يا شَعْبَ مِصْـرَ وجُنْدَها أَنْتُمْ لَها ... حِصْنُ الأَمـانِ فَثَبِّـتُوا أَرْكانَـها
اللهُ خَـلَّـدَ ذِكْـرَكُم بِكِـتابِهِ ... صُونُوا الأّمانَةَ واسْتَدِيـمُوا عِزَّهـا
يَمْضِى الزَّمـانُ وتَسْتَدِيرُ صُروفُهُ ... والنِّيِـلُ بـاقٍ للْحَيَـاةِ رَواءهـا
لا يَقْـرَبَنَّ ثَباتَكُـم يَـأْسٌ ولا ... لِلْـمُرْجِفِيِنَ تُصَـدِّقُوا أَحْقادَهـا
كَمْ مِنْ خُطُوبٍ أَحْدَقَتْ وتَفَكَّكَتْ ... واليَوْمَ تَسْـتَدْعِى الخُطُوبُ أَوانَها
عِـنْدَ الحُـدُودِ تَرَبُّـصٌ لِتَسَلُّلٍ ... مِنْ زُمْرَةِ الأَشْرارِ ضَلَّتْ سَـعْيَها
وَمُنافِـقٌ مُتَخَـلِّلٌ فِى جِـيِرَةٍ ... يُنْمِـى مَعَ الأَشْـرارِ نَقْعَاً سُمَّـها
قالُوا دَواعِشُ أَمْ قَواعِدُ، بَل دُمَىً ... مُسْـتَأْجَرُونَ لِيَنْشُـروا أَذْنابَـها
إبْلِيِسُ رَأْسُ تَـآمُرٍ وعَشِيِـرُهُ ... أَهْـلُ الضَّلالِ يُخَـرِّبُونَ بُيُـوتَها
لَيْسَ التَّآخِى فِى الضَّلال بِشِرْعَةٍ ... فِى الـدِّيِنِ أَوْ دُنْيَا أَتَـمَّ فَنَاءهـا
غَـدْرٌ وعُـدْوانٌ بِغَـيْرِ جَرِيِرَةٍ ... تِلْكَ الخِـيانَةُ لا تُـوارِى عارَهـا
فَالغَدْرُ بالأَهْلِيِنَ خِسَّـةُ مـارِقٍ ... لا يَنْتَمِـى رَحِمَـاَ ولا أَصْلابَـها
والاعْـتِداءُ عَلَى بَـرِيءٍ آمِـنٍ ... بِئْسَ التَّجَـبُّرُ مِنْ دَعِـى باعَـها
والانْسِـياقُ لِـكارِهٍ ومُمَـوِّلٍ ... دَرْكَ الخَـرابِ فَقَدْ هَوَىَ أَسْفَالَها
والمُحْتَفِى بِمـلاذِ شَـرٍّ خـائنٌ ... واللهُ يَفْضَـحُ لِلْخِـيانَةِ كَـيْدَها
مِصْرُ العَزِيِزةُ مَحِّصِى واسْتَوْضِحِى ... أَوْكارَ شَـرٍّ إذْ تُعاوِدُ غَدْرَهَـا
شَـرْقَ التُّخُـوم وغَرْبَها وجَنُوبَها ... سَرْحَ البَرارِى والصَّعِيِدَ وَرِيِفَها
رَتْـلُ الضَّـحايا لا يَفِلُّ عَزِيِمَـةً ... لِلْمُـوُقِنِيِنَ بِنَصْـر رَبٍّ قالَها:
لا تَعْتـَدُوا إلا لِـرَدِّ عَــدَاوَةٍ ... والمُعْتـَدِى يَصْلَى الجَحِيِمَ أُوارَها
يا شَعَبَ مِصْرَ وجُنْدَ مِصْرَ وأرْضَ مِصْرَ... فَزَلْزِلًـوا أَوْكارَهُم زِلْزالَـها