حقيقة لا أعرف ما إذا كانت عبارة (من المقدمات تعرف النتائج) مقولة شهيرة، أم حكمة قديمة، أم هى قاعدة استقرت فى أذهاننا كثيرا، لدرجة أننا نرددها بل ونؤمن بها دون أن نفكر فيها.
ما أسهل أن نظل نردد أشياء فى حياتنا، ولكن هل فكرنا فى أن مجرد ترديدنا لها دون التأمل والتدقيق فيها ممكن أن يأخذنا الى حد الإيمان بها، بل أنها قد تصل الى حد أننا قد نخسر أشخاصا فى حياتنا، وقد نخسر إيماننا بالثوابت التى لا يجب أن نخسرها.
أصبحنا نصدر أحكاما مسبقة لمجرد إيماننا بنظرية "الجواب بيبان من عنوانه"، صحيح أن العنوان قد يكون صحيحا، ولكننا لا نزال نجهل ما بداخل هذا "الجواب" حتى نفتحه ونبدأ بقراءته، لحظتها فقط نستطيع أن نقولها بصدق أن الجواب ليس فقط من العنوان بل لأننا قرأناه بهدوء دون تحيز او تعصب ..
حرفيا اصبح هذا حالنا.. أصبحنا نصدر احكاما ظالمة على بَعضُنَا البعض دون أن نسمع لوجهة النظر الاخرى.. احكاما للأسف قد تصل الى حد التخوين والعمالة..
اصبح التسرع فى إصدار أحكامنا وآرائنا فى بَعضُنَا البعض لمجرد انه من المقدمات تعرف النتائج، وأن 'الجواب بيبان من عنوانه '!!
للأسف أن اصعب ما يهدد اى مجتمع هو عدم تماسكه، فالحروب وحدها لا تدمر أوطانا، ولكن أيضا تشرذم وتفكك وحدة ونسيج أبناء الوطن الواحد هى أشد فتكا، نحتاج أن نقف طويلا امام ما حدث للمجتمع وان نطرح سؤالا لماذا وصلنا الى حد التشكيك فى كل شيء لدرجة مخيفة؟.
ليس من المقدمات تعرف دوما النتائج ولا يعرف ما بداخل 'الجواب' وهو مغلق ونحن لم نقرأ ما بداخل سطوره .
انا لا اسقط على شيء محدد او حدث بعينه ولكنى أصف حالة أخشى أن تستفحل وتصبح ظاهرة تهدد تماسك المجتمع، فكل ما نحتاجه الآن هو أن نهدأ قليلا ونفكر كثيرا ولا ننجرف دون وعى وراء أفكار قد تؤدى بِنَا جميعا الى طريق لا يحمد عقباه، وان ندعو دوما أن يحفظ الله وطننا من كل سوء وان يجعله وحدة واحدة بأبنائه ولأبنائه .
حفظ الله مصر وشعبها..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة