سعيد الشحات

فاروق مالكا وملكا

الأربعاء، 26 يوليو 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وهل كان الملك فاروق حاكما عظيما جعل من مصر بلدا متقدمًا ومتطورًا يأتى إليها زعماء العالم للاطلاع على ما فيها؟، وهل كانت مصر فى عهده واحة للديمقراطية؟ وهل كانت بلدا اقتصاديا قويا ينعم أهله بالرخاء واقتسام الثروة بعدالة؟ وهل كانت بريطانيا، التى تحتلنا منذ عام 1882 مدينة لنا؟ وهل كانت جماعة الإخوان هى الأصل فى التضحية والفداء أما قادة ثورة 23 يوليو فهم دخلاء؟
 
كل هذه الأسئلة تتجدد سنويًا فى ذكرى ثورة 23 يوليو 1952، حتى بات الحديث حولها مكررا ومملا، والخطر فيها أن البعض يثيرها كى ينصب المشانق للثورة، ويشوه أهدافها الوطنية، وليس خافيا أن القوى التى تضررت من الثورة وفى مقدمتها أمريكا وإسرائيل وأعوانهما هى صاحبة المصلحة الأولى فى دفع المصريين إلى الكفر بهذا الحدث الوطنى الجليل، وأكثر ما يثير الاستفزاز والاشمئزاز فى ذلك أن ترى فريقا يطرح هذه الأسئلة، ويجيب عنها دون أن يقرأ كتابا واحدا فى حياته، ليتحقق من واقعة يذكرها وينسج عليها قصص ألف ليلة وليلة.
 
وأذكر أننى فى العام الماضى كتبت فى هذه الزاوية ناصحًا بقراءة كتاب «فاروق وسقوط الملكية فى مصر 1936 - 1952» للمؤرخة الدكتور لطيفة سالم، وهو يزيد عن الألف صفحة، وكل معلومة فيه موثقة، ويروى قصة فاروق منذ عودته من بريطانيا عام 1936 وعمره 16 عاما تقريبا ليخلف والده الملك فؤاد، ولأن الجهل هو أشد أعداء هذا البلد أجدد هذه النصيحة، عسى أن ينصلح حال المغرر بهم، الذين يقعون ضحية هؤلاء الجهلاء، أما الجهلاء أنفسهم فذنبهم عند ربهم.
 
تصفحك لكتاب «فاروق وسقوط الملكية «سيقودك حتما إلى سؤال: كيف تكون مشاعرك مثلا وأنت ترى حاكمك رئيسًا أو ملكا يملك عشرات الآلاف من الأفدنة، فى الوقت الذى تنطلق حناجر المتظاهرين بشعارات: «أين الكساء يا ملك النساء؟»، وتذكر لطيفة سالم نصًا فى كتابها: «إذا انتقلنا إلى عشق فاروق للثروة نجده فاق كل الحدود، فقد ورث عن أبيه الملك فؤاد حب الثروة وتنميتها إذ استطاع الأب فى سنوات حكمه «1919 - 1963» أن يكون ثروة بلغت 94 ألفًا و300 فدان، وخص ابنه منها 15 ألفا و400 فدان، ولم يكن فؤاد والد فاروق يملك شيئا، قبل حكمه بل كان مديونًا.
 
تؤكد لطيفة سالم، أن فاروق وخلال فترة حكمه وصلت ممتلكاته الزراعية إلى 48 ألف فدان عدا أراضى الأوقاف، التى بلغت 93 ألف فدان وتميزت بالخصوبة، وتذكر لطيفة سالم الوسائل، التى اتبعها فاروق لتنمية ثروته وزيادتها، قائلة، إنه بعض التفاتيش المملوكة لفاروق كان يجاورها أرض غير مستصلحة تقوم الحكومة باستصلاحها، ويعجب فاروق بها فيضمها للخاصة الملكية، أيضًا قيامه بالبحث عن الأرض البور، تلك التى يعمل فيها المسجونون ويقومون باستصلاحها حتى تصبح جنانًا فيحاء، ثم يستولى عليها، كما حدث فى العامرية والمعمورة والمنتزه وأدفينا.
 
لم تقتصر ثروة فاروق على الأراضى الزراعية، وإنما امتدت إلى العقارات وحسابات فى البنوك، فهل يعرف ذلك هؤلاء الذين يزفون إلينا زورا وبهتانًا عظمة هذه الأيام؟، وإذا كانوا يرونه شيئًا عاديا فعليهم أن يخلعوا رداء الفضيلة حين يهاجمون حاليًا أى فاسد جمع ثروته بطرق غير مشروعة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة