"حدائق الشيطان" تمنع زراعة 650 ألف فدان.. البرلمان يعيد فتح ملف "ألغام العلمين" لإحياء ثروات مصر.. لجنة الشئون الخارجية: نحتاج توحيد الرأى العام مع جهودنا.. و"الدفاع": الغرب لا يتعاون ولن نترك القضية

الأربعاء، 26 يوليو 2017 11:00 ص
"حدائق الشيطان" تمنع زراعة 650 ألف فدان.. البرلمان يعيد فتح ملف "ألغام العلمين" لإحياء ثروات مصر.. لجنة الشئون الخارجية: نحتاج توحيد الرأى العام مع جهودنا.. و"الدفاع": الغرب لا يتعاون ولن نترك القضية البرلمان يعيد فتح ملف "ألغام العلمين" لإحياء ثروات مصر
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما بين أكتوبر ونوفمبر من العام 1942 وعلى البوابة الغربية من الإسكندرية، دارت وقائع واحدة من أهم المعارك فى الحرب العالمية الثانية، معركة مصيرية كان على المنهزم فيها أن يدفع الثمن غاليا للغاية، فإذا انهزمت قوات الحلفاء (الولايات المتحدة – بريطانيا – فرنسا – الاتحاد السوفيتى)، فإن الثمن الباهظ سيكون بوابة مفتوحة إلى وادى النيل، ثم إلى بلاد الشام وحتى هضبة الأناضول لتصل إلى آبار البترول فى القوقاز السوفيتية ومن ثم انهيار كامل للجبهة الشرقية، أما إذا انهزمت قوات المحور (ألمانيا – إيطاليا – واليابان ) فستكون تلك نهاية تامة لوجودهم فى إفريقيا، لتعود المعركة أوروبية غربية خالصة، يدافع فيها المحور عن المكاسب الهائلة التى حققها.

 

كانت تلك المعركة تحديدا الأخطر بالنسبة للقائد الألمانى روميل، والذى قرر أن يحيل منطقة العلمين إلى "حديقة للشيطان"؛ حسب وصفه هو شخصيا، فزرع فى أرض المنطقة ألغاما أرضية، قدر عددها بـ 23 مليون لغم، بل الأكثر من هذا أنه أضاف اختراعا عسكريا جديدا، وهو الألغام ذات الطبقات، إذ يزرع 3 ألغام فوق بعضها البعض، فإذا أزيل لغم انفجر الثانى، وإذا أزيل الثانى انفجر الثالث، وهكذا.

 

ومع بداية بروز المشكلة السكانية، والزيادة غير الطبيعية لأعداد السكان فى مصر، بدأ الانتباه إلى ثروة هائلة تسمى الأراضى الهائلة للاستصلاح فى الصحراء الغربية، بفضل أكبر خزان للمياه الجوفية فى الكرة الأرضية، والواقع أسفل الصحراء الغربية لمصر، وبحر الرمال الممتد على طول الحدود المصرية الليبية.

 

بدأت الجهود لإزالة الألغام منذ عام 1995، ونجحت القوات المسلحة – حسب الإحصاءات الرسمية – فى نزع ما يقرب من 1.3 مليون لغم فى صحراء العلمين، وعلى الرغم من ضخامة الرقم، فإن نحو 20 ضعفا مثله مازال متواجدا فى الأرض، عائقا للتنمية.

 

المشكلة الأكبر فى هذا الشأن كانت الزمن الطويل الذى مر على زراعة تلك الألغام، فقد زرعت منذ نحو 75 عاما، كانت كفيلة بتحريكها من موضعها بسبب العوامل الطبيعية لتصبح الخرائط حتى وإن سلمتها الدول المتحاربة، بلا قيمة فعلية، أما المشكلة الثانية فكانت بعدم وجود قانون دولى، يجبر الدول التى زرعت تلك الألغام، على المساهمة فى إزالتها، أو حتى تقديم الخرائط، وهكذا بقيت آلاف الأفدنة القابلة للزراعة رهينة "حدائق الشيطان" ، ومعركة انتهت ولم تتقدم.

 

الألغام تعطل زراعة 650 ألف فدان بالقمح ومنعت السياحة عن وجهة هامة

من جهته كشف النائب محمد عبده، عضو لجنة السياحة بالبرلمان، كشف عن مفاجأة كبرى، قائلا إن مساحة تلك الأرض زراعة 650 ألف فدان  كان من الممكن أن تزرع بالقمح، وأن هذا كان سيحقق اكتفاء ذاتيا من القمح، وأن تصبح أيضا وجهة سياحية مميزة.

 

وأضاف النائب فى تصريح لـ"اليوم السابع" إن أكبر معركة دبابات فى التاريخ الحديث دارت على أرض العلمين، وبها واحدة من أهم المقابر التاريخية لجنود الحلفاء والمحور، مما يجعلها وجهة سياحية هامة لحضور أحفاد المقاتلين الذين قاتلوا على تلك الأرض من كل العالم.

 

وطالب  النائب الحكومة بمخاطبة ألمانيا تحديدا، والدول المتحاربة على تلك الأرض،  للتحرك لتطيرها،  معتبرا أن بقاء تلك الأرض بلا تنمية ولا زراعة أمر يضيع على خزانة الدولة مليارات الجنيهات.

 

وكيل دفاع البرلمان:

 إزالة ألغام العلمين صار ضرورة ملحة لإحياء ثروات معطلة

وكيل دفاع البرلمان، اللواء يحيى كدوانى، بدوره أكد أن مسألة ألغام العلمين، هو التزام كبير على الدول التى تسببت فى تلك الأضرار، فهم يمتلكون الخرائط لتلك الألغام، ولابد من مشاركتهم بالجهد والمال فى إزالة ما قاموا بإفساده، مؤكدا أن تلك الجهود باتت ملحة فى الوقت الحالى، نظرا لما تمثله تلك المنطقة من ثروات معطلة.

 

وأكد النائب أن الكثير من المنح التى تسلمتها مصر لإزالة تلك الألغام، أنفقت على عدد من المصروفات الإدارية، متوجهة إلى التثقيف أو التعليم وكيفية التعامل مع الألغام، وليس إلى جهود الإزالة بالفعل، مشيرا إلى أنه ورغم أن هذه القضية مفتوحة منذ وقت طويل، إلا أن الإنجاز فيها غير الواضح حتى اليوم، وتم تطهيره وهو الأمر الذى أصبح ملحا.

 

وأضاف كدوانى، إن مستقبل مصر مربوط بالصحراء، وأن السكان أصبحوا مكدسين فى وادى النيل، فيما أن هذه المنطقة أيضا من الممكن استغلالها فى الزراعة عبر المياه الجوفية، فمن غير المعقول ان تمتلك مصر كل هذه المساحات الشاسعة من الأراضى، فى حين تصبح أكبر مستورد للقمح.

 

وشدد وكيل لجنة الدفاع، على أن لجنة الدفاع والأمن القومى ستولى أهمية كبرى، لملف الألغام خلال دور الانعقاد الثالث.


طارق رضوان: نحتاج للرأى العام وتضاف الجهود لمواجهة ملف ألغام العلمين

بدوره قال النائب طارق رضوان، وكيل لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان، إن مسألة ألغام العلمين تحتاج إلى تكون رأى عام فى الداخل المصرى حول أهمية فتح هذا الملف المسكوت عنه حاليا، مشيرا إلى تشكل هذا الرأى العام سيكون من شأنه زيادة الضغط الداخلى فى هذه القضية، وبالتالى يتم تدويل الأمر للخارج، والحديث حول أهميته الداخلية.

 

وأكد النائب أن الألمان لا يعيرون المسألة الكثير من الاهتمام، خاصة مؤكدا أن لديهم خرائط حول هذه الألغام، لكن هذه الخرائط غائبة عن الظهور متسائلا أين تلك الخرائط؟.

 

وطالب النائب بضرورة تضافر جهود عدد من الجهات لفتح ملف ألغام العلمين، كما تحتاج لتضافر جهود عدد من اللجان فى البرلمان، وهى لجان السياحة، والشئون الخارجية، والدفاع والأمن القومى، مؤكدا أن مسألة إزالة ألغام العلمين هى قضية محل اهتمام بين نواب البرلمان.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس / صلاح

يمكن إزالة الألغام بطريقة اقتصادية !

يمكن بيع جزء من الأراضى المطهرة ، ومن ثمن البيع يتم تمويل مصاريف إزالة الألغام فى اراضى جديدة ، علما بأن تكلفة تطهير المتر المربع أقل من جنيهين للمتر المربع ، ويمكن أن تتم أعمال التطهير بواسطة الجيش ، وأعتقد توجد شركات خاصة تعمل فى مجال التطهير ، والفكرة أن تتم الأعمال من عائد بيع نسبة من الأرض لن تتعدى خمسة بالمائة من مساحة الأرض ، عملت سابقا فى الإشراف على أعمال التطهير ، وعندى بعض الخبرة فى هذا المجال ، المهم تفعيل الأفكار بعد دراستها اقتصاديا ، وحيث الدول المتسببة فى وجود الألغام لا تساعد إلا بالقليل جدا من الأموال ، ويجب الاعتماد على النفس اذا أردنا أن ننجز ، وبالمرة نفتح مجالات عمل للعاطلين ونستفيد بالأرض !

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة