طريق الأنف يؤدى إلى وصول المادة الكيماوية إلى الدم وتأثيرها على الجهاز التنفسى مما يؤدى إلى ضيق فى الممرات الهوائية، وصعوبة التنفس وإفرازات من الأنف والفم وتورم ورشح فى الرئتين.

 

وأكدت أن تناول البطاطس المرشوشة بالمبيدات يؤدى إلى اضطرابات فى عضلة القلب، إذا تم تناولها بدون تقشير القشرة الخارجية.

 

وتنصح لتجنب مخاطرها بضرورة نقع البطاطس فى الماء والخل فترة لا تقل عن 30 دقيقة، لأن الخل يقتل البكتيريا، ويمنع مفعول المادة الكيماوية، وعدم تناولها بدون طهى جيد لمنع ظهور أعراض التسمم الغذائى، مثل القىء، والغثيان، وتقلصات المعدة والأمعاء، وعدم التحكم فى البراز "الإسهال الشديد" وعدم التحكم فى التبول، بالإضافة إلى الإحساس بطعم معدنى بالفم.

 

وأشارت إلى أنه من الأعراض الأخرى هو زيادة إفراز اللعاب، والعرق، وكثرة الدموع وضيق فى التنفس خصوصا فى المرضى المصابين بالربو الشعبى، مضيفة أنه من أخطر أنواع المواد الكيماوية التى توضع لمحصول البطاطس لكى تحافظ علية هى أقراص الغلة، والمادة الفعالة بها هو "الألمونيوم فسوفيت"، الذى يمنع منعا باتا غسيل المعدة بالماء فى هذه الحالات، حيث إن الماء يساعد على تكسير الرابطة بين الألمونيوم والفوسفيت وخروج جاز الفوفسين الذى يعمل على تدمير الرئتين والارتشاح الرئوى، لذا يجب أن يستخدم أطباء الطوارئ فى هذه الحالة بيكربونات الصوديوم فى غسيل المعدة بدلا من الماء، كما ينصح بمتابعة المرضى بعمل وظائف للكبد، والكلى، وصورة الغازات فى الدم، بالإضافة إلى عمل أشعة على الصدر للتأكد من عدم إصابة الرئتين، ولذا فان الوقاية خير من العلاج حيث أن هذه المواد لا تستعمل دوليا.

 

وأشارت إلى أن هناك تقنيات حديثة باستخدام الوسائل البيولوجية الطبيعية للقضاء على الآفات والقوارض والهندسة الوراثية، بدلا من استخدام المواد الكيماوية الضارة، موضحا أن استخدام البودرة على المدى الطويل يمكن أن يسبب السرطان، وخصوصا بالنسبة للمزارعين.