لما قالولى اكتبى عن مصر.. أنا احترت أكتب إيه.. أنا بصراحة مالقتش كلام ولا أى وصف أوصفها بيه... أنا لو هكتب حاجة عن مصر.. فى ناس كتير هتيجى عليا.. طب أعمل إيه؟، أصل أنا لازم أكتب عنها ولو كانت حاجة قليلة.. مرة واحدة بقى فى حياتى أبقى معها بنت أصيلة... مش هقول مصر دى أمى .. زى ماقالوا كتير قبلينا...مصر كفيلة انها تضم ناس كتير من أهالينا...انا لو هكتب حاجة عن مصر.. لازم جيشها يبقى معايا.. أصل جيشها هو الأصل وله معايا ألف حكاية.. ولما بسمع بس اسمه بقول دى مصر ست الصبايا.. انا لو هكتب حاجه عن مصر ..مش هجيب حاجة من برة .. مصر تعبر عن نفسها..اصلها تبقى بلدى الحرة..واللى اتغرب عنها وفاتها..عرف مقامها فى الغربة المرة.
على مراحل السنين..جيشنا أثبت أنه عظيم..بس مش أنا اللى بقول..ده اللى قالها ربى الكريم..أنا عارفة هيجى واحد..يعمل فيها بقى الفهيم.. ويقولى أنتى مين ياللى بتقولى أن جيشك جيش عظيم.. ايوه جيشى اعظم عظيم..وبكره تفهم يابجح يالئيم..ومتحاولش تشوه صورتها..دى مصر غالية وجوه عنينا..اصل مصر دى فى حلاوتها..مابتفرقش مابين محمد ولا مينا..اللى زيك عايز يخرب عشان الفتنة بين اسامينا.. اللى زيك مايتذكرش ولا حتى ايده تيجى فى ادينا..احنا شعب لو متعلمش ..محدش ابدا يعلم علينا.
انا لما شوفت الجندى المصري..قولتله ليه واقف فى عز البرد..قالى مستعد احمل كفنى ولا شوفش نقطة دم على الارض .. بصتله بنظرة اعجاب.. وماكنش فيها اى استغراب..اصله لما قالها..انا كنت عارفة انه فيها مش كداب.. ردى عليه وكان من قلبى .. ربى يحميكوا يازينة الشباب..وقبل ماامشى نده عليا وبصراحه بلهجه صعيدي..التفت له ولاقيته بيقولى على الحدود فى جندى جريبي..وصانى وصيه وانا خايف لتكون الشهادة من نصيبي..نفسى اعمل حاجة عشانه ده ولد عمى وواد حبيبي..سكت شويه..ومستنيه اسمع منه ايه هى الوصيه..كان بيحكى رغم صوته ماكنش مسموع..كان نفسه يبكى وكانت خنقاه اوى الدموع..وبدأ كلامه ولما قاله كان موجوع.. جولى لامى ..وجولى لابويا..وجولى لكل واحد فى بلده.. انى واقف على الحدود.فى عز البرد بأحرس ارضي..وانى بمنع اى جبان ممكن يحاول ينهش فى عرضي.
جولى ليهم انا لو مت ..هبجى فى موتى والله مرضي..انا مش طالب لما اموت الاقى اسمى فى يوم على شارع..انا بقول لكل مصرى خليك مع جيشك..ولعدوك صارع.. متأخذونيش على كلامي.. يمكن فيه مكنتش بارع..انا مجرد جندى بسيط.. وللموت انا مش ممانع .
