حمدى نصر يكتب: يا سادة أدركوا إعلامنا قبل فوات الأوان

الثلاثاء، 01 أغسطس 2017 05:58 م
حمدى نصر يكتب: يا سادة أدركوا إعلامنا قبل فوات الأوان ماسبيرو

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هذه رسالة مفتوحة على النت مباشرة وحصرياً على "اليوم السابع" أرسلها لمن يهمهم الأمر ، واعترف فى بدايتها إن قلبى رقص فرحاً، ورقص غماً (!!)عندما قرأت الخبر الذى نشره اليوم السابع يوم 24/7/2017 ويتضمن: إن الهيئة الوطنية للإعلام أعلنت عن تشكيل لجنة لتطوير الأداء المؤسسى وتأكيد لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب حرصها على تنفيذ خطة تطوير ماسبيرو، وأنها لن تتخلى عن دورها فى دعم الهيئات الإعلامية لتطوير الأداء فى ماسبيرو.

 

رقصة الفرح لأن قلبى كان يتمنى ذلك من زمان، ورقصة الغم كانت كما رقصة الطير المذبوح، لأن تشكيل اللجان وتدخل البرلمان هو اعتراف ضمنى واضح وصريح بحاجة إعلامنا الرسمى المرئى والمكتوب والمسموع والإلكترونى تحديداً للتطوير، وإلا فلماذا اللجان والخبراء والجهابذة وغيرهم؟.

طيب مادام الكل يعرف أن إعلامنا غدا كديك يؤذن فى بلاد الفرنجة الذين لا يفهمون لماذا يصيح الديك، وإعلامنا أصبح كما ذلك الديك لأنه انفصل عن قاعدته الجماهيرية التى هو أساس من أجلها وذلك بممارساته التى ينحدر فيها وبها إلى صبيانية الإثارة ، وأحياناً إلى مراهقة الفكر والسلوك والمهنية.

 

وأرجو أن لا تندهش اللجان المحترمة التى تم تشكيلها - إذا قُدر لى أن تتكرم بقراءة كلامى هذا - واطالبها أن تكون محو أمية الشريحة الأكبر من الإعلاميين الإليكترونيين فى مقدمة اهتماماتها، إضافة إلى الأمية المهنية ، واللغوية والثقافية خاصة الإعلام الرياضى "الانترنتي" إن جاز التعبير من مواقع وصحف الذى يضع فى اعتباره أنه يكتب عن لعب فتصبح كتاباته لعب فى لعب. وبتعبير بلدي:" كله ماشي" فعن مآسى الجهل اللغوى فلا يُعقل أن يكتب محرر رياضى : إن اللاعب فلان سجل إحدى هدفى فريقه!، وأن يقول محرر آخر: فى صيفاً حاراً. الله يرحم استاذ اللغة العربية الذى كان يقول لنا ونحن فى الصف السادس الابتدائى عندما نقع فى خطأ مماثل: ياابنى : "في، ومن، وعن، وعلى وإلى." حروف جر بتجرك وتجر بلدك كلها".

 

أيضا أن يكتب محررون يفترض أنهم جامعيون : ( اللذي، والزي، واللذين ) وعدم التفريق بين الياء المقصورة والياء الممدودة فى نهاية الكلمة، فكل كلمة تنتهى بحرف الياء هى ممدودة عندهم، وهناك فارق كبير رغم تطابق الحروف والشكل بين كلمتي( أبي ، وأبى) فالأولى تعنى الوالد والثانية تعنى رفض.

 

أما عن المهنية فأن يكتب محرر رياضى خبرين فى صفحة واحدة عن مباراة واحدة، الأول يتحدث فيه مدرب الفريق الفائز لماذا وكيف فاز، والثانى يتحدث فيه مدرب الفريق الخاسر لماذا خسر. الخبران ياسادة لم يتضمنا نتيجة المباراة التى انتهت بفوز أحد الفريقين 4/3، سبعة أهداف فى مباراة تجاهلها المحرر تماماً. وفى صحيفة أخرى خبر عن: "أعلى درجة حرارة تشهدها القاهرة منذ خمسين عاماً". الخبر اشترك فى كتابته خمسة محررين سجلوا أسماءهم فى أول سطوره .

 

 الخبر لم يتضمن درجة الحرارة التى تعاون من أجلها خمسة محررين . أنا أهدى هذه الأخطاء المنتشرة للجان المحترمة تأكيداً لما أقول، وأما ما أغض الطرف عنه فهو أعظم... والمأساة أن شبكة الانترنت الله يسترها أتاحت للكثيرين أن يرفعوا "شعار": " صحيفة انترنتية لكل مواطن!! أما الفضائيات فقد حول بعضها الإعلام من رسالة إلى تجارة فهى تتاجر بكل المتاح من قيم وأخلاق ومصداقية وأمن المجتمع واستقراره باتباع نهج الإثارة ظناً منها إن ذلك شطاره! ، فتأتى فى أوكارها المسجلة أو التى تكون على الهواء مباشرة بمن يقولون ما يحقق هدفها من الاثارة وهى تعلم أسلوبهم ، ولا أريد أن أقول : إن بعض ذلك، متفق عليه قبل الانطلاق فى زوبعة هوائية، والنتيجة إن المشاهد المغلوب على أمره أصيب بحالة من القرف فعاف غالبية القنوات الخاصة والحكومية فانفصل الإعلام عن قاعدته واجتث من جذوره، وقد يكون الاصلاح ممكناً، لكنه صعب والأصعب استعادة ثقة المتلقي. لذلك أوشك إعلامنا بفقدانه قاعدته أن يكون كما ديك يُأذّن فى بلاد الفرنجة ، لا يفهمون بماذا ولماذا يصيح ،فلا يتأثرون به ولا يؤثرون فيه وهنا الكارثة.

 

وأقول ياسادة كنت أتمنى ومازلت وسأظل( رغم يقينى أن ليس كل مايتمنى المرء يدركه) وهذا رأى شخصى فات أوانه: أن يكون اسم المجلس الأعلى لتطوير الإعلام : "المجلس الأعلى "لتطهير" الإعلام!!، مصارف فضائية أوصحف أونشرات "انترنتية" وهى نشرات من عدة أوراق يجمعها دبوس انترنت تسمى نفسها صحيفه إلكترونية وكل نشرة تدّعى أنها واسعة الانتشار، وإنها الإعلام البديل !! ، وأتعجب.. "بديل" لمن؟! المؤكد إنه مصطلح عجيب وغريب ومريب لأن المقصود :إنه البديل لإعلام ارتضى لنفسه أن يكون ذلك الديك الذى يرفع الأذان فى بلاد الفرنجة لكنى أقول محاولاً إنصاف تلك النشرات : إنها لو كانت تعطى لمحرريها مرتبات ثابتة فإنها تساهم بدور كبير فى جهود القضاء على البطالة !! وفى الوقت نفسه .. ساهمت الله يسامحها فى ترسيخ مقولتين شعبيتين منتشرتين فأصبحتا مثلاً.: الأولى: أهو كلام جرايد!!، وهى مقولة خطيرة المعنى والنتيجة. أما المقولة الثانية فهى الأخطر: الإعلام أصبح مهنة من لا مهنة له .

 

أيها السادة الذين يهمهم الأمر : فى إعلامنا المكتوب أقلام "ميكافيلية" تتبنى الفكر الميكافيللى : الغاية تبرر الوسيلة". لذلك تسعى تلك الأقلام للشهرة ولو على حساب الوطن لينالوا ما يسمونه : "شرف المعارضة النزيهة" !! ولو على حساب استقراره بالتشكيك فى انجازاته كقول أحدهم : إن لعبة البيكيمون حققت فى أسبوع واحد إيراداً ضعف ماتحققه قناة السويس فى سنة !!.. ولست ادرى ما الهدف من أن يقول هذا الكلام المحبط وفى توقيت تواجه فيه قناة السويس فى ثوبيها القديم والجديد طعنات تهدف تشويه صورتها ثم قتلها!.

 

وكاتب آخر تهكم على الأزهر مدعياً بأنه يخرج إرهابيين. وانتم لو سمحتم أيها السادة قولوا لى لماذا هذا الكلام فى توقيت تعانى أم الدنيا فيه ولادة متعثرة لنهضة متأخرة ! فلماذا تمزيق نسيج المجتمع وهدم ثوابته ومؤسساته المحترمة . وفى بلدنا صحيفة هى دليل دامغ على أنها تقود بعض وسائلنا الإعلامية لتكون كما ذلك الديك الذى يُأذّن فى بلاد الفرنجة ، بل هى " نموذج ورقى له " فالصحف بشكل عام خصصت زوايا بمسميات مختلفة يكتب فيها القراء مقالاتهم وآرائهم.هذه الصفحات هى شهادة لمن يهمه الأمر على نجاح أو فشل أو إنسلاخ الجريدة من جلدها القرّائى ! .

 

وأقول لكم لأن الشىء بالشيء يذكر : إن اليوم السابع - وهذا ليس تملقاً له - وإنما هو إقرار بالحقيقة يضيف كل ساعتين مقالاً لأحد قرائه على هذه الصفحة وذلك على مدار الساعة ، إلا أن هناك صحيفة اظن أنها تحتل المركز الأول بل منازع فى انصراف القراء عنها لذلك هى فى ظنى التى تقود انسلاخ بعض وسائلنا الاعلامية عن قاعدتها فزاوية القراء فيها تتضمن حالياً أربعة مقالات لم تتغير من سنين، أحدثها مر على نشره سنة وما يزال على الصفحة ، أما اقدمها فقد مر على نشره ثلاث سنوات ، وهذا يؤكد انفصال قرائها عنها وفقدان ثقتهم فيها .

 

 أما عن ماسبيرو فحدث ولا حرج ، والحديث عنه فى البرلمان يثير الشجون ، وقد وصفته النائبة نشوى الديب وكيلة لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان ، رئيسة اللجنة الفرعية المسئولة عن بحث مشكلات ماسبيرو ، بأن مبنى ماسبيرو به ثعابين وعقارب ، والمعنى فى صندوق الشاعر وليس بطنه ، وأضيف أن ماسبيرو نسج فيها العنكبوت شباكه فى كل الزوايا ، وهذه الحشرات بمعناها الحرفى والرمزى . أما القنوات الفضائية التى يحلو لى أن أسميها مصارف فضائية لأن القنوات تنقل الصالح ، أما المصارف فهى تنقل العفن والفساد . فبعض هذه المصارف الفضائية ياسادة تمزق المجتمع وتساهم فى تجهيله، ونقل صورة سوداوية عنه، ثقافة، وسلوكاً وأخلاقاً ، ووضعاً اجتماعياً.

 

ياسادة أدركوا إعلامنا قبل أن يصبح كما ديوكاً تصيح فى بلاد الفرنجة، والوطن فى حاجة لإعلام يكون حجر الزاوية فى مسيرته الحالية الصعبة والقاسية والمليئة بالتحديات ، إعلام مخلص ومهنى ليأخذ بيد الوطن فى سعيه لإدراك مافات وتدارك العثرات للخروج منها باقل الخسائر.وليساهم بدور كبير وفعال فى تحقيق طموحات الوطن. وتحيا مصر .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة