قال الدكتور محمد مختار جمعة ،وزير الاوقاف، أننا لابد أن نواجه الجهل والمرض والفقر بأقصى درجات التقدم العلمي ، مشيرا إلى أن التعليم يرسخ الهوية الوطنية مع اهتمام القائمين على العملية التعليمية بما يوضح أثر العلم في نهضة الأمم ، مؤكدا أنه قد آن الأوان لترسيخ القيم الوطنية في جميع جوانب العملية التعليمية ، من مناهج التعليم ، ومن طابور الصباح وتحية العلم إلى كل ما يتصل بملامح المدرسة الوطنية ، وأن المسجد لم يعد بمعزل عن ترسيخ الهوية الوطنية ، فالمسجد والمدرسة يرسخان الولاء الوطني ، وقواتنا المسلحة أهم مدارس الوطنية .
كما أوضح خلال كلمته بملتقي الفكر الاسلامي امس الخميس، أن الوزارة قد عمدت إلى التنوع الديني والإعلامي والثقافي في الملتقي ، لتؤكد أن أحدًا لا يمكن أن يصنع وطنا وحده ، أو يحقق الوحدة الوطنية وحده ، أو أن يحارب الإرهاب وحده ، فنحن بحاجة إلى التواصل والتواصي وسماع صوت الجميع ، مما يؤصل الهوية المصرية القائمة على حب الوطن والانتماء لمصرنا الغالية.
كما حذر وزير الأوقاف من انتشار ظاهرة الغش بين الأولاد وأثرها السيئ على حاضرهم ومستقبلهم ، مما يخرج أجيالا جاهلة تنشر التخلف وتعيق مسيرة الوطن ، مستشهدا بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) : (من غش فليس منا) ، داعيا إلى الأخذ بأسباب التفوق من خلال بذل المزيد من الجهد والجد والاجتهاد ، مؤكدا على أهمية العلم والتعلم ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هم وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ)
ومن جانبه أكد كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة أن التعليم والهوية الوطنية لابد أن يكون قائما على حب الوطن والتضحية من أجله ، فالملاحظ أن القيم قد تغيرت في السنوات الأخيرة ، مؤكدا أن القيم تترسخ في وجدان النشء نتيجة للتعليم الذي يغرس هذه المبادئ السامية ، فانهيار الأخلاق انهيار للتعليم ، واستقامتها قوة له ، مما يتطلب العمل بقوة على ترسيخ القيم الأخلاقية والوطنية في جميع جوانب العملية التعليمية والتربوية .
وقال إن دعائم الوحدة في مصر قائمة على نهر النيل الذي يشرب منه الجميع ، وهذا هو الخير الذي يجري في عروق المصريين، ويجب الحفاظ على مقدرات الوطن، وتعميق ذلك من خلال نظام تعليمي يلبي طموحات الوطن ويتجاوز السلبيات والعثرات.
كما نبه كذلك على ضرورة الاهتمام بالجانب الديني الذي يغرس في الإنسان القيم ومكارم الأخلاق.
ومن ناحيته أعرب الدكتور رضا حجازي أستاذ المناهج وطرق التدريس ورئيس قطاع التعليم ورئيس امتحان الثانوية العامة عن سعادته بموضوع الملتقى ، مشيدا بالمستوى التنظيمي للملتقى ، واصفا إياه بملتقى التعلم المجتمعي ، مما ينمي الرغبة في التعلم لدى الكبير والصغر.
وحول آليات تطوير مناهج التعليم أوضح ضرورة توجيه المناهج وجعلها في ممارسة الأنشطة من خلال تنمية ملكة البحث لدى الطالب فيتحول من الحفظ إلى الإبداع ، ومن الاعتماد على الآخر إلى الاعتماد على الذات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة