إننا شعب غالبيته العظمى لا تقرأ مع أن هناك حكمة مشهورة وصادقة تقول " شعب قارئ .. شعب لا ينهزم أبدا "، والأمثلة العديدة الدالة على ذلك كثيرة من حولنا، إن العديد من الأحداث قد سقطت من تاريخنا لأسباب كثيرة منها الأخطاء التى واجهتنا فى كتابة وتدوين تاريخنا العظيم على مر العصور والتى جعلته مشوها أحيانا ومبتورا فى الكثير من الأحيان، وفقا لهوى ومزاج وتدخلات بعض أعداء البشرية والمستشرقين الذين أخفوا وحرفوا الحقائق وروجوا لبعض الحكام بالكذب والنفاق والتهويل والمبالغة، واستبعدوا أحداثا هامة تستحق البحث والتدوين فأسقطوها من متون وأسس التاريخ، مما يجعل من الضرورى المراجعة الدقيقة بإتاحة المعلومات والوثائق وفرص الرأى والرأى الآخر لإخراج حقائق التاريخ الموثقة للجميع، خاصة ونحن الآن نخطو نحو الحرية والديمقراطية الحقيقية التى لم نكن نجدها سوى فى الافلام والمسلسلات .. والحبر فقط على أوراق الكتب !
إن تدوين تاريخنا هو أساس حياتنا فهو يعد بمثابة الحافظ الأمين على ذاكرة أمتنا على طول الزمن قديما وحديثا ، وصراحة أقول إن التاريخ نفسه قد ظلمناه من خلال وسائل الإعلام والصحافة وقلة عدد الكتب الصادرة سنويا لدينا ونسبة ما يقرأه الشخص فى بلادنا يخجل الإنسان من ذكره مقارنة ببقية البشر، فالعربى يقرأ الكتب بمعدل ربع صفحة سنويا، كما يقرأ كل 80 عربى كتابا واحدا فى السنة، بينما الأوروبى 35 كتابا. ! كما أن انتاجنا من الكتب سنويا يقل عن 5000 عنوان بينما نجد مثلا العدد يصل فى أمريكا اكثر من 400 ألف عنوان سنويا، وهذا يحتاج منا الى برامج عملية سريعة ومكثفة لمكافحة الأمية والجهل، للحصول على المواطن الواعى المثقف الفاهم لتاريخ بلاده الصحيح .
إننا اليوم نستطيع إعادة كتابة تاريخنا فى عصر المعلومات، حيث أصبحت الأرشيفات والوثائق المحتوية على التاريخ الحقيقى والصحيح للوقائع والأحداث، متوفرة كما أن المؤرخين الأكفاء موجودون فى كافة مراكز الأبحاث الإجتماعية والجامعات والمعاهد المتخصصة، ونحن نعلم بأن هذا العمل يحتاج الى سنوات وسنوات، ولكن سيعطى المواطن حقه فى التعرف على تاريخه الصحيح كما سيعطى الصحوة الكبرى للمجالس المحلية لتصحيح الآلاف من أسماء بعض القرى والنجوع والشوارع التى لم تعد تتمشى مع العقل والمنطق فى هذا العصر ! المهم أن نبدأ من الآن .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة