تعرضت الدولة المصرية، لمؤامرات خارجية عديدة تستهدف إسقاطها وهدمها خلال السنوات الـ 6 الماضية، وتعددت أطراف المؤامرة التى تحاك لهدم الدولة ومؤسساتها المتماسكة، إضافة للدور المحورى الذى قامت به بعض أجهزة المخابرات العالمية، إلا أن هناك دول تضمر الشر لمصر، لجأت لأساليب أكثر تخفيًا، حيث استغلت أدواتها الإعلامية من وكالات أنباء عالمية ووسائل إعلام مختلفة، لتغييب وتشكيل الرأى العام المصرى حسب أهوائها، وبما يخدم لمخططاتهم المعادية للمؤسسات المصرية، إلا أن يقظة المصريين، وقادته، أحبطت هذه المحاولات الهدامة.
الدور القوى هنا لوكالات الأنباء العالمية، فى "الكلمة"، التى هى أقوى سلاح يتخلل إلى البيوت ويخترق الأذهان ليحدث بلبلة فى الفكر والوعى، حال خانت وسائل الإعلام تلك "أمانة الكلمة وشرف المهنة"، وبثت معلومات وأخبار كاذبة من أجل تحقيق أهداف خاصة بالدول الممولة لتلك النوافذ الإعلامية، والتى من مصلحتها بث الفتنة وهدم الدول المستقرة للسيطرة على ثرواتها ومقدرات شعوبها.
خلال 6 سنوات ماضية، حظت الأحداث الساخنة التى دارت فى مصر، باهتمام كبير من كافة وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية، وكان من بينها بعض وكالات الأنباء العالمية، كانت تركز على عوامل هدم الدولة المصرية وتدميرها، مثل وكالتى رويترز للأنباء، وفرانس برس الفرنسية، اللتان كثيرا ما يبثان تقارير كاذبة وتحقيقات مضللة، ويحرضان المجتمع الدولى ضد مصر، ويسعيان إلى إدخال القاهرة فى نفق مظلم، وذلك بجانب وسائل إعلام أخرى مثل "CNN" و "BBC" و"الإندبندنت" و"أسوشيتد برس" و"الديلى ميل"، إلا أن هذا المخطط الخارجى لم ينجح بفضل إدراك المواطن المصرى ووعيه لما يحدث فى مصر والمنطقة بأكملها.
الدور الخفى الذى لعبته بعض وكالات الأنباء العالمية لإسقاط مصر، تمثل أيضا فى أسلوبها واختيارها للكلمات والتعبيرات ذات الدلالات التحريضية ضد مصر وقيادتها السياسية، وتصدير صورة ذهنية سيئة عن القاهرة وشعبها للخارج.
"رويترز" تختلق رواية مزيفة حول قضية مقتل "ريجينى"
الأمن والسياحة وحقوق الإنسان، ملفات كانت الباب الأبرز لمحاولات وسائل الإعلام الغربية فى تنفيذ مخططاتها لإغراق مؤسسات الدولة المصرية فى الأزمات، ولعل أبرز تلك القضايا والملفات التى تناولتها المواقع والصحف العالمية، قضية قتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، التى وقعت منتصف العام الماضى، وحينها نسجت وكالة "رويترز" للأنباء، رواية مضللة هدفها تشويه صورة رجال الأمن المصرى، ووزارة الداخلية، بعدما استعادا ثقة الشارع والمواطنين مرة أخرى، من خلال بطولات مكافحة الإرهاب، والانضباط الذى بدا عليه رجال الشرطة المصريين فى التعامل مع المواطنين بعد ثورتين، وأدعت الوكالة، مستندة فى روايتها إلى مصادر وهمية، أن الشرطة المصرية احتجزت الباحث الإيطالى "ريجينى" قبل مقتله.
واستمرت "رويترز" فى روايتها التى تهدف إلى إحداث توتر فى العلاقات بين القاهرة، وروما، وهى أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر، وحينها تقدم، المقدم محمد رضا رئيس مباحث قسم شرطة الأزبكية، ببلاغ ضد مدير مكتب "رويترز" بمصر، وجاء فى البلاغ أن أحد الصحفيين فى رويترز أرسل رسالة نصية له يسأله فيها عن صحة معلومات القبض على "ريجينى"، كان نصها، "مساء يوم 25 يناير تم القبض على الطالب الإيطالى جوليو ريجينى واحتجازه بقسم الأزبكية الذى تترأسه حضرتك، وبعدها تم ترحيله إلى مبنى أمن الدولة بلاظوغلى.. هل لديك رد على هذه المعلومات؟"، فرفض الرد على الرسالة، لأنها تحوى أخبارا كاذبة، وغير صحيحة، وأبلغ القيادات الأمنية بمديرية أمن القاهرة، وحرر محضرا بالواقعة بقسم شرطة قصر لنيل حمل رقم 3465 إدارى قسم النيل لسنة 2016، حيث تبين أن صاحب الرسالة هو، مايكل يوسف جورجى، مدير مكتب رويترز بالقاهرة، متهما إياه بنشر أخبار كاذبة مجهولة المصادر وشائعات لا أساس لها من الصحة للإساءة إلى مصر.
روايات "رويترز" المفبركة" لضرب السياحة فى مصر
ولم تكن فبركة أخبار حول حادثة "ريجينى"، هى الواقعة الوحيدة لـ"رويترز"، لتشويه صورة مصر، ولكنها نشر العديد من الأخبار المفبركة حول واقعة سقوط الطائرة الروسية، فى سيناء، نهاية عام 2015، حيث فبركت وكالة "رويترز"، خبراً تحت عنوان "احتجاز موظفين بمطار شرم الشيخ يشتبه فى تورطهم بحادث الطائرة الروسية"، زعمت فيه أن السلطات المصرية، احتجزت موظفين بمطار شرم الشيخ، يشتبه فى تورطهم بحادث الطائرة الروسية، وبعد نشر الخبر بساعات، كذبت وزارة الطيران الخبر، كما سعت الوكالة من خلال أكاذيبها، إلى إظهار المطارات المصرية، فى صورة لا تمتلك الإجراءات التأمينية الكافية التى تؤمن حركة الطائرات، كما سعت لضرب السياحة فى مصر.
"CNN
" و"BBC" يثيران الفتنة بملف الحرياتولم تكن المطارات والسياحة والأمن فقط، الأبواب الخلفية لضرب الدولة المصرية، لكن هناك ملف الحريات وحرية التعبير، الذى ظهرت فيها ازدواجية المواقع والقنوات الفضائية الغربية، حيث ركزت كل من "CNN" و"BBC"، على إظهار الدولة المصرية وكأنها تقمع الحريات، وزعمت الأولى أن الدولة تقيد وسائل الإعلام، وجاء ذلك فى لقاء كريستيان أمانبور، كبيرة مراسلى CNN للشئون الدولية، ومقدمة برنامج يحمل اسمها على شبكتنا، فى يناير 2017، والذى جاء بعنوان "ردا على بانون.. أمانبور لـCNN: السيسي وأردوغان وبوتين يؤمنون بخدمة الإعلام للرئيس".
فيما زعمت "BBC"، فى تقاريرها التليفزيونية، محاولة الدولة المصرية تقييد حرية التعبير على مواقع التواصل الاجتماعى، مغفلة فى تلك النقطة، أن الشعب المصرى، أسقط نظامين عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى، وأن هناك رئيسين، يحاكمان أمام القضاء بعد اسقاط حكميهما، عن طريق دعوات للتظاهر انطلقت عن طريق "السوشيال ميديا"، الأمر الذى يدل بشكل قاطع وحاسم على كذب ادعاءات تقييد حرية التعبير عبر الصفحات الخاصة على مواقع التواصل.
"الديلى ميل" تزعم استهداف طائرة بصاروخ فى شرم الشيخ
"رويترز" لم تكن الوحيدة فى قائمة وسائل الإعلام الغربية المترصدة لهدم مصر، لكن صحيفة "الديلى ميل" البريطانية، كان لها نصيب أيضًا، حيث زعمت أن طائرة بريطانية كانت تحمل 189 راكبًا، تعرضت لهجوم صاروخى على بعد ألف قدم، بالقرب من مطار شرم الشيخ، وذلك فى 23 أغسطس الماضى، وقالت الصحيفة، إن الطيار تمكن من تفادى الصاروخ، حينما رأى فى قمرة القيادة الصاروخ باتجاه الطائرة، واتجه بالرحلة إلى اليسار لتفادى الصاروخ الذى يصل إلى حوالى 1000 قدم، وهبطت الطائرة بسلام دون أن يعلم الركاب ما حدث فى تلك الثانية، التى كادت تودى بحياتهم، موضحة أن ذلك الحادث وقع فى 23 أغسطس الماضى، أى قبل شهرين فقط من تحطم الطائرة الروسية فى وسط سيناء، ما تسبب فى مقتل جميع الركاب.
واستغلت "الديلى ميل"، الحملة على مصر من الدول الغربية لضرب السياحة، لتنشر هذا الخبر المفبرك، بعد أيام من إيقاف بريطانيا لجميع رحلاتها الجوية المتجهة من شرم الشيخ إلى المملكة المتحدة، كما أوقفت موسكو رحلات الركاب الجوية إلى مصر، وفرضت واشنطن تدابير أمنية جديدة على السفر بالطائرات فى أعقاب حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، وتظهر معالجة الصحيفة البريطانية، محاولتها تسليط ضوء كاذب بأن ما حدث للطائرة البريطانية، كان هجوماً إرهابياً، رغم أنها عادت لتؤكد أنه صاروخ تدريبى وأن الطائرة لم تستهدف.
"الإندبندنت" تحاول إضعاف الثقة فى المطارات المصرية
كما نشرت جريدة "الإندبندنت" البريطانية، العام الماضى، تقريرًا مصورًا ادعت فيه أن شرطيا مصريا بمطار شرم الشيخ، تقاضى رشوة نظير تسهيل إجراءات مرور السائحين، وفردت الصحفية البريطانية، مساحة كبيرة للتقرير، وأكدت أن تلك الصور التقطها، وائل حسين مراسل "بى بى سى"، لإيهام الرأى العام الدولى بأن الوضع السائد فى مطارات مصر، يقوم على الرشاوى لضرب السياحة فى مصر، وجاءت المفاجأة التى كشفها اللواء عبد الوهاب على عبد الوهاب، مدير مطار شرم الشيخ الدولى، الذى أكد أن ما نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، نقلا عن مراسل "بى بى سى"، فى مصر، حول رشوة مسئول أمنى فى المطار، لتمرير حقائب بعض الركاب وعدم تفتيشها، هو أمر عار تماما عن الصحة، مضيفا أن الواقعة مختلقة وتهدف للإساءة والتشويه المتعمد.
وما أكد فبركة "الإندبندنت"، نفى وائل حسين، مراسل "بى بى سى"، فى مصر، صحة ما أوردته الصحيفة نقلا عنه، وقال إن الصور كانت لأحد مقدمى خدمة VIP، ورغم تكذيب مراسل "بى بى سى"، للصحيفة البريطانية، على حسابه على "تويتر"، الذى نشر عليه الصور، إلا أنها تجاهلته وأصرت على روايتها.
"أسوشيتد برس" تحاول زعزعة الثقة فى المطارات
وجاء التركيز الأكبر لدى وسائل الإعلام، ومنها وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، على استهداف ضرب السياحة، حيث فبركت الوكالة الأمريكية تقريراً، اختارت له عنوان "أسوشيتد برس: عيوب كبيرة فى منظومة أمن مطار شرم الشيخ المصرى"، الذى زعمت فيه أن هناك عيوبا كبيرة فى منظومة الأمن وسلامة المسافرين فى مطار شرم الشيخ، وكذبت فى التقرير، وقالت إن جهاز الكشف بالأشعة السينية المستخدم لمعاينة أمتعة الركاب معطل، وأن هناك تقصير فى تفتيش المسافرين قبل الصعود إلى الطائرة.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد كمال
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله، اللهم اجعل بلدنا مصر في ضمانك وأمانك وإحسانك، اللهم من أراد بلدنا مصر بسوء فأشغله في نفسه، اللهم اجعل تدبيره تدميره