أمريكا تصحح أخطاء أوباما فى شمال أفريقيا وترصد العلاقات المشبوهة بين قطر والإخوان.. ومصادر: الولايات المتحدة أدارت ظهرها لحركة النهضة التونسية.. ووفد الكونجرس امتنع عن لقاء الغنوشى

الأربعاء، 12 يوليو 2017 08:00 م
أمريكا تصحح أخطاء أوباما فى شمال أفريقيا وترصد العلاقات المشبوهة بين قطر والإخوان.. ومصادر: الولايات المتحدة أدارت ظهرها لحركة النهضة التونسية.. ووفد الكونجرس امتنع عن لقاء الغنوشى علاقات الإخوان فى شمال افريقيا بقطر
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تواجه الأحزاب الإسلامية فى شمال أفريقيا أزمات داخلية وخارجية متلاحقة منذ أن انتفضت الدول العربية ضد قطر حاضنة الإرهاب، مما جعل تلك الكيانات فى تونس والجزائر والمغرب والمعروفة بارتباطها الوثيق بتنظيم الإخوان الدولى تفقد الدعم والسند المادى والسياسى.

وفى ظل ما تواجهه تلك الكيانات السياسية من اتهامات داخلية بارتباطها المشبوه بقطر والجماعات الإرهابية بدأت تواجه أزمات خارجية مع عواصم غربية كبرى، والتى بدأت ترى الوجه الحقيقى لتلك الأحزاب الإخوانية والتى نجحت على مدار السنوات الماضية فى التوغل للسلطة بدول شمال افريقيا فى ظل الدعم السابق الذى قدمته إدارة باراك أوباما فى أعقاب ثورات الربيع العربى.

فى هذا الإطار كشفت مصادر دبلوماسية بالعاصمة التونسية، عن أن الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة بدأت ترصد بدقة متناهية ردود الفعل من قبل احزاب تيار الإسلام السياسى حول موقف الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب من النظام القطرى، حيث إن الإدارة الأمريكية ترصد من خلال سفاراتها فى عواصم المنطقة، وبشكل غير مسبوق، مواقف وتحركات قوى الإسلام السياسى، وخاصة المرتبطة بتنظيم الإخوان الإرهابى، والمعروفة بتحالفها مع النظام القطرى.

وقالت المصادر لصحيفة البيان الإماراتية، إن ما تواجهه الدوحة خليجيا وعربيا، نتيجة دورها الإجرامى فى دعم الإرهاب والتدخل فى الشؤون الداخلية للدول، وتآمرها ضد دول مجلس التعاون للخليج العربى والدول العربية، وتهديدها للسلم والأمن العالميين.

وأضافت أن هناك رغبة أمريكية وغربية فى مزيد من فهم طبيعة التحالفات القائمة بين قوى الإسلام السياسى والجماعات المتشددة من جهة والنظام القطرى الإرهابى من جهة ثانية، من خلال ردود فعل الحركات والأحزاب الإخوانية وأشباهها، وطبيعة دورها كأذرع سياسية واستخباراتية وميدانية لمشروع الدوحة فى المنطقة العربية المبنى على أساس التدخل المباشر فى الدول والمجتمعات.

وتقوم سفارة واشنطن فى تونس والمغرب والجزائر بكتابة تقارير يومية للإدارة الأمريكية حول علاقات الإخوان وتحركاتهم منذ الأزمة القطرية، وكشفت تلك التقارير عن التحول الذى شهدته مواقف تلك الأحزاب، حيث قال أحد التقارير إن الإخوان فى الدول الثلاث أظهروا خلال الأيام الأولى للأزمة اندفاعاً فى التعاطف مع النظام القطرى، ثم سرعان ما تراجعوا واختاروا الصمت.

كما رصدت إحدى التقارير أن أحزاب الإخوان فضلت الصمت ظاهريا، إلا أنهم أعطوا تعليمات لكتائبهم الإلكترونية وقواعدهم الحزبية للتحرك بدلاً عن القيادات والزعامات المعروفة، والتى يبدو أنها أضحت تخشى التورط أكثر فى إبداء التعاطف مع نظام مهدد بالسقوط فى أية لحظة.

وقالت المصادر إن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بدأت تصحح أخطاء سلفه باراك أوباما والذى ساهم فى وصول الإخوان للحكم بتلك الدول، فقد لوحظ أن السفارات الأمريكية فى المنطقة بدأت تظهر برودة فى علاقاتها مع الأحزاب الإسلامية عكس ما كانت عليه فى ظل الإدارة السابقة، حيث تقوم الإدارة الأمريكية بمحاصرة تلك الأحزاب وتقليل علاقتها بهم فى تحجيم واضح لدورهم استعدادا للتخلى عنهم.

وأشارت المصادر إلى أن سفارة واشنطن لاحظت أيضا وجود تقارب فى عدد من الدول العربية بين قوى الإسلام السياسى التابعة لقطر والشيعية التابعة لإيران، انسجاما مع طبيعة التحالف القائم حاليا بين تنظيم الحمدين فى الدوحة ونظام الملالى فى طهران.

وأن هذا التقارب يطرح أكثر من سؤال حول مستقبل المنطقة فى ظل ارتباط الطرفين بعقيدة العداء للأنظمة الوطنية وتبنيهما المشترك لما يسمى بمشروع "الصحوة الإسلامية" الهادف إلى بث الفوضى فى المنطقة لتمكين الأحزاب والجماعات الإرهابية من الوصول إلى الحكم بغض النظر عن هويتها المذهبية.

وتأتى تونس فى مقدمة الدول التى شهدت على مدار الشهر الماضى تحجيما واضحا لدور حركة النهضة الاسلامية - اخوان تونس - من قبل واشنطن، حيث شهدت العاصمة تونس الأسبوع الماضى زيارة هامة لوفد من الكونجرس الأمريكى، والذى لأول مرة منذ ثورة 2011 تعمد عدم لقاء قيادات الحركة ورئيسها راشد الغنوشى.

وقد اقتصر برنامج زيارة وفد الكونجرس على الاجتماع بالرئيس الباجى قائد السبسى ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، كما اقتصرت الدعوات لحضور احتفال السفارة الأمريكية بالعيد الوطنى لبلادها على دعوة رئيس الحركة واثنين من مستشاريه فى إطار البروتوكول المعتاد، كون النهضة شريكة فى الحكم، ولأول مرة لم يدع للحفل بقية قياديى الحركة ووزراؤها الحاليون والسابقون وكتلتها البرلمانية.

إلى ذلك، لاحظ المراقبون أن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد الذى يقوم حاليا بزيارته الاولى لواشنطن بدعوة من الإدارة الأمريكية دون أن يصطحب معه أى مسؤول حكومى ينتمى إلى حركة النهضة، وهى سابقة فى الحياة السياسية التونسية منذ العام 2012، حيث كانت الحركة تدفع بمن يمثلها فى الوفود الحكومية نظراً لموقعها فى مؤسسات الحكم وخاصة البرلمان الذى تتصدر حالياً كتله النيابية.

 ويأتى استبعاد رئيس الحكومة التونسية لأعضاء الحركة الإخوانية من زيارته لواشنطن إدراكا من الحكومة أن المزاج العام فى واشنطن اختلف، وأن الحركة لم يصبح لها نفس الثقل الذى تمتعت به خلال حكم أوباما، لذلك حاول الشاهد الابتعاد عن استفزاز إدارة ترامب خاصة فى ظل حساسية القضايا المطروحة على جدول أعمال الزيارة، حيث تعوّل السلطات التونسية على نتائج الزيارة لضمان استمرار الدعم الأميركى للبلاد ماديا وعسكريا، فى ظل أنباء عن توجه ترامب إلى خفض مساعداتها الموجهة لعدة دول من بينها تونس.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة