الاقتراح الذى أعلنه وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون ونشرته وسائل الإعلام يوم الخميس 13 يوليو الجارى بجمع كل أطراف أزمة قطر على طاولة واحدة للحوار المباشر، هو فى اعتقادى ويقينى "نيجاتيف رديء" لفيلم كامب ديفيد، لأنه فى حقيقته محاولة ثعلبية التفافية من المنشار الأمريكى "اللى طالع واكل نازل واكل" لفك الحصار الذى استحكم حول شرنقة الإرهاب القطرية، بعد أن اكتمل نمو اليرقة وأصبحت حشرة إرهابية كاملة.. لكن تيلرسون هو دوبلير فاشل للثعلب هنرى كيسنجر بطل فيلم كامب ديفيد، خاصة فى ظل تصميم دول مجابهة الارهاب على موقفها. وأرى أن موقف الولايات المتحدة الناعم المتخاذل عن إعلان موقف واضح وصريح ضد الإرهاب القطرى، هو محاولة من تحت طاولة الحوار المقترح لتحويل أموال دعم الإرهاب القطرية لدعم الاقتصاد الامريكى المرتعش فى عهد ترامب.
وأندهش لموقف روسيا الصامت حتى الآن وكيف لا تلعب لعبة الاهلى والزمالك التى نلخصها فى عاميتنا بالقول: "فيها يا اخفيها"، فكلما دخل طرف منهما فى مفاوضات للتعاقد مع لاعب مهارى يدخل الطرف الثانى ليس حباً فى اللاعب وإنما لإفساد الصفقة على الطرف الثانى أو تكبيده مبالغ أكثر!!، وأندهش من الموقف الروسى ضد الارهاب القطرى على الاقل لإفساد الصفقة الأمريكية، خاصة عندما نتذكر ما حدث يوم 6 فبراير 2012 عندما كانت مناقشة الأزمة السورية فى مجلس الأمن، وخلع حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها فى ذلك الوقت برقع الحياء ولثام التنكر بتطاوله على مندوب روسيا بمجلس الأمن فيتالى تشوركين محذراً إياه من استخدام حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن الذى كان معداً وقتها يدين الارهاب قائلاً للمندوب الروسى: إنكم بذلك ستخسرون الدول العربية كلها. فكان رد تشوركين مفحماً. فقد حذره من مخاطبته بهذه الطريقة مرة اخرى وإلا سيتم محو قطر من على خريطة العالم.!! ثم قال له: عد إلى حجمك الحقيقى ولا تتكلم مع الكبار بهذا الإسلوب.
الموقف الروسى ما يزال غامضاً على الاقل بالنسبة لي. لكن الموقف الأمريكى المدهون "بالعسل المر" هو فى حقيقته دعم للإرهاب، لأن عدم ادانته بوضوح هو دعم له، والقرار فى يد الدول العربية المناهضة للإرهاب بشكل عام والإرهاب القطرى بشكل خاص .
وبالمناسبة اتذكر مواقف تتفق مع ما قاله تشيركين بالنسبة لقطر التى فقدت ذاكرتها ونسيت حجمها، فقد قال المغردون المصريون فى وسائل التواصل الاجتماعي: لو وقفت ذبابة على خريطة قطر لأخفتها!! وفى عام 1981 لعبت قطر فى نهائيات كأس العالم لكرة القدم للشباب التى اقيمت فى استراليا، والتقت مع البرازيل وفازت قطر 3/2 .. فقال المدرب البرازيلي: ليس غريباً أن نخسر مباراة فى كرة القدم، لكن الغريب أن تأتى الخسارة أمام فريق بلد كل تعداد سكانه لا يملأ ستاد ماراكانا !..
عدد الردود 0
بواسطة:
د- عبد السميع السلايمة
الاستهبال الامريكى
لا شك ان امريكا تعرف عن الارهاب القطرى اكثر كثيرا جدا مما يعرف العرب --لان ما تقوم به قطر هو باوامر امريكية ---مصانع السلاح الامريكية يجب ان تعمل وتربح وهذا لا يتسنى فى ظل عدم وجود ارهاب فى العالم العربى --الخلاصة ان امريكا لو ارادت ايقاف قطر فلا تحتاج الى اجتماعات وانما تليفون من ترامب او غيره سيوقف قطر فى ثانية واحده --عدا ذلك فهو استهبال امريكى