سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 13 يوليو 1882..نقل الخديو توفيق وأنجاله وحاشيته إلى سراى رأس التين فى حراسة الإنجليز بعد احتلال الإسكندرية

الخميس، 13 يوليو 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 13 يوليو 1882..نقل الخديو توفيق وأنجاله وحاشيته إلى سراى رأس التين فى حراسة الإنجليز بعد احتلال الإسكندرية الخديو توفيق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«تحقق الأميرال سيمور قائد الأسطول الإنجليزى من أنه لم يبق أحد فى مدينة الإسكندرية فأنزل كتيبة من جنوده البحارة، واحتلوا سراى رأس التين وشبه جزيرة رأس التين صباح يوم 13 يوليو «مثل هذا اليوم» عام 1882»، حسبما يؤكد عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى» «دار المعارف - القاهرة»، وجاءت هذه الخطوة بعد يومين من قصف الأسطول للمدينة «راجع ذات يوم 11 و12 يوليو 2017»، فكيف مضى هذا اليوم على الخديو توفيق كأول أيام الاحتلال الإنجليزى لمصر؟.
 
يذكر «عبدالرحمن الرافعى» فى كتابه «الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى» «دار المعارف - القاهرة»: «فى صباح ذلك اليوم «13 يوليو 1882» جمع الخديو من بقى إلى جانبه من الأمراء وكبار الموظفين والذوات واستشارهم فى أى موقف يقف إزاء احتلال الإنجليز للمدينة، وهل يقاومهم أو يسالمهم، وكان هو يميل إلى التسليم، وكان رأى درويش بك «مندوب السلطان العثمانى»، أن ينتقل إلى بنها ثم إلى السويس، وارتأى غيره أن يقصد العاصمة «القاهرة» ويمتنع فيها».
 
يقدم أحمد شفيق باشا أحد رجال الخديو، وكان معه طوال هذه الأيام تفاصيل تصرفات «توفيق» فى هذا اليوم، ويذكر فى الجزء الأول من مذكراته «الهيئة العامة لقصور الثقافة - القاهرة»: «فى يوم 13 يوليو علمنا أن كثيرا من العساكر التى كانت فى الإسكندرية تركوا فرقهم وانصرفوا إلى بلادهم، وخشى الخديو أن ينفذ العرابيون ما أضمروه له، فقرر العودة إلى سراى رأس التين، وكان درويش باشا «مندوب السلطان العثمانى» قد أرسل إشارة إلى اليخت العثمانى «عز الدين» الذى حضر عليه من الأستانة، بالدنو من سراى مصطفى باشا، حتى إذا هاجم الثائرون السراى أمكن نزوله فيه مع سمو الخديو، ولكن رؤى أن ذلك ربما يلفت أنظار الثائرين، فيغرقون اليخت ويقطعون خط الرجعة فعدل عن هذه الفكرة، وأوفد الخديو زهراب بك إلى الأميرال سيمور ليخبره بذلك».
 
يضيف شفيق باشا: «فى الساعات الأولى من بعد ظهر يوم 13 عاد فأخبره، بأن الأميرال أمر بإقامة الحرس الكافى فى سراى رأس التين جهة ديوان البحرية وجهة القباري، ثم استعدت المركبات والدواب لنقل الخديو وأنجاله ورجال الحاشية من سراى مصطفى باشا إلى سراى رأس التين، فمنهم من استقل العربات ومنهم من امتطى الدواب، ومنهم من سار على قدميه».
 
يسجل «شفيق» ما رآه من نهب وسرقة يرتكبها البدو الذين أرسلهم محمود أفندى مأمور مركز أبو حمص لحراسة الخديو: «وصلوا صباح 11 يوليو، فمدت لهم موائد الطعام، حيث أكلوا وشربوا، وشاهدناهم عند عودتنا إلى سراى رأس التين منتشرين فى شارع باب رشيد منصرفين إلى سلب المهاجرين من الإسكندرية، والنساء يصحن ويولولن وهم فى أثرهن، وقد أحاطوا بهن وسدوا عليهن منافذ النجاة، وأخذوا ينزعون الحلى من صدروهن وآذنهن قسرا، حتى جرجروها وأسالوا منها الدماء، ومازلنا نسير بين هذه المناظر المؤلمة حتى دخلنا المدينة، فى وسط لهب الحرائق التى كانت مشتعلة فى الأحياء المهمة، وكانت فظيعة ولاسيما فى شارع شريف باشا، وميدان محمد على «المنشية» الذى بدا لنا كأنه أتون من نار، وما كنا نتصور أننا سنجتاز هذا الميدان دون أن نصبح طعاما للنيران، وكان الجو مزيجا من دخان ولهيب ودرجة الحرارة تلفح وجوهنا وتكاد تشوى جلودنا وكأننا فى جهنم».
 
يواصل «شفيق باشا»: «وصلنا إلى سراى رأس التين فى الساعة الرابعة آمنين على حياتنا، فوجدنا عددا من البحارة الإنجليز واقفين للحراسة على مدخل السراى وفى داخلها، وكأن الأميرال سيمور واقفا على سلم السلاملك يترقب قدوم الخديو، وبعد أن أدى التحية لسموه رافقه إلى الدور الأعلى، وهناك أخبره بما لحق السراى من التخريب فى قسم الحريم، ولحق بنا إلى السراى كثيرون من الوطنيين والأجانب».
 
كان الوقت شهر رمضان، وحسب شفيق: «كان الجميع يعانى من الجوع، وفوجئوا بأن السراى لا يوجد فيها ما يؤكل خاصة الخبز، فأرسل الخديو عساكر إلى مخبز القبارى التابع للحربية، فأحضروا منه ما وجدوه من الخبز «الصومالى»، وتمكن وصفى بك من الذهاب إلى المدينة فعاد بعلبة كبيرة من «الغريبة» قام شفيق بتوزيعها على الجميع.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة