دعت الإخوانية المنشقة عن الجماعة الإرهابية، حنان محمد، لتشكيل لجنة من العلماء تجوب السجون، لتصحيح المفاهيم لشباب التنظيم وغيره من التيارات الإسلامية، وإجراء مراجعات إسلامية لهم، كاشفة عن أن كثيرا من هؤلاء الشباب بدأوا مراجعة أفكارهم بالفعل، وتبين لهم خطأ الإخوان فى كثير من المواقف، لكنهم فى حاجة لمزيد من التواصل معهم من العلماء والدعاة لمساعدتهم فى تصحيح المفاهيم.
وقالت حنان محمد، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "أتمنى تشكيل لجان من العلماء والدعاة والباحثين فى شؤون الجماعات، تجوب السجون وتلتقى هؤلاء الشباب للإجابة على أسئلتهم، وتوضيح ما التبس عليهم فهمه، هذا الأمر مهم جدًا لأن كل شاب منهم سيكون سفيرا يحمل فيما بعد المفاهيم الصحيحة وينشرها بين زملائه وعائلته، بدلا من أن يخرج بالفكر القديم، أو يخرج وقد امتلأت نفسه غضبا وحقدا على المجتمع بعد تجربة السجن القاسية، وبذلك يمكن أن ينخرط فى ممارسة العنف وأعمال الشغب".
وأشارت الإخوانية المنشقة فى تصريحاتها، إلى أن شباب الإخوان وأبناء الحركات الاسلامية عموما ضحية خطاب دينى صدامى ومنحرف، تصدر المنابر لعقود وأنتج أجيالا تؤمن بأن حكام المسلمين فاسدون وعملاء ومعادون للإسلام، كما روجت تنظيماتهم، وأقنعتهم بضرورة وجود عصبة مؤمنة تعيد الخلافة وتقيم الشريعة التى غابت عن الوجود، بحسب أكاذيبهم، متابعة: "هذا الفكر المنحرف لم يجد من يقاومه، فى ظل وجود مؤسسات دينية وتعليمية ضعيفة، فتمدد فى الفراغ الذى تركته هذه المؤسسات، وطبيعى أن الإنسان يميل للتدين والأنشطة الدينية، وبسبب ضعف التعليم الدينى فى مدارسنا كان الناس يرسلون أبناءهم للمساجد لتلقى الدروس وحفظ القرآن، ويسعدون بانتظامهم فى حضور الأنشطة الدينية والثقافية فى المساجد".
وأضافت الإخوانية السابق حنان محمد، قائلة: "هذه المساجد يسيطر عليها إما الإخوان أو السلفيون، وكل واحد وحظه، وما هى إلا مرات وينجذب الطفل ثم الشاب وينخرط فى هذه الجماعة وتصبح جزءا من عقيدته، ويكون بذلك قد نزل المنحدر الذى لا يستطيع العودة منه بسهولة، ففكر هذه الجماعة يصبح عنده دينا، ومن يعاديه يعادى الدين ومن يقاومه يقاوم الدين".
وعن آلية المواجهة الصحيحة لأفكار شباب وأعضاء الجماعة الإرهابية، قالت حنان محمد: "المواجهة الأمنية هى معالجة للعرض فقط، والمعالجة الحقيقية للمرض بالمواجهة الفكرية أيضا، والحل أن تقوم المؤسسات الدينية بدورها فى نشر الفهم الصحيح للدين والرد على شبهات هذه الجماعات وتفنيدها تفنيدا علميا وشرعيا صحيحا، وكذلك يجب عمل خطة لإصلاح التعليم فى المدارس وإعطاء مادة الدين اهتماما أكبر"، مشيرة إلى أن الشباب الموجودين فى السجون ليسوا كلهم متورطين فى العنف، ولكن كثيرين منهم يحملون هذا الفكر المنحرف، والفكر تجب مواجهته بالفكر، مؤكدا أن كثيرين من هؤلاء الشباب بدأوا مراجعة أفكارهم بالفعل، وتبين لهم خطأ الإخوان فى كثير من المواقف، ولكنهم فى حاجة لمزيد من التواصل معهم من العلماء والدعاة لمساعدتهم فى تصحيح المفاهيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة