إنذار صينى.. "الحزام والطريق" فى خطر بسبب "أزمة قطر".. خبراء: علاقة بكين بطهران تهدد مستقبل المبادرة لتورط "الحرس الثورى" فى خلاف الدوحة مع الرباعى العربى.. ودعوات لإعادة النظر فى المصالح الاقتصادية

الإثنين، 10 يوليو 2017 01:41 م
إنذار صينى.. "الحزام والطريق" فى خطر بسبب "أزمة قطر".. خبراء: علاقة بكين بطهران تهدد مستقبل المبادرة لتورط "الحرس الثورى" فى خلاف الدوحة مع الرباعى العربى.. ودعوات لإعادة النظر فى المصالح الاقتصادية خريطة الحزام والطريق والرئيس الصينى وتميم بن حمد
كتب: هانى محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خطوط متقاطعة للمصالح، ومخاوف دولية تتزايد يوما تلو الآخر من توابع زلزال الأزمة بين نظام تميم بن حمد ، والدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر، والتى امتدت لتضرب عواصم ما وراء المحيطات وسط حالة من القلق المتزايد لدى المجتمع الدولى.. فما بين قلق غربى من تأثر السوق العالمية للنفط من تراجع محتمل فى الإنتاج، ومخاوف أمريكية من إعادة تشكيل موازين القوى الدولية على حساب الإدارة الحالية، بدأت تظهر مخاوف أخرى فريدة من نوعة، تسللت بعد قرابة شهرين من الأزمة إلى العاصمة الصينية بكين من احتمالات تأثر مشروعها التاريخى "الحزام والطريق" بالأزمة القطرية.

 

وبعد قرابة شهرين من المواجهة المباشرة التى خاضها الرباعى العربى الذى يضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، مع إمارة قطر الراعية للإرهاب، والتى شملت فرض عقوبات اقتصادية وقطعا للعلاقات وبعد دخول إيران ـ الحليف الصينى ـ بقوة على خطوط الأزمة، ظهرت دعوات عدة من دوائر رسمية وشبه رسمية داخل بكين لإعادة النظر فى العلاقات الصينية ـ الإيرانية ، لما ستمثله من تأثير سلبى على مصالح الصين مع العرب ، وتشكل تهديدا مباشرا لمستقبل مشروع "الحزام والطريق" الذى يربط الدولة الآسيوية الكبرى بدول عربية فى مقدمتها مصر.

 

وفى الوقت الذى تحاول فيه الحكومة الصينية إحياء مبادرة "الحزام والطريق"، من خلال التعاون مع كافة الدول العربية الواقعة على القارتين الأسيوية والأفريقية، أثارت تعقيدات الأزمة الخليجية مخاوف عدد من الخبراء ومراكز الأبحاث الصينية من التداعيات.

 

وحذر الكاتب الصينى البارز كارى هوانج، فى تقرير نشرته صحيفة "شانيا مورننج بوست" المقربة من حكومة بكين، من أن الخلاف بين قطر وجيرانها قد يترتب عليه تأثيرات سلبية بالنسبة لخطة الصين لبناء شبكة تجارية تكون بكين مركزها وتربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا تحت عنوان مبادرة الحزام والطريق الاقتصادية، داعيا بكين إلى تجنب التدخل فى الأزمة خاصة وأن علاقة إيران والصين ترقى لمرتبة التحالف.

 

وأضاف الكاتب كارى هوانج، أن التوتر الحاصل فى المنطقة ذات الثراء الكبير سيزيد من تكلفة الأعمال فى المنطقة ويرفع مستوى المخاطر وتكلفة الإقراض على المستثمرين الذين يعانون أساسا من تراجع فى عدد المشاريع القابلة للتمويل المصرفى.

 

ولفت الكاتب أيضا إلى أن الصراع الجارى فى الشرق الأوسط قد يترتب عليه المزيد من التناقضات السياسية بين الولايات المتحدة والصين بحال قررت كل دولة دعم طرف فى الانقسام القائم، وهو أمر سيكون له تبعات دبلوماسية خاصة وأن بكين وواشنطن فى صراع حاليا على النفوذ فى بحار شرق آسيا.

 

وأشار هوانج، إلى أنه بصرف النظر عن التناقض الظاهر بين قطر وسائر جيرانها، إلا أن الخلاف الحقيقى يتعلق بعلاقات الدوحة مع طهران التى دخلت على خطوط الأزمة بقوة عبر إرسالها عناصر الحرس الثورى إلى قطر، والتى هى بدورها شريك رئيسى للصين فى المنطقة. ويلفت الكاتب إلى أن زيارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، إلى السعودية لا تنفصل عن طموح الصين لبناء "مبادرة الحزام والطريق"، مشددا على أن دول الخليج كانت تميل بوضوح نحو الصين خلال حكم الرئيس السابق، باراك أوباما، ولكن علاقتها بواشنطن عادت لتتطور تحت حكم ترامب الذى يريد أيضا الحد من نفوذ الصين.

 

وتابع الكاتب فى مقاله أنه من المتوقع أن تدخل معظم دول الخليج ضمن "مبادرة الحزام والطريق" الصينية، إلا أن ذلك لا يمنع شعورها بالقول حيال العلاقات الوطيدة بين طهران وبكين وإمكانية أن تكسب إيران أفضلية كبيرة بسبب المبادرة الصينية".

 

وأوصى الكاتب ببقاء بكين على الحياد فى الصراع الدائر حاليا مع التركيز فقط على التعاون الاقتصادى.

 

وفى السياق نفسه قال شى ليانج، مدير مركز دراسات العلاقات الأمريكية الآسيوية، وباحث بمركز الدراسات الدولية بجامعة الدراسات الدولية ببكين، إن تأثيرات الأزمة الأخيرة فى الخليج العربى، على الصين تتمثل أساسا فى تدهور الوضع الأمنى لخطوط نقل الطاقة والبترول.

 

وأضاف شى ليانج، فى تصريحات صحفية لصحيفة الشعب الصينية، أن السلام والاستقرار فى منطقة الخليج يصب فى مصلحة الصين، وإن وصول الأزمة الخليجية طريق اللا عودة، سيؤثر بشكل خطير على واردات الصين النفطية من الشرق الأوسط، وعلى هذا الأساس، يجب على الصين أن تقوم بالاستعدادات اللازمة فيما يتعلق بخطوط نقل النفط، لتجنب المخاطر المحتملة.

 

وتوقع شى ليانج، مدير مركز دراسات العلاقات الأمريكية الآسيوية، أن الأزمة الدبلوماسية الخليجية التى تخوضها الدول الغربية، ستؤثر على أسعار النفط.

 

وأشار إلى أن تأثيرات هذه الأزمة على سوق النفط ستجعل من تزايد عوامل عدم اليقين، حيث أن عزل قطر إحدى أهم الدول المنتجة للطاقة قد يدفعها لاتخاذ سياسات نفطية تختلف عن السعودية والبحرين، مما يهدد اتفاقية كمية الإنتاج التى وضعتها الأوبيك، وقد تشهد أسعار الطاقة اضطرابات كبيرة، إذا ما اتخذت سياسات نفطية تختلف عن سياسات الأوبيك.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة