تفاصيل مساندة طهران للارهاب..

قطع علاقات قطر مع إيران ليس مطلبا طائفيا.. تعرف على الأسباب

الأربعاء، 12 يوليو 2017 11:40 م
قطع علاقات قطر مع إيران ليس مطلبا طائفيا.. تعرف على الأسباب بن لادن وخامنئى
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حاولت قطر خلال الفترة السابقة، الترويج بأن المطالب التى طلبتها منها الدول الأربعة، غير منطقية، وليس لها أساس، وحاولت أذرعها الإعلامية المنتشرة عبر الوسائل المختلفة، بداية من شبكات التلفزة، ووصولا إلى مواقع الإنترنت، بأن البعض يحاول أن يدفع بالمنطقة إلى ما أسموه بـ "حرب طائفية" وأن مطلب قطع العلاقات مع "إيران" ما هو إلا جزء من هذه الحرب التى يحاولون تبريرها بعدم العقلانية.

لكن التاريخ لا يكذب، وكذلك الوثائق، والتى توضح حقيقة مطلب قطع العلاقات بإيران، والذى لا علاقة له على الإطلاق بفكرة الحرب الطائفية، بل له علاقة بالتورط المباشر لإيران بدعم الإرهاب، وليس منذ اليوم فقط، وتحديدا منذ التسعينات، حين بدأت إيران فى تقديم الرعاية المتكاملة للتنظيم، عبر وسيطها "عماد مغنية" القيادى بحزب الله.

فالمراسلات التى عثر عليها فى حوزة أسامة بن لادن فى ليلة مقتله، فى الثانى من مايو عام 2011، والمعروفة باسم "وثائق آبوت أباد" فضحت الكثير من الثقة المتبادلة بين تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، ونظام "الملالى" فى إيران، هذه الوثائق التى كانت عبارة عن مجموعة من المراسلات التى كتبها بن لادن، ولم يكن قد أرسلها بعد.

فى السطور التالية سنحاول أن نرى كيف رأى زعيم تنظيم القاعدة السابق "أسامة بن لادن" الدولة الإيرانية فى مراسلاته، وكيف تعامل معها، بل والاتصالات المباشرة، وتحويل إيران إلى ممر آمن للقاعدة فى حصارها الطويل فى الشريط الحدودى بين أفغانستان وباكستان.

تفضح المراسلات بين اسامة بن لادن، وقيادات تنظيمه، كيف استخدم التنظيم إيران كممر آمن للعبور من وإلى الشريط الحدودى بين باكستان وأفغانستان، ففى الوثيقة التى حملت الرقم SOCOM-2012-0000003 من وثائق "آبوت أباد" وفى خطاب إلى الشخص المدعو بـ "الشيخ محمود"، والذى لا نعرف الكثير عن حقيقة من يكون، حيث يرجح بأن يكون عطية عبد الرحمن، القيادى فى تنظيم القاعدة، يرد بن لادن على طلب سابق بأن يذهب بعض أفراد تنظيم القاعدة للبقاء فى إيران، وذلك بعد حالة من التضييق التى بدأ التنظيم يعانى منها فى باكستان، فيرد بن لادن رافضا قائلا: " بخصوص ما ذكرتم في رسالة سابقة بأنه قد يذهب بعض الإخوة إلى إيران ضمن خطة المحافظة على الإخوة؛ فأرى أن إيران غير مناسبة، وعلى الإخوة القادمون من إيران؛ فأرى أن يكونوا في هذه المرحلة في مناطق آمنة خارج مناطق القصف".

الرفض ليس رفضا عابرا أو عاديا، فكما سنرى فى رسائل أخرى لبن لادن، فإن التوجه الأكبر له كان هو محاولة إخراج أفراد تنظيمه من فخ باكستان، ونشرهم فى عدد من الدول، وعلى الأخص دول شبه الجزيرة العربية، لكن إيران بالنسبة له، وكما هو واضح من سياق الحديث، هو الممر الآمن الذى لا يجب أن يلفت له الأنظار.

وفى رسالة أخرى يرد بن لادن، على فتوى يسألها اتباعه فى غزة، عن عرض لإرسال الأموال إليهم عبر "منظمة الجهاد الإسلامى"، فيقول فى الرسالة: "هل يجوز أخذ المال من تنظيمات أخرى وذلك بفرض دعم الجهاد عندنا، ومنها  حركة الجهاد الإسلامي والتى تتلقى أموالًا طائلة من إيران، ولدى بعض عناصرها تبني لأفكار التشيع، ولكنهم عرضوا علينا التمويل مقابل العمل معهم، والاشتراك في العمليات النوعية كنوع من الدعاية والاحتواء إن استطاعوا؛ بحيث نقوم نحن بالعملية بالتمويل عن طريقهم ثم يتم الإعلان باشتراكهم فيها".

فيرد بن لادن: "واضح أنكم في حاجة شديدة وضيق ماليّ! كون أموال حركة الجهاد أصلها من الدعم من الدولة الرافضية (إيران) فلا يضرُّ في حد ذاته، أعني أنه يجوز الأكل مما يُعطى الإنسان منه وقبوله -إن شاء الله-، فإنها دولة كافرة عندنا، وقبول أموال الدول والملوك الكفرة جائزٌ في ذاته"

يرى بن لادن إيران دولة كافرة، وهذا نعرفه، لكنه يجيز أخذ أموالها، فى الناحية الأخرى، ترى إيران أن تنظيم القاعدة هو تنظيم إرهابى متطرف، يدعو لاستئصال الشيعة، لكن المصلحة الاستراتيجية تقتضى التعاون مع هذا التنظيم، بل وتمويله بأموال طائلة!.

الرسائل تكشف اتصالات بين "إيران" و"القاعدة"، وطلبات من القاعدة لـ "إيران" بالإفراج عن عدد من المقبوض عليهم والمنتمين لتنظيم القاعدة، وعلى الأرجح الذين كانوا يستخدمون إيران كممر آمن، وهو الأمر الذى استجابت له "إيران"، فيقول بن لادن فى رسالته التى تحمل الرقم SOCOM-2012-0000012 ضمن وثائق آبوت أباد: "على مستوى العلاقة مع الإيرانيين، ومشكلة إخواننا الأسرى هناك: فنبشركم أنهم أطلقوا سراح مجموعة من الإخوة على دفعات في الشهر الأخير"

الرسائل ايضا تتطرق إلى اقامة اسرة بن لادن فى إيران لفترة طويلة واتخاذها كمقر آمن لها، وكذلك أيضا تفضح اتخاذ إيران كمقر لها، ففى الرسالة التى حملت رقم يقول بن لادن : "أخبرنا الأخ عبد الله الحلبي (عبد اللطيف) بأن أسرتي في إيران في طريقهم للمجيء إلى الأخوة في باكستان أو وزيرستان؛ فمن باب الحيطة والحرص على سلامة الجميع ينبغي أن نضع في حسابنا أن مجيئهم قد يختلف عما ألفناه في مجيء إخواننا الذين قدموا سابقًا من إيران لأسباب منها أن قد يسمح له الإيرانيون بالخروج من إيران والذهاب إلى سوريا على أساس إظهار حسن النية لبقية المعتقلين بأنهم سيطلقونهم، وهو سيكون حريصًا على أن يطمئن الأهل بأن إخوته سيخرجون قريبًا من إيران"

العلاقة بين التنظيم وإيران ليست وليدة اليوم، فعبر القيادى فى حزب الله "عماد مغنية" والذى لقى مصرعه فيما بعد فى تفجير سيارته فى العاصمة السورية دمشق، ومنذ عام 1993 جمعت عدد من اللقاءات بين مغنية وبن لادن، أسفر واحد منها عن إرسال تنظيم القاعدة عدد من أفراده للتدرب وسط جنود حزب الله فى سهل البقاع اللبنانى.

بل إن بن لادن نفسه زار إيران عام 1996 فى اجتماع جمع عددا من الفصائل المقاتلة على الأرض الأفغانية، والأكثر من ذلك أن أيمن الظواهرى نائب بن لادن، حضر فى عام 1997 اجتماعا لقادة المنظمات الإسلامية، أما أبو مصعب الزرقاوى، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق، وهو النواة التى تحولت اليوم إلى داعش، فقد أقام فى إيران بداية من عام 2001، قبل ان ينتقل إلى العراق مع بداية الغزو الأمريكى للعراق.

ومع الاختلاف الذى ساد بين عناصر تنظيم القاعدة، وتنظيم داعش داخل الأراضى السورية، هاجم أبو محمد العدنانى المتحدث باسم تنظيم داعش، والذى قتل فى سوريا خلال غارة أمريكية عام 2016، فى تسجيل صوتى بثه عام 2014 أيمن الظواهرى أمير تنظيم القاعدة، وعلاقته بإيران، حيث قال: "ظلَّت الدولة الإسلامية تلتزم نصائح وتوجيهات شيوخ الجهاد ورموزه؛ ولذلك لم تضرب الدولة الإسلامية الروافض في إيران منذ نشأتها، رغم قدرتها آنذاك على تحويل إيران لبرك من الدماء، وكظمت غيظها كل هذه السنين، امتثالاً لأمر القاعدة للحفاظ على مصالحها وخطوط إمدادها في إيران".

لا يحتاج الأمر للكثير من الإدعاءات و"كلام الإنشا" لإثبات العلاقة الإيرانية بالإرهاب، فهى علاقة معروفة لكل من أطلع على جزء يسير من الوثائق، أو إصدارات تنظيم القاعدة، أو خليفته داعش.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة