قرى بسيناء تودع مظاهر متوارثة لإحياء أيام وليالى رمضان فى المجالس

الخميس، 08 يونيو 2017 03:00 ص
قرى بسيناء تودع مظاهر متوارثة لإحياء أيام وليالى رمضان فى المجالس مجلس بدوى فى قرية الجورة بسيناء
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

" نفترش الأرض ونلحتف السماء أمام عريش هو مجلسنا، نتناول طعام الأفطار سويا ثم نصلى المغرب فى جماعة ونواصل سهرتنا بإرتشاف فناجين الشاى والقهوة المعدة على لهيب راكية جمر تتوسط مجلسنا" هذا ماوصف به "سالم  أبوعلى" ليلة من ليالى رمضان يعيشونها فى قريتهم جنوب الشيخ زويد بشمال سيناء.

وقال "أبوعلى"، إن هذا المشهد هو ما عاش عليه طوال سنوات عمره الـ 65، ولكنها هذا العام اختفت بعد أن هجر مجلسه وتفرقت السبل بكل من فى المجلس، وأنه  يقضى رمضان هذا العام بين أفراد اسرته فى عشة داخل سور فى نطاق مدينة بئر العبد بشمال سيناء بعد ترك قريته نتيجة ما تشهدها من أحداث أصبح وجوده فيها يمثل خطر عليه وأفراد أسرته.

 وأكد أن مظاهر رمضان اختفت من قرى بأكملها فى نطاق جنوب الشيخ زويد ورفح بعد رحيل ساكنيها، وكان المعتاد أن تتزين المجالس البدوية بعقود أنوار فى إشارة لمناسبة رمضان، إضافة لإنارة المأذن لتبدو من بعيد كتلة مضيئة وسط الصحراء، وتشهد تلك المجالس سهرات رمضانية تمتد حتى صلاة الفجر تتنوع فيها الأنشطة ما بين حلقات ذكر فى المجالس التى تتبع الطرق الصوفية، وما بين جلسات سمر وأحاديث ومذاكرة فى شئون الدين والدنيا فى المجالس الأخرى.

وأوضح أن ماتبقى من تلك المجالس ويعيش حالة رمضان هو مجلس مسجد الشيخ خلف فى قرية الجورة، والذى كان يشهد طوال شهر رمضان أمسيات ذكر والتقاء بين الأهالى والزوار.

وقال الشيخ عرفات خضر المسئول عن المكان، إنه وجميع من حول المكان من السكان لم يغادروا مكانهم بسبب أن المكان آمن، ولكن رمضان هذا العام يختلف عن كل عام، وتابع قائلا: "نصمد فى هذا المكان العامر بذكر الله على الدوام، ونواجه مصاعب كثيرة فالتيار الكهربائى شبه مقطوع، والطرق حولنا مغلقة ونحضر حاجاتنا سيرا لمسافات طويلة ومع ذلك لدينا إصرار على الثبات".

بدورهم أكد عددا من الأهالى جنوب رفح والشيخ زويد، أنهم بعد رحيلهم عن قراهم لمناطق أمنة بمحيط مدينة العريش ومركز بئر العبد،  ودعوا مظاهر رمضانية كانو يعيشونها على الدوام وأهمها "لمة المجلس".

وأشار سليمان حسين أحد الأهالى، إلى أنه يحاول ومجموعة من الأهالى المنتقلين للعيش فى مناطق آمنة ببئر العبد أن يتعايشون مع مناسبة رمضان كما كانوا فى قراهم ولكن هيهات، موضحا أن مجلسه العامر فى قريته والذى كان قبل 10 سنوات من العشش المسقوفة بجذوع الشجر، حوله لمبنى مجهز بكل الإمكانيات ولكنه حفاظا على سلامته غادر المكان وترك البيت والمجلس.

وقال ياسر زايد من الشباب، إنه وأسرته بعد تركهم قريتهم أقاموا فى مدينة العريش فى شقة سكنية، وأصبحوا يتناولون طعام إفطارهم على مائدة صغيرة تضم والده وأشقاءه بعد أن كان المعتاد أن يتناولون الطعام فى المجلس بمشاركة أكثر من 20 آخرين الكل يحضر طعامه ويتناولونه على مائدة واحدة.

ولم يخف السبعينى "عيد محمود" من أبناء جنوب رفح حنينه لموطنه القديم الذى تركة مع أبنائه وأحفاده غرب مدينة العريش، قائلا: "إنه قانع بما آل إليه حالهم ويأمل أن تتطهر أرضهم قريبا ليعودون إليها، ورغم أنه اقام فى موطنه الجديد مجلس ويتعايشون أيام رمضان كما فى قريتهم إلا أن الحنين لم يغادر عقله وقلبه".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة